مروى جوهر تكتب: هذا الرجل أحبه (2).. سيدنا يونس

كُلما مررت بضائقة وظننت أن الفرج غير آت تذكرته، تقفز سيرته إلى ذهنى عندما تسود ظُلمات الحياة من حولى، ولا أرى غير اللون الأسود ويختفى اليقين بأن كل ما يحدث خير طالما من عند الله، أتذكره فى كثيراً من المواقف، يقل ايمانى فأتذكره فيعود وكأنه قد جاء بنفسه وملأ الكوب لى من جديد، أتذكر غضبه وأتذكر ما نتج عنده، فأحاول أن أتماسك وأكظم غيظى لأننى فهمت الدرس لكن بقى أن أعمل به، وما أصعب ذلك فى حياتنا المعاصرة وما أتعسها.

بُعث إلى أهل “نينوى” بالمُوصل – العراق يدعوهم لترك عبادة الأصنام لكنهم وكعادة المبعوث اليهم لم يؤمنوا به، فتوعهدهم بعذاب من الله وتركهم غاضباً وذهب، فلما جاءهم العذاب بعدها، دعوا الله أن يرفعه وقد آمنوا به وبرسوله فاستجاب الله لهم.

لكنه كان قد استقل سفينة فى البحر دون أن يرجع فى الأمر الى الله تعالى، وصلت السفينة إلى منتصف البحر وكادت أن تغرق، فدعا القبطان المسافرين الى التخلص من أمتعهتهم، ثم أمتعتهم الثمينة، لكن الحمولة ما زالت ثقيلة، أقترح القبطان أن يرموا أسهمهم (عمل قُرعة) لرمى من تشير اليه الأسهم فى الماء فتخف الحمولة، فكان سهمه بعد محاولات ثلاثة هو المُختار.

لم يترفع عن الاجابة وهو الرجل الصالح بينهم لأنها ارادة الله، فرمى نفسه فى الماء ليلتقمه الحوت ويلبث به ما شاء الله الى أن يلفظه مرة أخرى بإذن الله.

إنه “سيدنا يونس بن مَتى” نبى الله الذى سجد له وسبحه فى ظلمات ثلاث، ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل، ما أعظمه وما أجمله، أحببته وأحببت جلده فى شدة لا يتحملها بشر، كثير منا لا يتحمل ظروفه أو مشاكله ويضيق صدورنا ولا نستطيع الصبر أبداً، لبث فى بطن الحوت كما يُروى لأيام، ظن نفسه ميتاً الى أن تفهم أنه حى فلبث ساجداً مُسبحاً، على رجاء يتبعه يقين أن الله مُنجيه.

نرشح لك: مروى جوهر تكتب: هذا الرجل أحبه (١).. محمد علي كلاي

لكن أيامنا تمر سريعة صعبة، توقعات.. صدمات.. احباطات.. اخفاقات، ثم نمر أيضا بالأيام الجيدة، لكن عندما يصيبنا مكروه تُنسى النعم ولا نرى غير الأزمات، هكذا حال الانسان، لكننى فى الأزمات أتمسك بسيرته التى تصاحبنى فأصبر، ويهون كُل الصعب أمام ما مر به هو من صعوبات، فما زلت أتنفس وأقف دون الاستناد على أحد، يُنعم الله على بنعم لا تُعد ولا تحصى فلم كل هذه التعاسة، أفكر أحيانا ماذا لو مررنا بضائقته؟ هل نتحمل؟ لكن حاشا لله أن يُحمل انسان فوق طاقته، تذكر أن الله يُعطيك ما تستطيع حمله فقط لا أكثر.

وماذا لو كان الله معك وأنت فى بطن حوت من المشكلات، لن تستطيع أى منهم أن تفتك أو تتلاعب بك، كًن صبورا وعلى يقين بأن نصر الله قريب وأنه لن يخذلك أبدا ما دمت راجيه، كن مثله من المسبحين كما كان وردد كما ردد فى ضائقته

“لا اله الا أنت سبحانك إنى كُنت من الظالمين”.. عليه السلام “سيدنا يونس” أحبك وأتمنى لقائك.