الخميس: يجب على الدول امتلاك رؤية لكيفية التعامل مع الصحافة والإعلام - E3lam.Com

قال الإعلامي ماضي الخميس الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي، ورئيس الجمعية الكويتية للإعلام والإتصال، إن مستقبل الصحافة الورقية خاصة في ظل التراجع الكبير للإعلانات ليس في عالمنا العربي بل بالعالم ككل، يحتاج إلى إعادة نظر بصناعة الصحافة ككل.

‏وأضاف أن السبب الرئيسي لتراجع أهمية الصحافة المطبوعة هو حالة التحول من الإعلام الجماعي إلى الإعلام الفردي، بمعنى أن ممارسة الصحافة في السابق كانت تتم من خلال عمل جماعي عبر مؤسسات رسمية لها قواعدها وأصولها وقوانينها.

‏وتابع: “لكن مع تطور التكنولوجيا وظهور وسائل لتواصل الإجتماعي تحولت الصحافة إلى عمل فردي سواء من خلال الحسابات الفردية في تويتر أو غيرها أو المواقع الإخبارية المختلفة”.

‏بالتأكيد ساهمت التكنولوجيا بزيادة مساحة الحرية وتخطي الحاجز الروتيني أو الإداري لنقل المعلومة أو الرأي من خلال الصحيفة للقارئ .. وأصبح الأمر أكثر يسر وسهولة وارتفع سقف الحرية بالنشر .. اذ اصبح القرار فردي بيد صاحب الحساب بدل أن كان يمر عبر حارس البوابة الصحفية.

وأوضح الخميس أن الأمر الذي يجيز النشر أو لا يجيزه يرجع حسب اتجاهات الصحيفة وتوجهاتها وما تلتزم به من تعليمات لجهات أخرى .. حيث كانت الصحيفة تخضع لتوجيهات منم أصحاب رأس المال وقوانين الدولة والمعلنين والمصالح الخاصة واتجاهات الرأي العام وغيرها.

كما أكد على أن هذا الأمر اختلف بوجود وسائل التواصل الإجتماعي التي سهلت النشر الفوري للمعلومات والآراء، لكن المسؤولية أيضا تحولت من مسؤولية جماعية للمؤسسة والقائمين عليها إلى مسؤولية مباشر وخاصة بصاحب الحساب الذي اتخذ قرار النشر ويتحمل وحده نتائجه.

‏في السياق نفسه أوضح أن هذا الأمر الذي حول الصحافة من العمل الجماعي إلى العمل الفردي أكثر من أصبح يعاني منه هي الدول وصعوبة التحكم فيما ينشر أو لا ينشر مثلما كان في السابق .. لذلك أصبحت الدول في مأزق مع كل هذا الكم الهائل من المعلومات التي تنشر منها الحقيقي والكثير منها الكاذب والمزيف والمضلل.

واختتم مؤكدًا على ضرورة أن تتعامل الدول  مع هذا الواقع الصعب جدا بأن تمتلك رؤية حقيقية لكيفية التعامل مع الصحافة والإعلام بكافة أشكالها .. خاصة وأن سياسات المنع والحجب لم تعد تجدي .. والأنفع وجود سياسة إعلامية شاملة متكاملة وواقعية .