محمد عبد الرحمن : اتصال الرئاسة بلمياء حمدين يفتح باب الأسئلة

نقلا عن جريدة المقال

من الذي يقرر مدى تدخل الرئاسة في “جدليات” مواقع التواصل؟

هل وصلت للرئاسة التعليقات السلبية على الإتصال بلمياء حمدين؟

هل ستجري الرئاسة اتصالاً بأي سيدة تصحب أطفالها معها لمكان العمل وتؤدي مهامها بجدية لا تتأثر بوجود الأطفال، كان هذا أحد الأسئلة عبر مواقع التواصل الإجتماعي فور انتشار خبر تلقي لمياء حمدين مراسلة قناة ON TV إتصالاً من رئاسة الجمهورية أشاد بحرصها على أداء عملها، ورعاية طفلها، على حد تعبير “لمياء” لأنه لم يصدر من الرئاسة بيان رسمي حول فحوى الإتصال، وهل منطقي أن يصدر بيان رسمي في قضية كهذه؟ إجابة هذا السؤال تستدعى أولاً البحث عن إجابة لسؤال أهم، هل مقبول أن تتداخل الرئاسة في هذه النوعية من القضايا التي تمر كل فترة على شارع الرأي العام، وتحديداً الشارع المتفرع الخاص بمواقع التواصل الإجتماعي، ومن يحدد للرئاسة معايير اختيار القضايا التي يتداخل فيها قصر الإتحادية، وهل درس صاحب قرار إجراء الإتصال الهاتفي بلمياء حمدين الصورة من زاوية معاكسة، معروف أن الرئيس السيسي مهتم بتكريم وتدعيم مكانة المرأة في المجتمع المصري حتى قبل أن يصبح رئيساً، معارضوه يرون في هذا الاهتمام بعداً انتخابياً وتواجداً في الشارع بسبب ما تمثله المرأة من قوة داعمة في صناديق الانتخابات، لكن هناك فرق كبير بين أن يزور في المستشفى ضحية تحرش، أو يقبل رؤوس أمهات الشهداء في كل مناسبة أو يستقبل المكرمات في عيد الأم، كل ذلك لا غبار عليه، لكن أن تتابع الرئاسة حتى قضية الخلاف حول حق المراسلة في اصطحاب ابنها لموقع التصوير أمر يؤكد أن هناك “هوساً غير مفهوم” من الرئاسة بدعم المرأة “عمال على بطال” وهو ما أدى لردود فعل سلبية عكس الأمثلة الخاصة بالأمهات وضحية التحرش، بداية من القول بأن واقعة لمياء حمدين تتكرر في كل المصالح الحكومية لكن المواطنين يتقبلون ذلك بسخرية وغضب ومكالمة الرئاسة باتت بمثابة قرار غير مطبوع يقول أنه من حق أي مواطنة أن تصطحب ابنها لمكان العمل طالما أن ذلك لا يؤثر على تنفيذ المهام وطبعا لن يجرؤ أي مدير بعد ذلك على توجيه اللوم للموظفة الأم بل قد يرحب بجلوس الإبن على مكتبه، حدث أمر مشابه قبل أيام عندما دعا مراسل لإحدى القنوات الرئيس لحضور فرحه وردت الرئاسة ببرقية تهنئة رسمية الأمر الذي أنقذ المراسل دون زملائه من عملية تسريح كانت تقوم بها القناة التي وضعت في الإعتبار برقية الرئيس، لكن السلبية الأهم فيما يخص اتصال الرئاسة بلمياء حمدين جاءت من تعليقات أخرى رأت في الاتصال استخفافاً بالأولويات التي يجب على الرئاسة التصدى لها، تعليقات من نوعية ” البلد مليانة مشاكل تانية عايزة اتصالات من الرئاسة” أكدت أن الخطوة لم تكن موفقة، وأن تعضيد مكانة المرأة في المجتمع تحتاج إلى استراتيجية حقيقية تعمل الرئاسة على أن تجعلها واقعا على الأرض بحيث لا تحتاج كل واقعة جديدة إلى اتصال هاتفي قد يضر أكثر مما ينفع .

 

اقرأ أيضًا:

محمد عبد الرحمن: الإستنساخ “البايخ” في برامج الضحك “المضروب”

محمد عبد الرحمن: المنطقة الإعلامية “الحرة” ليست “حرة”

محمد عبد الرحمن: زلزال بدون إعلان في مدينة الإنتاج الإعلامي

أخطاء الصحافة في تغطية قضية “حفلات ممارسة الشذوذ”

محمد عبد الرحمن : كيف تخسر شعبيتك على طريقة محمد منير؟

محمد عبد الرحمن: الإرهاب ..فقط وحصرياً على “الجزيرة”

محمد عبد الرحمن: الـ«Boss».. صُنع في مصر

محمد عبد الرحمن: التطبيع مع القراصنة

محمد عبد الرحمن يكتب: فستان هيفاء وهبى

محمد عبد الرحمن: احترافية طوني خليفة.. وانتماء ليليان داوود

محمد عبد الرحمن: إلى أماني الخياط.. كفاية حرام!

محمد عبد الرحمن: ما لا تعرفه عن حمزة نمرة

محمد عبد الرحمن: فوبيا «بشرة خير»

محمد عبد الرحمن: فتاة من شيكاغو

محمد عبد الرحمن: شريف عامر.. يتحدى الملل

محمد عبد الرحمن: «الإيد قصيرة» في مدينة الإنتاج الإعلامي

محمد عبد الرحمن: قنوات بير السلم.. مش هتقدر تغمض عينيك

 تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا