أحمد فرغلي رضوان يكتب: لا مؤاخذة.. بلاش تبوسني!

بالطبع فكرة جيدة جدًا لواقع بدأ مع موجة السينما المصرية في بداية الألفية الجديدة التي اختار صناع فيلم “بلاش تبوسني” تناولها، بدون شك سببت المشاهد العاطفية love seen مشكلات كثيرة في عدد من الأفلام وكان المخرجين يرضخون لطلبات النجمات الصاعدات حينها بعدم وجود تلك المشاهد كشرط لقبولهن العمل! حدث ذلك كثيرا في عدد من أفلام هذا الجيل ووصل الأمر لمشكلات بين البطلات والمخرجين والمنتجين بعضها خرج لوسائل الإعلام ولذلك تم الربط بينهن وبين المصطلح الساخر “السينما النظيفة” وهو مصطلح كان يدعو للسخرية، فالممثلة التي وافقت على العمل بمهنة التمثيل المفترض أنها تعلم متطلبات تلك المهنة!

ولذلك يكون حدثًا إعلاميًا عندما كانت تظهر بطلة في أحد الأفلام وتوافق على تقديم “قبلة ساخنة” في أحد مشاهد الفيلم، مثلما استقبلت الصحافة الممثلة الصاعدة وقتها منة شلبي في فيلم “الساحر” وتحدثت كثيرا عن نجمة جريئة صاعدة في السينما!

نرشح لك: قصة فيلم “بلاش تبوسني” الذي يُمثل مصر في دبي

فكرة الفيلم الساخرة جدا تناولها فيلم “بلاش تبوسني” ببساطة ووضوح وسيناريو جيد ومناسب للفكرة وشرح للمشاهد كيفية معاناة صناع الفيلم في اقناع البطلة بمشهد به “قبلة” للبطل ورغم الإنتاج المتواضع للعمل إلا إنه عمل جيد وقدم كوميديا ساخرة في مواقف كثيرة مثل مشهد “تبادل السباب” في المطعم من أفضل المشاهد الكوميدية في الفيلم وبه سخرية كبيرة، والتذكير بمشاهد القبلات الشهيرة بالسينما المصرية وظهور محمد خان وخيري بشاره كلها مشاهد جيدة في العمل، وربما عدم تحقيقه لإيرادات كبيرة يعود لعدم وجود نجوم للشباك وأيضا دعايته وغرابة اسمه وكذلك توزيعه الضعيف !

أعاد الفيلم مناقشة قضية هامة وهي الفنانات التائبات والعائدات فيما بعد وسيأتي ببالك أكثر من اسم عندما تشاهد بطلة الفيلم “فجر” وللأسف عانت أكثر من ممثلة من مشكلة كبيرة عندما وقفن في مرحلة وسطى غير قادرات على تحديد طريقهن فأحيانا أقصى اليمين وأحيانا أقصى اليسار! الفيلم بالطبع يكشف المستور عن جزء مما يدور في كواليس تصوير الأفلام بالسينما المصرية.

أدت الشخصية “ياسمين رئيس” بمستوى جيد جدًا، ويعجبني خطواتها الفنية وعدم خوفها من خوض مثل تلك التجارب الفنية المغايرة للسائد وأعتقد أنها تسير بهدوء نحو نجومية كبيرة قادرة على تحقيقها فلديها موهبة واضحة وحضور مميز على الشاشة، كذلك المؤلف وفيما بعد المخرج أحمد عامر صاحب أفكار جديدة دائما وتجربته الإخراجية الأولى لا بأس بها في حدود الإنتاج المتاح.

التصريح بالسينما النظيفة

“أنا افلامي مفيهاش بوس ولا حاجة من دي”! تذكرت وأنا اشاهد الفيلم تلك الجملة التي قالها أحد المنتجين المهمين في جلسة حضرتها جمعته بإحدى الفنانات وذلك قبل سنوات مضت وهو ما كان يؤيد وجهة النظر التي ترفع شعار “السينما النظيفة”، وكذلك أذكر أنني حضرت أكثر من نقاش ساخن بين بطلات ومخرجين في لوكشن التصوير بسبب تلك المشاهد التي كانت دائما محل اعتراض ومعها الملابس المتحررة أيضًا أو ملابس البحر! وفي إحدى المرات انفعل أحد المخرجين بسبب نجمة شابة وقال “مش عايزة تمثل تقعد في البيت”! واللافت أن بعض من يتباهون بعدم وجود مشاهد حميمية وقبلات في افلامهم يستعينون براقصات شرقيات ببدل رقص ساخنة !

بالطبع كان لافتا للجميع عدم وجود قبلات ساخنة أو ارتداء البطلات لملابس متحررة لدرجة أنه عندما ترتدي فنانة “مايوه” يكون حدثا في الإعلام حينها، وكأنه اتفاق ضمني بين معظم بطلات الجيل اللاتي ظهرن مطلع الألفية الجديدة وكن يدافعن عن المصطلح الذي ارتبط بهن وقتها “السينما النظيفة” أنهن نجحن في إعادة الأسرة المصرية لصالات العرض السينمائية من جديد.