حسين عثمان يكتب: علي الحجار مطرب عمري كله

علي الحجار تربى فنيًا ووجدانيًا وإنسانيًا على يد والده إبراهيم الحجار، المشهود له مهنيًا وإنسانيًا، وقدمه عبقري الموسيقى الشرقية بليغ حمدي، مكتشفه وراعي بداياته الفنية، واجتمع على حنجرته الذهبية عمالقة الموسيقى محمد الموجي وسيد مكاوي وعمار الشريعي وعمر خيرت وجمال سلامة، وفي صحبة جهابذة العامية الأفذاذ، ملوك الكلمة المغناة، صلاح جاهين وسيد حجاب وعبد الرحمن الأبنودي وأحمد فؤاد نجم. وما بين سهرتُ أو جفنه لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وداري العيون لسابق عصره محمد فوزي، ومرورًا بحانة الأقدار لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، يذكرك علي الحجار من آن لآخر، وعلى طريقته الخاصة، أنه بيننا امتداد لهؤلاء ممن أعلوا قيمة الفن.

نرشح لك.. نورا مجدي تكتب: كيف غير “اللايف” انطباعي عن علي الحجار

ولأنه مجدد في فنه، تراه يهتم بتواصل الأجيال، فقد تعاون مع المجددين الكبار هاني شنودة وعزت أبو عوف وأحمد الحجار وحسين ومودي الإمام وفاروق الشرنوبي وحمدي رؤوف وياسر عبد الرحمن، وحتى آخر عنقود المبدعين، العوامين أبناء الوز أحمد ومحمد حمدي رؤوف وأحمد علي الحجار ومادو، وفي الشعر لم يكن أولهم الكبار عبد الرحيم منصور وعصام عبد الله وجمال بخيت وإبراهيم عبد الفتاح، ولن يكون آخرهم المبدع الواعد سالم الشهباني والمتجدد طارق علي، وغيرهم سلسلة طويلة من المبدعين، ومنذ زمن بعيد اختار علي الحجار أن ينتج لنفسه، أن يصرف على فنه من جيبه، حتى لا يخضع هو وفنه أبدًا للغة السوق.

وعلى المستوى الإنساني، هو قمة في التواضع والاحترام والأخلاق، يتواصل بأدب جم مع الجميع، ويقدر مواهب وجهود الآخرين، يعلو دائمًا على مساوئ المنافسة المهنية، أنشأ مدرسة مجانية لتعليم الموهوبين الصغار أسس الموسيقى والغناء، وأطلق العام الماضي مبادرته ليستقبل إبداعات الشباب في الشعر والموسيقى والغناء، ويقدم الموهوبين منهم في حفلتيه الشهريتين بساقية الصاوي، ويعد لعمل مسرحي كبير يقدمهم جميعًا من خلاله، كل هذا وغيره يجعلني أضع علي الحجار ضمن المتفوقين استثنائيًا، بما يتفرد به فنيًا وإنسانيًا، هو مطرب عمري كله، ومشاركتي في احتفال موقع إعلام دوت أورج بعيد ميلاد علي الحجار، هو تقدير متواضع أمام بهجة وجود علي الحجار في حياتي.