5 أدوار لا تنسى لـ علي الحجار

نرمين حلمي

حَفل المشوار الفني الهائل للفنان الكبير علي الحجار بالعديد من الأعمال الفنية، التي تركت أثرًا كبيرًا في نفوس مشاهديها، وتنوعت هذه الأعمال عملاً بين السينما والدراما والمسرح الذي كان له النصيب الأكبر في مشوار “الحجار”، حيث قدم 23 مسرحية غنائية.

نرشح لكالمقال الذي تحدث فيه أحمد خالد توفيق عن وفاته

عشق “الحجار” الفن والطرب، وأيقن جيدًا أن للحب دَين لن يموت، فأودع نفحاته في قلب جمهوره، عَبر ما قدمه في حكايات فنية مختلفة، أولها قصة واَخرها أغنية، لم تضل طريقها قط، حتى توغلت في قلب وعقل المُشاهد معًا.

 وفيما يلي يرصد “إعلام دوت أورج” ضمن ملف خاص احتفاء بعيد ميلاد الفنان الكبير علي الحجار، أبرز الأدوار الفنية التي قدمها لنا ضمن مسيرته الفنية الفريدة:


1- مسلسل “رحلة السيد أبو العلا البشري”

مزج “الحجار” ما بين موهبتي التمثيل والغناء بشكل ملحوظ، في دور “محسن” في مسلسل ” رحلة السيد أبو العلا البشري”، الذي كتبه  أسامة أنور عكاشة، وأخراجه محمد فاضل،  فقدم عدة أغنيات ضمن سياق المسلسل الدرامي، تركت صد كبيرا عند الجمهور من وقت إطلاقها حتى الاَن، مثل أغنيتي: “ليلى ويا ليلى” و”مبسوطين”.

كان المسلسل يؤصل لعدة قيم في الحياة، وجسد “الحجار” فيه دور الشاب المطرب الموهوب والمُقبل على الحياة، والذي سرعان ما أصطدم بالواقع، وظل حائرًا ما بين ما يريد تقديمه منِ فن حقيقي واَخر يفرضه عليه السوق، إلا أنه حسم موقفه في المسلسل، وكأنه رسم ملامح اختيارات “الحجار” الحقيقية والتي يراعيها في كل الأعمال الفنية التي يقدمها منذ عدة سنوات ماضية حتى الاَن.

 

2- فيلم “الفتى الشرير”

تسلل “علي” إلى قلب المُشاهد من خلال شخصية “سعيد الإسكندراني” صاحب صاحبه في فيلم “الفتى الشرير”، عام 1989، وهو من تأليف بسيوني عثمان، وإخراج محمد عبد العزيز، حيث لعب دور الصديق المقرب والمخلص للفنان نور الشريف والذي قام بدور “صلاح”، تاجر العُملة، والمشار إليه بالفتى الشرير في الفيلم، ولم يؤثر “الحجار” على المشاهدين فقط من خلال أداءه، بل لعب صوته المميز والمُحمل بالشجن والحب دورًا كبيرًا في ذهن المتلقي، من خلال ما قدمه من أغانِ مختلفة في هذا الفيلم، منها: “دوري ولفي”، “يا مهون الأحمال”، “وتعالي تعالي”.

جسد “الحجار” دور “سعيد” على أكمل وجه، بصورة صادقة تمامًا مثلما أعتاد أن يقدم أعماله، فظهر “كأنه صوت الضمير الحي الذي يتواجد بداخل كل إنسان ويوقظه عند قدومه على أي سلوك أو قرار غير حميد، يقبل عليه أو يشرع في تنفيذه، ولكنه مفصول عن عقل “صلاح” ومتجسدًا في هيئة “سعيد”، بداية من لحظة مقابلتهم في السجن، وصولاً إلى اصطحابه معه في كافة الصفقات أو المشاريع غير المشروعة التي كان يقوم بها “صلاح”،  حتى في علاقاته الشخصية ووقوفه بجانب “الشريف” في صراعه مع أخته “أمل” والتي قامت بدورها الفنانة سلوى عثمان، لتهدئة الأمور بينهما وعودة الأوضاع للأفضل كما كانت من قبل، فكان خير مرافقًا لحياة صاحبه حتى في أحلك الأوقات.

https://www.youtube.com/watch?v=MennKWm6Eu0&t=3993s

3- مسلسل بوابة الحلواني

تتناول مسلسل “بوابة الحلواني” أحداث القصة التاريخية وجوانب الحياة المصرية في عهد الخديوية، من خلال إلقاء الضوء على مسيرة أسرة “الحلواني”، ومسارها بمدينة “الفارما”، التي تحولت فيما بعد إلى مدينة بورسعيد، بعد حفر قناة السويس، وانتقال العمال والأسر للعيش بالقرب منها، والتأثرات الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية على المواطنين المصريين نتيجة هذا الحدث الكبير، والتركيز على عهد الخديوي “إسماعيل” بجوانبه السياسية، والشعبية، والصراعات القائمة من أجل الانفراد بالسلطة.

“اللي بنى مصر، كان في الأصل حلواني وعشان كده مصر يا ولاد، حلوة الحلوات” تغنى “الحجار” بعدة أغنيات في هذا العمل الفني، بداية من أغنية التتر والتي حفرت أثرها، رغم بساطتها، في أذهان المستمعين منذ 20 عامًا حتى الاَن، فهى تعد تحفة فنية صنعتها أشعار سيد حجاب وألحان بليغ حمدي ونغمات غناء علي الحجار، إلى جانب “ياما واحشني” و”محلى التلاقي” و”السماح” و”يا قلبي كله”، جميعها أغانِ برزت السياق الدرامي في إطار من الطرب الفريد.

كما جسد “الحجار” في المسلسل ذاته دور المطرب “عبده الحامولي” وقدمه بصورة جيدة جدًا من خلال أربعة أجزاء، قُدمت للمُشاهد في أعوام 1992 و1994 و1997 و2001، وهم من تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج إبراهيم الصحن.

https://www.youtube.com/watch?v=Xj4eo9jIyCk

4- مسرحية رصاصة في القلب

جسد “الحجار” دور الشاب “محسن”، في واحدة من أنجح مسرحياته الغنائية بالاشتراك مع الفنانة أنغام والفنان أحمد رزق، وهى مسرحية “رصاصة في القلب”، من تأليف توفيق الحكيم.

ويذكر أن المسرحية ذاتها تحولت إلى فيلم سينمائي في الأربعينيات، قبل أن تتحول إلى أيقونة مسرحية، لتُقدم على عدة مسارح في عصور مختلفة، حيث إن أقدم نسخة مصورة منها كانت في عام  1965 حينما قدمها الفنان صلاح ذو الفقار في أول أدواره على المسرح أمام الفنانة ليلى طاهر، ثم أعادها لنا المخرج المسرحي حسن عبد السلام، في هيئة ثنائيين غنائيين منفردين وهما علي الحجار وأنغام.

عرضت المسرحية في إطار هزلي كوميدي، عام 1999 لمدة عامين في مصر والدول العربية مثل المغرب والاردن والكويت، تحكي المسرحية قصة صديقين، أحدهما احب خطيبة صديقه وهي أحبته، وعلى الرغم من كل هذا الحب لم يستطع هذا الصديق أن يضحي بصداقته، بل ضحى بحبه وأنسحب  ليترك المجال لصديقه دون أن يخدش هذا الحب.

قدم “الحجار” و”أنغام” عدة أغانِ ثنائية متميزة فيها، مثل: “أعملوا معروف”، و”مش تعرف تقرا اللي في قلبي”، و”حكم بالموت مش قرار”، و”اَه من القرار”، كما غنى “الحجار” بعض الأغاني الفردية مثل أغنيتي: “زلزال”، و”أطلبوا لي النجدة حالاً”، كما غنت “أنغام” أغنية “كداب”، والأغنيات كلها من ألحان احمد الحجار، شقيق الفنان علي الحجار، وكلمات ماجد الأمير، والتي أعدت كلها خصيصًا للمسرحية.

5- مسلسل “السائرون نيامًا”

صُور مسلسل “السائرون نيامًا” في سوريا، وتدور أحداثه في عصر السلطان “بلباي” المملوكي، والمؤامرات التى تحاك ضده من خارج القصر، وكيف قاومت رئيسة المهابيل “زليخة” القصر المملوكي، وقادت ثورة المصريين ضد المماليك، ويستعرض المسلسل كيف قاوم المصريون ظلم وبطش المماليك، فى نفس الوقت الذى كانت تتعرض فيه البلاد لمؤامرات خارجية.

قدم “الحجار” فيه دورًا مهمًا، حيث جسد شخصية مغنِ كفيف، برز أهمية دور مغني الثورة في فترة حكم المماليك لمصر، والذي كان يشعل حماسة الأحداث بصوته، حيث إنه يعلق عليها ويزيد من الهمم ضد الفساد والرشوة في عصر المماليك، فغنى “الحجار” 53 أغنية ضمن سياق العمل الدرامي، من كلمات الشاعر جمال بخيت، وألحان حمدي رؤوف، فضلاً عن أدائه التمثيلي المختلف بالاشتراك مع الفنانة فردوس عبد الحميد ونخبة أخرى من النجوم، وهو مسلسل عن قصة سعد مكاوي، وسيناريو وحوار مصطفى إبراهيم، ومن إخراج محمد فاضل.