لا تذبحوا طالبة الثانوي بسبب نشيد "قالوا إيه"

رباب طلعت

لم يكن فيديو طالبة مدرسة صفية زغلول الثانوية، التابعة لإدارة الزيتون التعليمية، والواقعة في حدائق القبة، التي تغني نشيد الفرقة 103 من الصاعقة المصرية “قالوا إيه”، هو الوحيد الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لطلاب مدارس يطبقون قرار تعميم إذاعته في الطابور المدرسي لدعم الجيش أثناء العملية الشاملة للقضاء على الإرهاب في سيناء، ولكنه كان الأكثر تعرضًا للهجوم.

نرشح لك.. تعميم “قالوا إيه علينا دول” في طابور مدارس القاهرة

تعرضت الطالبة “آ.ا.إ” للكثير من التعليقات الغاضبة والساخرة، والتي يمكن تسميتها علميًا بـ”التنمر” لسوء حفظها وأدائها للنشيد، في الفيديو الذي نشرته الصفحة الرسمية للمدرسة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، والتي ذكرت فيه أسمها، واسم الناظرة، ومشرفة التربية الموسيقية بها، وهو الفيديو الذي
وصلت مشاهداتها لأكثر من 200 ألف مشاهدة عليها، وكسر حاجز النصف مليون على الصفحات الشهيرة التي حملته ونشرته عليها.

التعليقات لم تكتفِ بنقد أدائها وصوتها غير المناسب للغناء، بل نالت من شكلها، ووزنها، في مظهرٍ غير لائق، خاصة وأن أغلب المعلقين كانوا من فئة الشباب التي تنتمي لهم.

لم تُقدم المدرسة على حذف الفيديو من على صفحتها، حفاظًا على مشاعر الفتاة، أو تكتب توضيحًا عما حدث، وإن كانت الفتاة قد نسيت كلمات النشيد أم أنها لم تدرب عليها من الأساس، وهو السلوك الذي أغضب أسرة الفتاة، التي تواصل معها “إعلام دوت أورج” لمحاولة الحديث معهم أو مع الطالبة عن الواقعة لكنهم رفضوا التعليق، (تحديث) حذفت المدرسة الفيديو بعد نشر التقرير.

شقيق الطالبة كشف عن رغبته في أن ينتهي الأمر سريعًا، مؤكدًا أنه في حالة ظهور شقيقته، أو حديثها لأي وسيلة إعلامية، سيكبر الموضوع وسيأخذ أكبر من حجمه، ما سيضر الطالبة نفسيًا، ولذلك فضل عدم التواصل معها، معبرًا عن استيائه من رفع الفيديو.

من جانبهم فبعض طالبات المدرسة السابقات عبرن عن استيائهن من نشر الفيديو على الصفحة الرسمية للمدرسة على “فيس بوك”، ما أعطى انطباعًا سلبيًا عنها، الأمر الذي أحزنهم، لعدم حدوث ذلك الموقف من قبل، مشيرين إلى أنه كان ينبغي اختيار إحدى الطالبات اللاتي يتمتعن بصوتٍ جميل، والمشاركات في النشاط الموسيقي
مع المعلمة “م،ا”.

يجدر الإشارة إلى أن موقف أسرة الطالبة سليم، بل هو الأفضل في التعامل مع مثل تلك المواقف، حفاظًا على مشاعر ابنتهم، كما أنه يُنهي الحديث عن الواقعة مبكرًا، ولا يجعلها حديث الأسبوع الذي تتسارع برامج “التوك شو” في طرحه، ونتمنى أن يتمسكوا بموقفهم ولا يغيروه ويظهرون في أحد تلك البرامج للدفاع عنها، ما يضُر بها ويضعف قضيتها.

تلك الواقعة، تكشف الستار عن التنفيذ السيء للقرار الذي عمم “إذاعة” النشيد وليس “غنائه” من الطلاب، وإن كان الدافع في ذلك وطنيًا، وحبًا ودعمًا للجنود وللجيش المصري، فقد تحول لمسخ بسبب تعريضه للسخرية، وتحويل النشيد لـ”أضحوكة” بسبب مثل تلك الفيديوهات التي حرصت المدارس على نشرها على صفحاتها، منذ التصديق على القرار، لذا فيجب عليها الكف عن ذلك والاكتفاء بإذاعته بصوت الجنود فقط، لا بصوت الطلاب دون تدريب أو استعداد أو مؤهلات لغنائه.