تفاصيل مبادرة "النهار" اللبنانية "الكل في جريدة" - E3lam.Com

فرح بعلبكي

اتخذت جريدة النهار اللبنانية شعار “الكل في جريدة” وجمعت أكثر من 250 شخصية لبنانية عامة من مختلف الحقول السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية والفكرية والإعلامية على رأسهم رئيس الحكومة سعد الدين الحريري، إلى جانب مجموعة كبيرة من المدونين اللبنانيين وأشهر مصممي الأزياء ورواد الأعمال رافقتها حملة إعلانية في شوارع بيروت والمناطق اللبنانية.

أصدرت النهار عدداً خاصاً في 8 فبراير ترأس تحريره حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، وتنوعت المقالات والمواضيع والكل قرر أن يكتب عن لبنان وما يحلم به من أجل لبنان، وحملت الصفحة الأولى مانشيت “القفزة الكبرى إلى لبنان”. وقد غصت مكاتب الجريدة بالمدعوين ومحرري الجريدة في مبنى النهار وسط بيروت في محاولة لإعادة الإعتبار للورق وتوثيق علاقة الجمهور بالجريدة، وأعلنت رئيسة مجلس إدارتها نايلة تويني إطلاق Media Corp كمجموعة إعلامية تابعة للنهار ووعدت بأن تتكرر التجربة العام القادم.

إن مبادرة جريدة النهار حملت العديد من التوجهات، أولها وأهمها الحفاظ على جريدة كتبت تاريخ لبنان السياسي والإجتماعي والثقافي على مدار ٨٥ عاماً من خلال عددٍ كبيرٍ من كتاب لبنانيين وعرب من مختلف الأقطاب السياسية والفكرية. وكانت من الجرائد القليلة التي يمكن أن تقرأ فيها رأيين مختلفين.

نرشح لك: طيار إسرائيلي في حالة حرجة إثر سقوط طائرته بنيران سورية

ثانيا هو تحدي الوضع الذي وصلت إليه الصحف، ليس فقط في لبنان بعد توقف نشر جريدة السفير وأزمة الجرائد الأخرى، بل في العالم أيضا ليبقى ديك النهار صياحاً كما هو في شعارها الذي حفظه اللبنانيين طوال الأعوام الماضية.

وشهدنا في الشهور الأخيرة تغيرات مهمة ولافتة قامت بها الجريدة في محاولة منها للبقاء والنضال وسط العوائق الشديدة ينم عن إيمان أصحابها وكتابها بأنه لا بُدّ من الاستمرار ومواكبة التطور العالمي في عالم الصحافة. فقد قامت بتشغيل خدمة الإشتراكات على الموقع الإلكتروني لقراءة المقالات والاشتراك شهرياً أو سنوياً لتصل الأخبار إلى القارئ فوراً. وفي حديث لمدير تحريرها غسان حجار في المؤتمر الأول لرابطة أساتذة الإعلام في الجامعات اللبنانية المنعقد في الجامعة اللبنانية الأميركية في ديسمبر الماضي عن أزمة الصحف المالية، قال أن القارئ العربي سيعتاد على مسألة الإشتراكات ولن تستطيع الصحف في العالم أن تستمر من دون مصادر تمويل ويجب العمل على تغيير العقلية العربية بأن الخدمات التي تقدمها الصحف ليست مجرد “حكي جرايد” بل هي خدمة لها ثمن كأي خدمة أخرى ندفع مقابل الحصول عليها.

إلى جانب ذلك، أطلقت النهار برنامجاً حوارياً أسبوعياً على صفحتها على موقع فايسبوك من خلال خدمة البث المباشر يستقبل ضيوفاً ليتناولوا مواضيع لبنانية آنية مثل أزمة النفايات والإنتخابات البرلمانية المقبلة. وبعد إطلاق شعار “الكل في جريدة” سيكون الجمهور على موعد مع أفكار جديدة وحيوية.

ستعتبر النهار نموذجاً في عالم الصحافة العربية من ناحية الخطوات التي تتخذها من أجل الحفاظ على المهنة، وهي خطوات تقوم بها الجرائد العالمية أيضاً مع اختلاف أن الجرائد الأميركية والبريطانية لديها القدرة المالية لتواكب التكنولوجيا. فنحن اليوم نتحدث عن أن الجريدة ستكون في السنوات القليلة المقبلة عبارة عن حاسب لوحي بشكل الورق ويمكننا طيه وقلب الصفحات لقراءته. فهل صحفنا جاهزة لهذا التطور التكنولوجي؟