أحمد بسيوني يكتب: ماذا يريد الفيسبوك؟

بات واضحا للجميع أن الفيسبوك يزداد في القوة والانتشار يوما بعد يوم. وبات واضحا أن في داخل الفيسبوك آلاف العقول، التي تعمل وفقا لاستراتيجية واضحة لكن تري ماهي هذه الاستراتيجية؟

للفيسبوك العديد من الأهداف التي يرغب في تحقيقها السنوات المقبلة، وبدأ يحقق نجاحات كبيرة على مستوى تحقيق هذه الأهداف.

تتركز استراتيجية الفيسبوك على أكثر من محور:

– الانتشار والتوسع:

يوجد شهريًا أكثر من ٢.٣ مليار مستخدم في فيسبوك، ويرغب الأخير في الانتشار وزيادة شعبيته من خلال الوصول لكل شخص في هذا العالم. ومن هنا كانت رغبة الفيسبوك في سهولة وصول المستخدمين إليه من خلال مشروع internet.org، الذي يعتمد علي طائرات بدون طيار تحلق علي مدار الساعة لتوفير القدرة للمستخدمين في البلاد الفقيرة في الوصول إلى الإنترنت بسهولة، واستطاع هذا المشروع العام الماضي من توفير القدرة لأكثر من ٢٥ مليون مستخدم، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم السنوات المقبلة.

أضف إلى ذلك العمل المبهر الذي يقوم به الفيسبوك في مختبراته التي تهدف إلى زيادة سرعة الوصول إلى الإنترنت، من خلال تكنولوجيات متقدمه يقوم الفيسبوك في اختبارها حاليا.

الفيسبوك يرغب في أن يكون مثله مثل الماء والهواء، لا يمكن لأي شخص الاستغناء عنهما.

 

– قضاء وقت أطول:

يرغب الفيسبوك في جعل المستخدمين يقضون وقتًا أطول علي الموقع، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة فرص المعلنين في استهداف أفضل وتحقيق نتائج أفضل من خلال وصول أفضل للشرائح المستهدفة من الجمهور وزياده تفاعلهم، لكي يستطيع الفيسبوك من تحقيق ذلك لا بد من توفير محتويات متناسبة لكل شخص يجعله يستهلك هذا المحتوى، ويجعل الفيسبوك موقع لقضاء وقت ممتع، ولهذا فان جميع تحديثات الفيسبوك تركز علي هذا الاتجاه.

تحسين تجربة المستخدم داخل الفيسبوك ليس أمرًا اختياريًا بل أمر حتمي لضمان اهتمام المستخدمين به، ولجعلهم يقضون وقتًا أطول وأفضل عليه.

 

– مزيد من المعلومات:

المعلومات هي ثورة القرن الواحد والعشرين ومن يستطيع أن يقوم بجمعها وتحليلها وفهمها بشكل جيد وإعادة استخدامها، سيصبح المؤثر في هذه الثورة، ولهذا فإن فيسبوك يركز بشكل كامل علي جمع المعلومات من المستخدمين بكل الأشكال الممكنة، بدءًا من المعلومات التي يقوم المستخدم بإدخالها على الموقع مرورًا باهتمامات المستخدم وأهم المجالات التي تثير اهتمامه وطريقه تفكيره التي يستطيع فيسبوك معرفتها من خلال تفاعلات والبحث والكلمات المفتاحية، التي يقوم المستخدم باستخدامها مرورًا بقدرة الفيسبوك علي استخدام الميكرفون الخاص بهاتفك والكاميرا الخاصة بك، ومعرفة ما هو شعورك في الوقت الراهن وغيرها الكثير من المعلومات التي ربما قد لا تعرفها عن نفسك، ولهذا يركز الفيسبوك علي الاستحواذ علي أكبر قدر ممكن من الشركات العاملة في تجميع وتحليل الداتا، والتي وصلت عدد الشركات التي استحوذ عليها الفيسبوك إلى ٦٦ شركة.

وكذالك تطوير معاير وطرق جمع وتحليل الداتا لضمان معلومات أكثر وأدق ولضمان استمرارية المعلنين علي الفيسبوك من خلال استهداف أفضل وتحقيق نتائج أفضل للمعلنين، وكذلك توفير محتويات مناسبة للمستخدمين.

 

– تدمير المنافسين:

الفيسبوك يعلم أنه عاجلا أم آجلا سيهجره المستخدمون، لذلك يراهن علي قوته وانتشاره في منع ظهور منافسين جدد قادرين علي سحب وجذب المستخدمين لهم، ولذلك نرى أنه يحاول تارة من خلال الاستحواذ على شركات كما حدث مع انستجرام وواتساب، وتارة من خلال معاركه مع المنافسين كما حدث سابقا مع تويتر، وما يحدث حاليا مع سناب شات التي يبدو أن فيسبوك بدأ في تحقيق انتصارات كبيرة عليه في الانتشار والتوسع وجذب المستخدمين، وتارة مع المعركة الحالية مع اليوتيوب التي يرغب فيسبوك في كسبها نظرا للأرباح الضخمة التي سيحققها من سوق الفيديوهات، التي يبدو أن اليوتيوب لم يعد قادرا علي ملء الفراغ القائم بها.

 

ولذلك نرى أن الفيسبوك يقوم حاليًا برعاية أحداث رياضية تكون حصريًا من خلال موقعه ومساهمته في إنتاج برامج ومسلسلات، وجذب أكبر عدد من المشاهير لاستخدام الموقع وقدرتهم علي تحقيق أرباح أعلى من الفيسبوك واهتمام الفيسبوك بزيادة وصول الفيديوهات للمستخدمين، وتوفير أكبر قدر ممكن من الفيديوهات للمستخدمين لضمان نمو أكبر للفيديوهات من خلال الفيسبوك.

 

– إرضاء المعلنين وزيادة ميزانيتهم:

يرغب فيسبوك في زيادة عدد المعلنين سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات على موقعه، لضمان تدفق أكبر من الموارد المالية للموقع وقدرة فيسبوك في الاستثمار في مشاريعة الحالية والمستقبلية، وكذالك زياده ميزانيات المعلنين من خلال إغرائهم بالنتائج التي تتحقق وزيادة المنافسة بين المعلنين وبعضهم، ومن ثم زيادة في ربحية فيسبوك المعلن هو التركيز الرئيسي لـ”فيسبوك” في السنوات المقبلة.

 

– زياده ثقة المستخدمين في فيسبوك:

يعلم فيسبوك جيدًا أن ثقة المستخدمين انخفضت بدرجة كبيرة بعد عدة أحداث شهدها عام ٢٠١٧ سواء كان التدخل في الانتخابات الأمريكية أو مساعدته في نشر الأخبار الكاذبة أو تحريك الرأي العام في اتجاه قضايا معينة، ولهذا فإن عام ٢٠١٨ هو عام محاولات إعادة الثقة إلى المستخدمين فيقوم فيسبوك هذا العام بمجموعة من التحديثات من شأنها أن تقلل نسبة الأخبار الكاذبة وزيادة الأخبار الحقيقية من مصادر إخبارية تتميز بالصدق والحياد ولذلك لا تندهشوا عندما يقلل فيسبوك من وصول الصفحات الإخبارية أو عدم انتشار أخبار معينة في توقيتات معينة، لأنه أصبح أكثر صرامة وحزم في التعامل مع الأخبار الكاذبة، وفي المستقبل سيزيد من التحديثات التي تجعل من الصعب نشر الأخبار الكاذبة.

 

كل هذا هو الجزء الأساسي من استراتيجية “فيسبوك” في ٢٠١٨ والأعوام المقبلة.