لنحارب إسرائيل بـ"الهاشتاج"!

طاهر عبد الرحمن

سواء قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس كاعتراف رسمي باعتبارها عاصمة لإسرائيل أم أجَّل قراره لاعتبارات سياسية، فإن ذلك لن يغير من الأمر شيئًا، فعاجلًا أم آجلًا سوف يتم النقل لأنه ليس مجرد رغبة من الرئيس الأمريكي بل هو قانون أقرّه الكونجرس عام 1998 ولم يعترض عليه الرئيس بيل كلينتون في حينه فأصبح أمرًا واقعا لا بد من تنفيذه.

وطوال أكثر من عشرين عامًا فإن رؤساء أمريكا من كلينتون وحتى ترامب كانوا يتقدمون كل 6 أشهر بطلب تأجيله لأسباب تتعلق بالأمن القومي والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وطوال تلك الفترة كانت الإدارات المتعاقبة ترسل تطمينات للفلسطينيين والعرب بأن “القدس” لها وضع خاص ولن ينفرد به طرف دون مشاورة بقية الأطراف.

نرشح لك.. ترامب يتمسك بقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس

وكان الأكثر تطمينا للعرب أن القدس ومعها قضية اللاجئين من ضمن قضايا المرحلة الأخيرة والنهائية في عملية السلام،بحسب ما اتفقت عليه السلطة الفلسطينية مع إسرائيل فى أوسلو عام 1993.

ومع أن إسرائيل دأبت منذ أن إحتلت القدس في حرب 67 على تغيير الوضع الديموغرافي للمدينة وبناء المستوطنات حولها ثم عزلها بالكامل عن محيطها العربي الفلسطيني، بل والأكثر من ذلك اتخاذها مقرًا للحكومة إلا أن المدينة ظلت طول الوقت محتفظة بروح المقاومة، وظل سكانها العرب يحافظون على هويتهم وأرضهم بكل الطرق والوسائل.

وللأسف الشديد فإن إسرائيل انتهزت فرصة انشغال العالم العربي بقضاياه ومشاكله الداخلية منذ عام 2011 واستطاعت أن “تدفن” عملية السلام ووأدت كل المحاولات لإعادتها لمسارها الذي توقفت عنده منذ أكثر من عقد.

ومنذ اللحظة التي أعلن فيها ترامب عزمه تنفيذ قانون نقل السفارة إشتعلت النار العربية على مواقع السوشيال ميديا، بين تغيير بروفايلات الفيس بوك وبين تدشين هاشتاج #القدس_عاصمة_فلسطين على تويتر، وهو ما يمكن اعتباره “أضعف الإيمان” بالنسبة لقضية مركزية ومحورية في حاضرنا ومستقبلنا، وكالعادة ظهر المتشككون والساخرون من ذلك الموقف، باعتباره “كلامًا” لن يقدم أو يؤخر شيئًا فى الواقع، لكن إذا نظرنا للأمر من وجهة نظر مختلفة نجد أن “حرب الهاشتاجات” هي الحل الوحيد تقريبًا أمام تلك الجماهير المتضامنة والراغبة في التعبير عن موقفها، وهو حل – وإن كان الأضعف – إلا أنه قد يصبح مؤثرًا بشكل ما في الرأي العام العالمي وقد يكسب تعاطفه، خصوصًا وأن الرهان على موقف رسمى عربى لا أمل فيه ولا رجاء منه.

على أن الشرط الوحيد لذلك السلاح هو استمراريته بشكل يومي وبكل اللغات الحية، ولعل وعسى..