صفاء جلال.. كيف ظهرت أكثر نضجًا في "سابع جار"؟

إسراء النجار

رغم أن مسيرتها الفنية مليئة بالأعمال التي قدمت فيها أدوارا ثانوية، غلب عليها طابع الفتاة الشعبية بنت البلد أو الخادمة، إلا أن لشخصية “كريمة” التي تجسدها الفنانة صفاء جلال في مسلسل “سابع جار”، وقع آخر يختلف عما قدمته من قبل، في أعمال مثل: “الضوء الشارد”، و”هوانم جاردن سيتي”، و”أم كلثوم”، وغيرها.

(1)

نرشح لكعجائب “سابع جار” السبع

استخدمت صفاء جلال كل مفرداتها الفنية الفطرية، مثل: طبقة الصوت، والملامح الشرقية، ودعمت ذلك بعناصر أخرى أسهمت في بناء شخصية “كريمة” كأسلوب الحديث المُطعم بالنظرات والإيماءات وتعبيرات الوجه، بخلاف الملابس، وطريقتها في استخدام الماكياج والمانكير، وغيرها من العناصر التي أبرزت تميز مصممي الملابس والماكير، ونجاح صفاء في الاستفادة من ذلك في أداء جيد لدور الفتاة أجبرتها الحياة على المتاجرة بشرفها، ولكن حينما سنحت الفرصة لتعمل كخادمة للواء متقاعد، انطبقت عليها مقولة الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، في رائعته “منخفض الهند الموسمي”: شرف المرأة ليس بين فخذيها.

https://www.facebook.com/CBCEgypt/videos/2085676398139031/

(2)

كعادتنا في المجتمعات الشرقية، نعاني من انفصام شديد، ما يجعلنا نتعاطف مع الشخصيات التي تضطرها الظروف إلى الانحراف، ولكنه تعاطف من خلف الأبواب المغلقة، كما شاهدنا في فيلم “تيتو”، ومشهد اعتراف حنان ترك لأحمد السقا: “نعطف عليهم آه، بس ده مش معناه إننا نتجوز واحد منهم”، في إشارة إلى أطفال الشوارع الذين تقودهم ظروفهم للإجرام.

نرشح لك – إيمان سراج تكتب: العلاقات المحرمة في “سابع جار”

أما صفاء جلال، فنجحت في خلق قاعدة تعاطف “معلن” مع “كريمة”، لدرجة أن عددا كبيرا من مشاهدي المسلسل عبروا -عبر الـ”سوشيال ميديا”- عن تمنيهم لاكتمال قصة حب كريمة وجارها تامر، وإتمام حفل زواجهما، معبرين عن إعجابهما بشخصيتها وروحها الطيبة واستحقاقها أن تكون أم وحبيبة، لا يقلل المجتمع منها بعدما أثبتت أن ما كانت عليه كان بسبب ظروفها السيئة، لذا لا بد من نسيان ماضيها الذي يطاردها.

https://www.facebook.com/CBCEgypt.Drama/videos/795232217329564/

(3)

نجحت صفاء جلال، بلغة درامية بسيطة، في أن تنتقل ما بين مشاهد الحب الذي جمعها بجارها “تامر”، والذي تعي جيدا أنه حب بلا أمل، لأنها لا تقوى على مصارحته بماضيها، وبين مشاهد البكاء والانكسار وهي تتنازل عن حبها وتخبر جارها بأنه لا يناسبها، وتتحجج بعدم وجود قبول منها تجاهه. هذا بالإضافة إلى مشاهدها العفوية وتلقائيتها التي لا تخلو من الحنكة والخبرة في التعامل مع “سيادة اللواء”، الذي يجسده الفنان الكبير أسامة عباس، وسكان العمارة، كل حسب طريقة تفكيره، وهو ما انعكس في اختيارها لجارتها “مي”، كي تفضفض معها باعتبارها الفتاة المتحررة، التي تنظر لمن حولها دون عقد.

نرشح لك قصة “هشام” سابع جار الذي تألق في الـ”فريند زون”

https://www.facebook.com/george.doss.35/videos/2047233178856100/

(4)

بعد “سابع جار” لا يمكن القول بإن صفاء جلال تقدم أدوارا متشابهة، لأن أدائها في المسلسل جعلها تنضم لقلة من الممثلين الذين قد يجسدون أدوارا تنتمي لخلفية اجتماعية وطبقية متقاربة، دون نمطية أو تكرار في الأداء، وهو ما جعل مشاهدها مغلفة بالصدق، فأحبها المشاهد وتعاطف معها وتمنى لو أنها بلا ماضي سيء.

نرشح لك – سارة عبد الرحمن من “بِروتة” أحمد حلمي لـ “هبة” في “سابع جار”

إننا أمام ظهور لافت لمولودة مدينة الإسكندرية عام 1974، وخريجة كلية الآداب، التي بدأت مشوارها الفني من خلال ترشيحها من قبل مخرج الإعلانات جورج دوز، لتمثيل دور في مسرحية من إخراج المخرج جلال الشرقاوي، الذي أعجب بأدائها ومنحها اسمه، ليصبح اسمها الفني صفاء جلال. إنها تثبت أن الموهبة الكبيرة قد تنضج وتتبلور وتكشف عن أنياب جديدة ما بعد سن الأربعين، وهو ما شاهدناه مع ممثلين كبار، مثل: خالد الصاوي، وخالد صالح، وسيد رجب، وغيرهم. وبالتأكيد ينتظرها المشاهد الآن لتظهر في عباءات جديدة، تنطلق من خلالها الفترة المقبلة.

نرشح لكسابع جار.. مسلسلات الجيران تنجح دائمًا

https://www.facebook.com/CBCEgypt.Drama/videos/793887820797337/

“سابع جار” يذاع من السبت إلى الأربعاء في الساعة الـ 7 مساءً على قناة “cbc سي بي سي”، والـ 10 مساءً على “CBC Drama سي بي سي دراما”.