وليد رشاد يكتب: نقطة تونس والمغرب.. هل يفعلها العرب؟!

ذكرنا في مقال سابق بعنوان الحلم العربي في المونديال إمكانية وصول خمسة منتخبات عربية دفعة واحدة إلى مونديال روسيا 2018، وبعد خروج سوريا بالخسارة بصعوبة بالغة أمام أستراليا بعد وقت إضافي، يبقى الحلم بوصول أربعة منتخبات عربية إلى المونديال، وهو إنجاز لم يحدث منذ بداية البطولة في أورجواي عام 1930، لأن أقصى عدد للمشاركات العربية في مونديال واحد كان ثلاثة في مونديالي 86، 98، ولا زال الحلم سارياً بل تحقق نصفه بوصول السعودية ومصر بالفعل إلى المونديال، واليوم تتعاظم فرصة تونس وتوجد فرصة ذهبية للمغرب للوصول للمونديال للمرة الخامسة للمنتخبين، ويبقى اليوم حاسماً في سبيل تحقيق الحلم حيث تحتاج تونس والمغرب لنقطة واحدة للوصول للمونديال لكن نقطة تونس أسهل بكثير من نقطة المغرب!!

 

https://www.youtube.com/watch?v=QJ95tX6GpRI

تونس تحتاج إلى نقطة واحدة من ليبيا الجارة الشقيقة التي فقدت كل آمال المنافسة للوصول، كما أن تونس ستلعب على أرضها في ملعب رادس الشهير، والطريف أن ليبيا اصلاً كمنتخبات وأندية تلعب غالبية مبارياتها في تونس، بسبب الحظر المفروض من الكاف والفيفا على الملاعب الليبية بسبب الوضع الأمني، والمباراة الوحيدة التي لعبتها ليبيا في مباريات المجموعة الستة في الجزائر كانت أمام تونس ضماناً لتكافؤ الفرص، ولا يعتقد عاقل أن تقاتل ليبيا أمام تونس اليوم لكي تضيع فقط عليها فرصة الوصول في ظل الاستضافة التونسية الكريمة للأندية والمنتخبات الليبية!! علاوة على أن تونس لا تحتاج أساساً أي مجاملات من ليبيا لأن الفوارق الفنية بينهما كبيرة، وتونس فازت في لقاء الذهاب (1-0) في الجزائر، ولم تخسر أي مباراة منذ بداية مجموعة التصفيات، وفازت خارج أرضها مرتين على ليبيا وغينيا وتعادلت فى الثالثة مع المنافس المباشر الكونجو الديموقراطية تعادلاً تاريخياً في كينشاسا (2-2) بقيادة التونسي “نبيل معلول”، والذي حل بديلاً للبولندي الفرنسى “هنرى كاسبرزاك” بعد فشله في أمم أفريقيا 2017 بالجابون، ولكن أبرز الصعوبات التي تواجه “معلول” هو حالة الاكتئاب العام التي أصابت الكرة التونسية، بعد خروج أنديتها الأربعة تباعاً من دوري رابطة أبطال إفريقيا والكونفيدرالية في مرحلة خروج المغلوب بعد أداء قوي جداً في المراحل الأولى، حيث خرج الصفاقسي والترجي من الدور ربع النهائي في الكونفيدرالية ودورى رابطة الأبطال، وفي فضيحة مدوية خسر النجم الساحلي (2-6) أمام الأهلي المصري في إياب نصف نهائي رابطة الأبطال ببرج العرب، بينما خسر الإفريقي خسارة مذلة (1-3) أمام سوبر سبورت الجنوب إفريقي في إياب نصف نهائي الكونفيدرالية في الملعب الأوليمبي في رادس والذي خسر عليه سابقاً الترجي أمام الأهلي، والصدفة الغريبة أنه هو نفس ملعب المباراة الحاسمة أمام ليبيا!!
https://www.youtube.com/watch?v=Shfj8BSadxQ

بينما لدى المغرب فرصة ذهبية للوصول للمونديال للمرة الخامسة لأنها تحتاج أيضاً نقطة تعادل، ولكنها نقطة صعبة لأنها أمام المنافس المباشر كوت دي فوار وعلى أرضه وأمام جماهيره المتحفزة في ملعب “فيلكس هوفويت بوانيى” في أبدجان، ولكن الأوراق الفنية تقول أن المغرب لم يدخل مرماه أي هدف في مرحلة المجموعات من التصفيات وبالتالي لم يخسر أي مباراة، ويعيش حالة استقرار فني مع مدربه الفرنسي “هيرفي رونار” وسبق له الإطاحة بأفيال كوت دي فوار والوصول على حسابهم إلى الدور الثاني بعد الفوز عليهم (1-0) في بطولة أفريقيا بالجابون 2017، ورغم أن المنتخب المغربي وقتها قدم مباريات رائعة وخرج بصعوبة بالغة في دور ربع النهائي وبخسارة درامية أمام مصر بهدف قاتل سجله “كهربا”، إلا أن المتابع للمنتخب المغربي يدرك أنه كان يفتقد منتخباً كاملاً خلال البطولة الإفريقية لأسباب متباينة مثل الاستبعاد والإصابات، ويكفي أن نقول الأسماء التي تم إضافتها للمنتخب الواعد الذي شارك فى أفريقيا، ومنهم واحد من أفضل اللاعبين العرب حالياً وهو “حكيم زياش” نجم اياكس الهولندي، ولاعب ليجانيس الإسباني “نور الدين أمرابط”، ولاعب فينورد الهولندى “كريم الأحمدي”، ولاعب جالطة سراي التركي “يونس بلهندة”، ولاعب ساوثهامبتون الإنجليزي “سفيان بوفال”، ومضافاً إليهم نجم ريال مدريد الصاعد “أشرف حكيمي”، وهداف مالطيا سبور التركي المبدع صاحب هاتريك الجابون “خالد بو طيب”، ونجم شالكه الألماني “أمين حارث”، ولاعب فينورد “سفيان أمرابط”، والأخيرين اقتنصهم المنتخب المغربى قبل لعبهم لمنتخبات أوروبية.

https://www.youtube.com/watch?v=w8y8dE_3zKc

وتظل ضربة الجزاء التي أضاعها “حكيم زياش” في الدقيقة 72 في باماكاو أمام منتخب مالي، نقطة تحول في وصول المغرب للمونديال، لأنه لو نجح في تسجيلها لكانت الهزيمة أمام كوت دى فوار اليوم بهدفين كافية أيضاً لوصول المغرب للمونديال بفارق الأهداف.

ويبقى فقط التوفيق اليوم لمنتخب المغرب في اقتناص الفرصة ومنتخب تونس لتأكيد الوصول، لكي يزيد عدد مرات الوصول العربي الإفريقي للمونديال من 14 مرة إلى 17 مرة، والجدير بالذكر أن العرب وصلوا 14 مرة للمونديال عبر أفريقيا من أصل 38 مرة وصول إفريقية للمونديال بنسبة 37%، بينما لو وصل المنتخبات العرب الثلاثة هذه المرة ستكون المرة الأولى التي يحتكر فيها العرب ثلاثة أماكن من الخمسة المخصصة لإفريقيا ويزيد عدد مرات وصولهم إلى 17 من 43 بنسبة 40%.