أحمد فرغلي رضوان يكتب: هيفاء وهبي وموقعة "الشورت"!

تذكرت الجدل والحديث حول موقعة “الجلابية” الشهيرة لأحد مشجعي كرة القدم عندما نزل أرض الملعب يرتدي الجلباب بالحديث المثار حاليا حول “شورت” هيفاء وهبي، فالهزل في الحالتين أكبر من الجد! بالنظر إلى الملابس التي ارتدتها المطربة اللبنانية الشهيرة نجد أنها سبق وارتدتها أكثر من مطربة في حفل عام في أكثر من مكان داخل مصر، الأمر الذي يثير السخرية وكثير من علامات الاستفهام أيضا، خاصة وأن الحديث لم ينتهي بعد حول مشكلة إيقافها وحل الأمر مع منتج فيلمها “ثانية واحدة”، الذي رفضت استكمال تصويره، ليأتي الخبر الجديد عن استدعائها للتحقيق أمام نقابة الموسيقيين بسبب ارتدائها لشورت في حفل جامعي مؤخرا! رغم أن ما ارتدته هيفاء أصبحنا نراه في الأماكن العامة وفي الجامعات الخاصة وأيضا مسلسلات الدراما التليفزيونية.

ما حدث جعل الفنانة اللبنانية تشعر أن هناك من يحاول النيل منها بشتى الطرق لإبعادها عن هوليوود الشرق، وهو ما ألمحت إليه في تغريدة كتبتها، وهنا أتمنى ألا يكون ذلك الأمر حقيقة لأنه لو صح ذلك سيكون “عيب”، ولا يليق بمصر “هوليوود الشرق” التي من المفترض أنها تحتضن جميع الفنانين من العالم العربي منذ عشرات السنين دون تفرقة بينهم وبين الفنانين المصريين، فالجميع يعمل في إطار المنافسة الفنية والسوق يتحمل وجود عشرات الفنانين العرب إلى جانب إخوانهم المصريين.

الحديث عن الشورت به تضخيم ولا نعرف ما الذي حدث لتتقدم إعلامية بشكوى ضد الفنانة! في كل الأحوال سننتظر ما ستسفر عنه التحقيقات بنقابة الموسيقيين إذا ما تمت ذلك.
ولكن ما أريد الحديث عنه هو الشعور الذي ممكن أن يتسلل لأي فنان عربي جاء للعمل على أرض مصر ويفاجأ بأن هناك من يريد أن يمنعه أو يضيق عليه منافذ العمل! ويبدأ الحديث الإعلامي غير الدقيق حول قرار منع فنان أ فنانة، فلا نريد العودة لعصور سابقة والتاريخ يذكر وقبل سنوات طويلة مضت هناك حوادث كثيرة للمنع من العمل بمصر كانت الأسباب السياسية حاضرة فيها أشهرها كانت مع المطربات وردة وميادة وصباح، وتم التراجع عنها فيما بعد!

وبالنظر للتاريخ القريب كلنا نتذكر أيضا أنه في عام ٢٠٠٨ القرار الشهير الذي حاولت تطبيقه نقابة الممثلين بتحديد العمل للفنانين العرب بالمشاركة في عمل واحد فقط في السنة! وهو ما قوبل حينها باعتراض، لأنه قرار غير منطقي؛ فمصر التي يشهد التاريخ لها باحتضان مواهب الوطن العربي إلى جانب أنها السوق الإقليمي الأكبر لصناعة السينما والدراما العربية، لا يعقل فيها مثل هذا القرار. وبالفعل كان هناك ارتباك لصاحب إصدار هذا القرار حينها و”تبخر” القرار سريعا كأن لم يكن! ونشاهد في السنوات الأخيرة إثراء من الفنانين العرب للأعمال الفنية المصرية كل عام.

لذلك لا نريد أن نعود لتلك العصور الماضية والتي من الممكن أن يمنع فنان أو فنانة من العمل لأسباب من الممكن أن تكون شخصية ضد فنان أو فنانة لأنه لا يليق بمصر مثل تلك القرارات طالما التزم الفنان بضوابط وقوانين العمل داخل الدولة.