تعرَّف على أغنية جمالات شيحا التي غنتها وردة

نوران عاطف

في العام الأول لقناة On Television، قدمت الإعلامية علا الشافعي خلال برنامجها “ولاد البلد”، المطربة الشعبية الشهيرة جمالات شيحا، في حوار مطول عن فنها وكواليس ما قدمته أثناء طريقها ورحلاتها حول العالم، وبعد إعادة إذاعة الحلقة، يقدم إعلام دوت أورج أبرز ما تضّمنه اللقاء.

(1)

“أيوة يا بليغ، هو ده، هو ده يا بليغ!”

تقولها الفنانة وردة لزوجها الملحن بليغ حمدي أمام المطربة الشابة المكتشَفة حديثاً جمالات شيحا بعد أن تنهي جمالات وصلتها، “الصييطة” حديثة العهد جاءت من منيا القمح بمحافظة الشرقية مقتنعة بفنها لا تهدف إلا لإقناع الجمهور أيضاً به، لا تتحدث عن أي خوف راودها إزاء تركها مسقط رأسها بل تتحدث عن إدراكها الجيد لأنواع “السميّعة” وقدرتها على الإحساس بهم، ولا تذكر طموحا لتكون شبيهة لأحد المشاهير بل إنها لم تأت إلى القاهرة وهي تحفظ سوى أغنيتين، الأولى لفايزة أحمد والأخرى ظلموه لعبدالحليم حافظ الذي وصفته بالمطرب الماهر مؤكدة “أنه مش عشان بلديتها”.

كان “أول تاكسي أبيض وأسود يدخل الشرقية” هو من جاء بزكريا الحجاوي والمطربة الشعبية خضرة محمد خضر، للاتفاق مع جمالات وإحضارها للقاهرة برفقة شقيقتها المطربة أيضاً رضا شيحا ووالدتهما، بعد أن استمع لهما زكريا خلال زيارة سابقة للأختين لمسرحه بالقاهرة. وعدته بشيحا بالقدوم بعد إنهاء إلتزامتها الفنية بالشرقية، وقد كان؛ تقول شيحا “غنينا على مسرح المقطم وأصواتنا كانت بترن من غير مكبرات صوت”.

تلقاها بحماس فيما بعد الملحن وعازف الأكورديون فاروق سلامة، وقدمت جمالات أول شريط كاسيت لها، لحن فيه سلامة أغنيتين، وفي ظل تقديره وسعادته بأدائها وفنها عمل على تقديمها لكبار الفنانين وقتها، فرافقها لحفلة بـ”صحارى سيتي” وكانت تجمع نخبة من أهل الفن والمتجمع.

 

(2)

تجلس جمالات شيحا وقد تعدى عمرها السبعين عاماً أمام الإعلامية علا الشافعي، كلامها مسجوع بالفطرة وإن كان الكبر قد شابها بشيء من عدم التركيز، تصمت قليلاً بعد كل حكاية تتعلق بأغنية وببساطة شديدة تبدأ في الغناء، تعلن أنها غنت أمام رؤساء مصر الثلاثة عبدالناصر والسادات ومبارك “بفنها وأدبها وشرفها”، بدأت حياتها العملية أو الفنية في سن مبكر لذلك تطلب دائماً ممن حولها “اعذروني وماحدش يزعلني أنا شقيانة من وأنا عندي 12 سنة”.

لا تعرف شيحا القراءة والكتابة لكنها تفخر بقدرتها رغم ذلك على الحفظ السريع للأغاني بل والارتجال أمام الجمهور وتأليف أغنية في أقل من عشر دقائق؛ تُرجع الفضل في حب الغناء لوالدها ووالدتها “الاتنين كانوا بيغنوا زي الكروان” تتذكرهم وتبدأ في غناء “مالي فُتنت بلحظك الفتان” تقليداً لأدائهم، وتؤكد أنها “متربية على الغالي”.

شاركت جمالات الموسيقي المعروف فتحي سلامة مؤسس فرقة شرقيات عدد من الأغنيات أشهرهم “رسيني يا ساقية عذاب”، وقدمت معه عروضا في دول مختلفة حول العالم مثل ألمانيا، سويسرا، بولاندا، اليابان، وأكثر من 33 ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك شاركت الدكتور أحمد المغربي مؤسس المركز المصري للثقافة والفنون “مكان” عدد آخر من الرحلات، وعن المغربي ذكرت أنه دائماً ما كان يقدمها مع الفرق الأجنبية لتضفر أداءها معهم، وتتابع “أنا خليت واحد أسباني ينطق يقول يا ليل يا عين” وذلك خلال عرض مع فرقة بلاده على مسرح الغوري.

تعبر شيحا عن رأيها في الأصوات الشعبية الراهنة فتذكر ممن تحب عبدالباسط حمودة “علام إيدي ومدياله حاجات كتير بيغنيها”، وتسألها الشافعي عن شعبان عبدالرحيم فتصمت قليلاُ ثم تستأنف “عنده قبول بس أداؤه على قده وربنا بيحلي لكل واحد ذاته”، وعن سعد الصغير “أهه ده اللي طلع فيها بس هو شاطر”، وفيه النهاية تذكر بالخير عصام كاريكا وأحمد سعد لكن تعتذر عن عدم تذكرها كلمات أغنيتها معه، ثم يعود لها الحماس بالحديث عن الفنان محمد محيى وسعادتها بالتجربة معاه وتبدأ بالغناء “مظلوم أحلفلكم مظلوم”.

(3)

بحفلة “صحارى سيتي” التي حضرها عدد من نجوم المجتمع مثل أمير الأمراء، والفنان حسين رياض، والراقصة نجوى فؤاد، وقبلهم الملحن النابغ وقتها بليغ حمدي وزوجته المطربة وردة، عزم عازف الأكورديون فاروق سلامة على تقديم جمالات لبليغ فذهب إليه قائلاً “الفنانة دي شاطرة يا بليغ وهتسمعها” فرد بليغ موافقاً “نسمعها يا فاروق”.

بدأت جمالات بأداء موال “يا ليل يا عين” عدة مرات، وفي كل مرة تصيح وردة “أيوة يا بليغ، هو ده، هو ده يا بليغ” حيث كان يعمل وقتها على أغنية “دندنة”، وفي كل محاولة من شيحا للتوقف وغناء شيء آخر تعيدها وردة مرة أخرى للإعادة مؤكدة “لا، هو ده بس!”، وكانت دندات شيحا وموالها هي “دندنة” وردة فيما بعد “ولولاك ما كان عمري اغتني أنس وهنا ولا دندنة”.