4 أزمات أثارها البنطلون المقطع.. أحدها بين البرلمان والجامعة

إيناس منير

ظهرت خلال الأعوام الماضية موضة البنطلون المقطع التي أثارت جدلًا واسعًا بين المؤسسات والهيئات الحكومية فمنهم من يعتبره خروجًا عن الذوق العام والآخر يراه حرية شخصية لا يصح التعدي عليها، وهناك من اتخذه من الناحية الدينية واعتبره حرام شرعًا، وعلى الرغم من ظهور كثير من الملابس  بفعل تطور الموضة  والتي أثارت حفيظة الناس إلا أن “البنطلون الجينز المقطع”  لم يتوقف عند حد الامتعاض أو إبداء الرأي ولكن اتُخذت ضده قرارات وإجراءات لمنع ارتدائه، مما تسبب في إثارة الأزمات بين مؤسسات الدولة، وتتضاربت حوله آراء الشباب بين مؤيدٍ ومعارضٍ.

ويرصد “إعلام دوت أورج” فيما يلي أبرز تلك الأزمات في أحد مواضيع ملف خاص عن “البنطلون المقطع”:

مجلس النواب وجامعة القاهرة

بدأت ظاهرة “البناطيل المقطعة” تغزو جامعة القاهرة مما أثار حفيظة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ووصل الحال إلى البرلمان، مما دفع النائب عبد الكريم زكريا عضو اللجنة الدينية بالبرلمان بالتقدم بتعديلٍ تشريعي، يلزم المؤسسات العلمية بتطبيق منع الدخول بالبنطلون المقطع، على أن تكون وزارة التعليم هي المسئولة عن تحديد الزي المدرسي، بينما المجلس الأعلى للجامعات يكون هو المسئول عن تحديد الزي الموحد لكل كلية أو جامعة!

كما أيدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة، عضو مجلس النواب، مقترح “زكريا” ولم تكتفي بهذا  بل وجهت نداءً للدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة السابق، بأن يقف بقوة لتنفيذ هذه الدعوة بقرار إداري من الجامعة كما فعل في قضية حظر النقاب. وهذا ما رفضه “نصار” ورد عليها قائلا: “التدخل فى حرية الملابس يستدعى قانون وعليك استصدار قانون من مجلس النواب وأنتِ عضوة به”.

كما صرح”نصار”، أن جامعة القاهرة لم تمنع ارتداء النقاب، ولكن منعت التدريس بالنقاب، متابعًا: أن الجامعة ليس لها أن تمنع ملابس، لاحترامها حرية الملابس، وأن المحكمة أقرت حظر النقاب في المحاضرات، مشيرًا إلى أن التدخل في تحديد حرية الإنسان في الملبس يستدعي قانونًا وعلى المطالبين بذلك استصدار قانون من مجلس النواب والجامعة ستلتزم به.

وعلى هذا الصعيد قال المستشار بهاء أبو شقة، رئيس اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب إن منع دخول الطالبات بملابس غير لائقة أو بنطلونات مقطعة إلى الجامعات لا يحتاج تشريعا من البرلمان وإنما تنفيذه يتم بقرار إداري داخلي لكل مؤسسة على حدة.

ولكن ظهر رأيًا وسطًا ليوقف الأزمة المشتعلة بين “نصير” و”نصار”، وهو رأي الدكتور عمرو حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية بالبرلمان، إن المجتمع له تقاليده وأعرافه في الزي فيجب أن يكون محتشمًا ووقورًا، مشيرًا إلى أن جامعة القاهرة مكانًا للعلم، معلقًا على تصريحات الدكتورة آمنة نصير، والدكتور جابر نصار: ينبغي علينا الاهتمام بالعملية التعليمية والارتقاء بها، ولا ننشغل بأمور أخرى.

الكنيسة والأزهر

وانتقل الأمر إلى المرجعية الدينية  ودور العبادة، حيث منعت جامعة الأزهر الطلاب من ارتداء البنطلون المقطع وأي ملابس غير لائقة ضمن حملة أطلق عليها “الانضباط الشرعي” بناءً على تعليمات صدرت من مجلس جامعة الأزهر الشريف، كما امتدت أيضًا إلى المعاهد الأزهرية، وتسبب هذا في إصدار قرار من الأزهر الشريف بإرتداء زي مدرسي موحد  لكل مرحلة تعليمية بالمعاهد؛ حرصًا على ظهور الطلاب بشكل لائق، كما دعا جميع الطلاب إلى ارتداء زي يليق بالمنتسبين إليه، مطالبًا رؤساء الإدارات المركزية بالتشديد على ملابس الطلاب وتعميم الزي الموحد، ومتابعة ذلك بكل حزم.

ولم يتوقف الأمر عند الأزهر فقط ولكن امتد أيضا للكنيسة، حيث منع الأنبا يؤانس أسقف أسيوط، دخول الفتيات اللاتي يرتدين الملابس القصيرة والبنطلون المقطع إلى الكنيسة، وفي جميع المناسبات والأعياد، مؤكدًا أن ذلك يأتي تطبيقا لتعاليم الكتاب المقدس، تجاه الجنسين الشباب والبنات، مما دفع الكنيسة إلى توفير جواكت تغطي الأكتاف و”جيبات” طويلة واسعة لتحتفظ بها خدمات الكشافة عند البوابات الخارجية للاستعانة بها عند الطلب من الفتيات قبل الدخول إلى الكنيسة لحضور المناسبات خاصة صلاة الإكليل وإعادتها مرة أخرى.

المجلس الأعلى للإعلام

مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام  دعا الصحافيين المصريين إلى التوقف عن ارتداء البنطلون الجينز أو الجينز المقطع احتراماً لهيبة الإعلام. وبرر ذلك أنه لا يمكن لصحفي أن يقابل مسئول مرتديًا ها الملبس المقطع مشيرًا إلى أن المجلس الأعلى للإعلام سيتناقش مع النقابة للحد من تلك الظاهرة، مختتمًا حديثه: “المجلس يستطيع الحد من ظاهرة ارتداء البناطيل الجينز، البنطلون المقطع أغلى من بناطيل البدلة، نجتهد أن نحسن دخول الصحفيين، والـ 300 جنيه ستساعد على تحسين المظهر”.

ولكن ظهرت آراء معارضة، حيث قال خالد البلشي مقرر لجنة الحريات السابق بنقابة الصحافيين، متهكماً على هذه التصريحات نموذج للحال الذي وصله الصحفيون متسائلاً “مبقاش إلا البنطلون يعني”.

أزمة بين بعض الكليات والطلاب

على الرغم من اعتبار الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة السابق، ارتداء البنطلون المقطع حرية شخصية لا يصح التعدي عليها إلا أن بعض عمداء الكليات رفضوا دخول الطلاب به، حيث قال عميد كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية الدكتور طارق سرور، إن قرار مجلس إدارة الكلية بمنع دخول الطلاب بزي غير لائق للحرم الجامعي شاملا الملابس الممزقة مثل “البنطلون” والملابس التي تظهر مفاتن الجسم “البنات” والملابس التي تميز الشخص بالشعائر الدينية مثل “الجلباب” القرار صدر بهدف الحفاظ على الطلاب أنفسهم والاحتفاظ بهيبة الجامعة.

ولكن تباينت آراء الطلاب حول هذا القرار بين القبول والاعتراض، حيث أكد البعض ضرورة احترام الزي أثناء الذهاب للجامعة مع انتشار البنطلون المقطع بين الشباب والفتيات خلال الآونة الأخيرة وفقًا للموضوع، بينما أكد البعض أنها حرية شخصية ومن حق الطلاب ارتداء الملابس خاصة مع تواجدها بشكل كبير في المحلات التجارية.