وليد رشاد يكتب: نهائي أفريقي بمذاق عربي

يلتقي يوم غدٍ السبت، فريق الأهلي المصري مع الوداد البيضاوي المغربي في مباراة الذهاب لنهائي دوري رابطة أبطال أفريقيا في برج العرب، وهى المرة الأولى لصاحب المقام الرفيع في البطولات الأفريقية التي يلتقى فيها مع نادى مغربي في نهائي أى بطولة أفريقية، باستثناء مرة وحيدة ألتقى فيها الأهلي مع الجيش الملكي المغربي في كأس السوبر عام 2005 وفاز بها الأهلي، واللقاء هو السابع بين الفريقين في البطولة منذ بطولة 2011 حيث تعادل الفريقين في لقاء الذهاب في دوري المجموعات بستاد الكلية الحربية (3-3) ثم تعادلوا في العودة في ملعب “محمد الخامس (1-1).

وفى بطولة العام الماضي تعادل الفريقين في الذهاب في دوري المجموعات في برج العرب (0-0) ورغم فوز الأهلي في العودة في ملعب “مولاي عبد الله” (1-0) بهدف “رامي ربيعة” الا أنه ودع البطولة، وفي دوري المجموعات للبطولة الحالية تبادل الفريقين الفوز، حيث فاز الأهلي في برج العرب (2-0) وفاز الوداد في ملعب “محمد الخامس” (2-0) أيضاً، وشاءت الظروف أن يلتقي الفريقين في الجولة النهائية مرة جديدة، ولكن التاريخ ينحاز بقوة للأهلي الذي فاز بثمانية ألقاب بينما الوداد فاز بلقب وحيد، والأندية المغربية مجتمعة فازت بخمسة ألقاب فقط !!

https://www.youtube.com/watch?v=SrdDgKc0J2Q

ولو فاز الأهلي بهذه البطولة ستصبح واحدة من أهم وأغلى البطولات الأفريقية في تاريخ القلعة الحمراء، لا سيما بعد أن تغير نظام البطولة الذى اعتاد عليه الأهلي وحقق من خلاله ستة من ألقابه الثمانية، وتردد في كواليس الكاف أن الأهلي كان أكبر المستفيدين من النظام السابق الذى اعتمد منذ عام 97، وكان أكثر المتضررين منه هو نادي الزمالك الذي لم يحرز سوى لقب وحيد بالنظام الجديد عام 2002 رغم سابق إحرازه أربعة ألقاب بالنظام القديم، ورغم تغير النظام فإن الأهلي في أول تطبيق للنظام الجديد تحدى الجميع ووصل للمباراة النهائية، عبر تخطى ناديين من شمال أفريقيا ومن تونس بالتحديد في الدورين ربع النهائي ونصف النهائي، ولو فاز على الوداد في النهائي سوف تكون البطولة الوحيدة في تاريخ الأهلي التي فاز بها من خلال عبور ثلاثة أدوار عربية شمال أفريقية وتكون البطولة الوحيدة التي ألتقى فيها الأهلي ثمانية مرات مع أندية عربية.

بينما يسعى الوداد لتحقيق لقبه الثاني في البطولة التي لم يحرزها منذ ربع قرن بعد أن خسر لقباً يستحقه العام الماضي، عندما خرج في دور نصف النهائي المثير أمام الزمالك المصري بمجموع لقائي الذهاب والعودة (5-6)، بينما خسر الزمالك النهائي أمام صن داونز الجنوب أفريقي فى حين أن الوداد كان الأحق بالبطولة من الجميع، في وجود نجومه الأفارقة الكبار الهداف الليبيرى “وليام جيبور” والكونغولى “فابريس اونداما” والمدافع السنغالي “مرتضى فال” والنيجيرى “شيكاتارا” الوحيد المتواجد مع الفريق حالياً.

ورغم الفوز الكبير للأهلي على النجم الساحلي (6-2) في اياب الدور نصف النهائي في برج العرب، الا أن هذا الفوز قد يتحول إلى نقمة على الفريق بسبب الإفراط في حالة الفرح والسعادة، والتي يمكن أن تؤثر على الفريق لا سيما أن المسافة الزمنية بين لقائي النجم والوداد على ملعب برج العرب أقل من اسبوع، واذا كانت حالة السعادة التي انتابت لاعبي الأهلي قد تبدو منطقية نسبياً بعد الفوز التاريخي، إلا أن فرحة الجماهير لا سيما جماهير السوشيال ميديا اتخذت اتجاهاً سلبياً (الذي أصبح تقليدياً في الفترة الأخيرة) وهو السخرية من المنافس المحلي، رغم أنه لا ناقة له ولا جمل في البطولة بعد أن ودعها مبكراً من دوري المجموعات، وظهرت مصطلحات غريبة من نوعية (ثأرنا للزمالك) في حين أن الزمالك ثأر لنفسه جيداً، حينما فاز على النجم في مباراة العودة بثلاثية نظيفة بعد أن خسر ذهاباً في سوسة (1-5) في نصف نهائي الكونفيدرالية 2015، وكان الزمالك يلعب بعشرة لاعبين معظم أوقات المباراة وأضاع لاعبوه في الدقائق الأخيرة أهدافا محققة كانت كفيلة بوصوله للمباراة النهائية، ووصلت تلك الحالة من الفوضى إلى صحيفة النادي الأهلي والتي ذكرت ذات المعنى (الأهلي يرد اعتبار الزمالك !!)، وهذه التصرفات الصبيانية هي ما تزيد من حالة الاحتقان بين جماهير الناديين، كما حاول جمهور السوشيال ميديا أيضاً استغلال رقم الستة لتذكير الزمالكاوية بهزيمتهم التاريخية (1-6) في مباراة “بيبو وبشير”.

وعودة إلى أوراق المباراة نجد أن الأهلي سوف يفتقد مجدداً جهود نجم الوسط وصمام الأمان “حسام عاشور”، ويمكن أن يستمر بديلاً له “رامي ربيعة” الذى تألق في مبارة النجم، أو يستفيد “البدري” من عودة المخضرم “أحمد فتحي” إلى  خط الوسط على أن يعتمد على “محمد هاني” في الجبهة الدفاعية اليمنى، ويعود للفريق ايضاً إجبارياً “عبد الله السعيد” بعد تعافيه الكامل من الإصابة وفى ظل إصابة “صالح جمعة”، وسوف يستفيد الأهلي من قاهر التوانسة المتألق التونسي” على معلول” كواحد من أفضل مدافعي اليسار فى القارة الأفريقية حالياً، وكذلك المهاجم المغربي “وليد ازارو” الذى فك النحس (بعد ذبح العجل) بهاتريك النجم الساحلي، ويأمل الأهلاوية أن يكون “ازارو” مفتاحاً للفوز على الوداد كما كان “معلول” مفتاحاً للفوز على الترجى ثم النجم، ولكن على الإدارة الفنية أن تجهز “متعب” بديلاً احتياطياً للمغربي “ازارو” في أي لحظة، لأن ثلاثيته في النجم الساحلي كانت من فرص سهلة للغاية في ظل انهيار الدفاع التونسي وربما يعود مجدداً لهوايته في إهدار الفرص !!

الحسين عموتة ​

الوداد المغربي يعيش حالة من النشوة بعد أن أطاح بحامل اللقب صن داونز في الدور ربع النهائي بعد مارثون ضربات الترجيح، وأطاح بالفريق الجزائري العنيد اتحاد العاصمة من الدور نصف النهائي، ونجا من مطب اللعب بعشرة لاعبين في الشوط الثاني من مباراة العودة أمام محاربي الصحراء، ورغم تقدم المغاربة (2-0) فقد استغل الجزائريون النقص العددي وأحرزوا الهدف الأول وكادوا أن يحرزوا هدف التعادل والوصول للمباراة النهائية، قبل أن ينجح الموهوب “أشرف بن شرقى” في تسجيل هدف الحسم في الوقت بدل الضائع، وسوف يفتقد الوداد فى مبارة برج العرب مدافعه الصلد “أمين العطوشى” المطرود في مباراة اتحاد العاصمة، ويفاضل “الحسين عموتة ” لتعويضه بين “صلاح الدين السعيدي” لاعب الوسط صاحب الخبرة أو المدافعين “نعيم اعراب” والبوركيني “واتارا” الذين يفتقدان حساسية المباريات، لكنه سوف يعتمد في الهجوم على انطلاقات أبرز لاعبي القارة حالياً “إسماعيل الحداد” وكذلك مرواغات “محمد اوناجم” مع الموهوب “بن شرقى”، ولكن سوف يفتقر إلى البدائل المميزة على دكة البدلاء لا سيما بعد رحيل المهاجم الفذ “وليام جيبور” وكذلك “فابريس اونداما”، والجدير بالذكر أن “عموتة” هو أول مدرب مغربي يصل إلى نهائي بطولة دوري الأبطال مع فريق مغربي، حيث سبق أن وصلت الاندية المغربية إلى النهائي سبع مرات مع مدربين أجانب.

ولكن رغم أهمية مباراة الذهاب الا أن حسم البطولة في الغالب سوف يكون في ملعب الرعب وهو مركب “محمد الخامس” في كازبلانكا الا اذا نجح الأهلي في تكرار معجزة مباراة النجم.