خالد حبيب يرد على انتقاله من قائمة الخطيب لـ طاهر

رد الإعلامي خالد حبيب، المرشح على عضوية مجلس إدارة الأهلي في الانتخابات المقبلة، على الانتقادات التي وجهت له بسبب ما قيل بشأن تراجعه عن التواجد في قائمة محمود الخطيب لرئاسة النادي الأهلي، ودخوله قائمة محمود طاهر رئيس النادي الحالي، قبل ساعات من إغلاق باب الترشح للانتخابات.

كان نص ما كتبه “حبيب” عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، كالتالي:

“الصورة كاملة.. الأهلي

أتحدث في هذا الأمر مرة واحدة ولن أكررها إلّا في نفس (الوسيلة الإعلامية التي طرح فيها الأمر بصورة غير دقيقة)، ونحن في انتظار تأكيد الظهور معهم مساء اليوم إعمالا بالأعراف الإعلامية والاحترافية)، وكل احترامي لجميع الأطراف حتى من أخطأوا حبًا أو حماسًا:

– كلام المؤامرات والاختراق كوميدي. عندما يتم تكراره مع كل موقف أو حدث يفقد معناه. الصورة الأكثر واقعية هو صراع على انضمام كفاءة محددة للطرفين ورد فعل انتخابي متوقع للخاسر في السباق.

– مجموعة المهندس محمود طاهر طلبت مني الانضمام للقائمة. اعتذرت وأصروا على اللقاء، مع معرفتهم أنني معارض للمهندس طاهر رغم سابق تأييدي له، بأسباب محددة ومعلنة.

– اتصلت بالمهندس عدلي القيعي (كصديق) لأخذ مشورته. تحدثنا قليلا وطلب مني عدم الذهاب لمعرفته بإمكانية قبولي للضغط المتوقع منهم.

حدثني مرة ثانية بعد عشر دقائق و قال إن الكابتن الخطيب يرغب في لقائي. لم أطلب لقائه إطلاقا مع احترامي له. ووافقت مع توضيح للمهندس عدلي أني لا أرغب في أي ارتباط انتخابي. وأصررت على وجود المهندس عدلي في اللقاء.

– المهندس عدلي سألني مباشرة إن كنت أرغب في الانضمام للقائمة وأوضح ان الأمر ممكن. ورددت بسرعة ووضوح أنني لا أرغب وأنني من المستحيل أيضا أن أستولي على مكان شخص متواجد بالقائمة من قبل. غير أخلاقي.

– المهندس عدلي أكد أن علاقته الإنسانية بالمهندس طاهر قد تكون أقوى من الخطيب. وأنه كان داعما له (واضح في الثلاث سنوات الماضية)، وأن المشكلة الكبرى في عدم استماعه للنصيحة واختراق النادي من قبل زمالكاوية وتأثيرهم السلبي.

– قابلت الكابتن الخطيب في مكتبه. مقابلتي الخاصة معه لم تأخذ أكثر من ١٥ دقيقة بأقصى حال. كرر نفس العرض بخصوص الانضمام للقائمة. واعتذرت بنفس الرد للمهندس عدلي.

– سألني الكابتن الخطيب عن رأيي بصفة عامة فيما يمكن تقديمه للنادي. رددت بأفكار متنوعة. بعدها عرض عليّ الكابتن الخطيب مسودّة لخطوط عامة للبرنامج الانتخابي، بمعنى أصح الرؤية والمحاور فقط، وهو ما ذكرته بعد ذلك. نفس الخطوط العريضة التي نعملها جميعا ونتفق عليها جميعا ونراها في أي برنامج انتخابي لنادي أو مرشح مجلس نواب أو غيره. في خلال نفس الربع ساعة. وفي خلال نفس الوقت الوجيز جدا أعطيته رأيي فيما قرأت في عجالة، وطلب مني إضافة ملاحظاتي وأفكاري وأضفتها بالفعل في دقيقتين. يعني ساهمت أكثر مما أخذت.

وكل ذلك مع توضيحي له أني خارج المجموعة تماما. مرة ثانية: العناوين الكبيرة متشابهة في كل البرامج الانتخابية. الفارق الأساسي في أليات التنفيذ والقيادات التي تتولى التنفيذ. أمر مثير للضحك أن من يقوم بتصميم برنامج رئاسي لتأهيل الشباب واستراتيجيات إعادة هيكلة شركات عالمية، قد يحتاج إلى نقل معلومات من مسودة مبدأية عمومية لم يطلب رؤيتها ونسيها بعد ثواني من رؤيتها وإضافة قدر معقول لها أيضا.

– تمنيت له التوفيق وخرجنا. وقابلنا مدير الحملة الانتخابية وطلب منا التصوير. لم أطلب التصوير. وافقت.

– قررت أن انشر الصورة بنفسي و بكلامي. لأوضح من خلاله ملابسات الصورة ( وبدقة أن الطرفين هما اللذين سعيا للتواصل معي)، وأوضحت حبي و تقديري للمهندس طاهر، واختلافي معه في بعض الامور، وتأييدي للكابتن الخطيب ومعه تحديدا من أراهم اختيارات موفقة للإدارة ( اسمين فقط و معهم المهندس عدلي). رسالة واضحة لقلقي من التركيبة الانتخابية للقائمة وارتباطي بأشخاص محددين فيها. و نشرتها لإغلاق الباب مع مجموعة المهندس طاهر بدون إحراج.

– تلقيت اتصالا من الكابتن الخطيب في اليوم التالي يطلب مني استخدام اسمي في الدعاية كمسؤول مستقبلي بشكل تطوعي عن ملف تطوير المنظومة الإعلامية للنادي الأهلي. تقبلت على مضض. ترددي كان لمعرفتي بأن الملفات الاستشارية لا تلقى دعما حقيقيا من داخل المجلس والطبيعي أن يكون مالك الملف داخل المجلس. كعادتي وافقت منعا للإحراج. طلب مني الكابتن الخطيب أيضا حضور اجتماع مع الجهة التي ستتولى الدعاية الانتخابية ( صديقة عزيزة في مجال العلاقات العامة).

– بعدها بيومين تلقيت اتصالا من المهندس طاهر، ودعوة ثانية للقاء. أوضحت له إعلاني موقفي وأن لقائي معه إضاعة لوقته. أصرّ على رغبته في الاستماع لكل اعتراضاتي وإسماعي موقفه دون أي التزام. وافقت على اللقاء مع تأكيد موقفي بعدم التزامي بأي شيء معه.

– فكرت كثيرا و توقعت كل الاحتمالات في لقائي مع المهندس طاهر. من الخطأ أن أقابله وأنا أعرف أي معلومات تفصيلية عن الفريق الأخر ( لا معلومات مبدأية في مسودة قمت أنا شخصيا بإضافة نسبة معقولة لها). فورا اعتذرت للكابتن الخطيب عن اللقاء.

– يوم الجمعة قابلت المهندس محمود طاهر. ساعة كاملة ناقشت فيها كل ما رأيته خاطئا من أفعال ونتائج واعتراضات على أسلوب الإدارة في النادي الأهلي على مدار السنوات الأربع. إهانة الرموز وإساءة التعامل مع كبار اللاعبين ( غالي و متعب)، وانهيار قطاع الناشئين، وإحراج النادي في قضية الجمعية العمومية، واختراق المنظومة الإعلامية من غير أبناء النادي، مع كونها في كل الأحوال ضعيفة وأبعد ما تكون عن الاحترافية، و تأخر مشروع الاستاد، وعدم حسم موضوع الجماهير والالتراس، والظهور المتكرر لرئيس النادي في وسائل الاعلام بما يتعارض مع الصورة المرتبطة بقيادة النادي العظيم، ونشر أسرار النادي في سابقة تاريخية من قبل أعضاء المجلس، وأشياء أخرى.

– إجابة المهندس محمود طاهر الأولى كانت ( عندك حق مليون في الميّة). أعرف المهندس طاهر منذ ١٩٩٩، وقتها قمنا بإعادة هيكلة للنادي الأهلي، بطلب من المهندس طاهر وتكليف من الكابتن الراحل العظيم صالح سليم. رأيت ثقة الراحل المطلقة فيه. وأيامها شهدت مدى المقاومة الداخلية لفكرة الهيكلة والتطوير. بكل شياكة وأناقة. نفس الشياكة التي ما زالت تستخدم حتى اليوم للدفاع عن مصالح أكثر من كونها للدفاع عن النادي. المهم، لدى من الخبرة في التعامل مع البشر ما يكفي لمعرفة اذا كان تقبل المهندس طاهر لانتقاده كله حقيقي أم تمثيل. كان حقيقيا.

– لمدة ساعة ونصف أخرى شرح لي المهندس طاهر الكثير من الملابسات و التداعيات التي سببت الأخطاء. كما أضاف أجزاء من الصورة لم أكن أعلمها. منها القضايا التي رفعت من ثاني يوم لهدم المجلس، وضغوط من أقارب أعضاء في المجلس لفرض أشخاص داخل النادي والفرق الرياضية، وصراعات داخلية أدت لمزيد من الضغوط. في المجمل والخلاصة أنفق معي في كل الاعتراضات، وتقبلت أسباب منطقية لبعضها، واتفقنا معا على ضرورة احداث تغيير جذري لمعالجة الباقي. وهو ما شرحه بالفعل في منظومة العمل المقترحة، بأسلوب عملي ومحترف، يضمن أعلى درجات الإنجاز مع الاستدامة في كافة المشروعات المرتبطة بالنادي. ومن ثم كان منطق اختيار القائمة بخبرات متنوعة وغنية في مجالات محددة، الاقتصاد والاستثمار والهندسة والشباب والاعلام والعلاقات الدولية والرياضة.

– أوضحت عدم رغبتي في دخول الانتخابات و كوني لا أرغب في كل المعارك والقذارات المتوقعة ( والتي بدأت تحدث بالفعل)، بالإضافة إلى كونها لعبة محترفين والحصول على الأصوات له ثمن لا أستطيع دفعه. وأصر على الطلب وأوضح قناعته بأن أعضاء الأهلي تحديدا أكثر وعيا وثقافة من أي مكان اخر، وأنهم سينظرون إلى المنظومة كاملة بعيدا عن العواطف.

– اتفقنا على الحب والاحترام للطرف الاخر، ولم تكن هناك كلمة واحدة مسيئة.

– التزم المهندس محمود بوضوح بعدم وجود أي عنصر خارجي في المنظومة الإعلامية أو الإدارية للأهلي الّا من أبناء النادي. بدءا من الحملة الانتخابية. وأعطاني المسؤولية المبدأية عنها للتأكد من هذا الأمر.

– طلبت مهلة ساعات للتفكير والاستخارة والاستشارة. رأيتها موقعة بها الكثير من التحديات والقذارات المتوقعة، ومعها أيضًا فرصة لخدمة النادي بشكل مباشر والتأثير الإيجابي. ولم أقلق من الأمر لأن الطرف الأخر أيضا قوي ومخلص للنادي، إذن المنافسة تبرز الأفضل للنادي. قناعتي بعدم قوتي الانتخابية سهلت القرار، الخسارة هي الاحتمال الكبير جدا، وبالتالي فالضرر سريع ومحدود، والفرصة جميلة لإعطاء صورة لمنافسة انتخابية نظيفة وراقية، وبعدها التعاون معا لمصلحة النادي. المهندس طاهر قالها صراحة أنه لن يدخل الانتخابات في حالة عدم اكتمال القائمة بي. لم أتعود على رفض إضافة القيمة في حالة طلبها بكل صدق ومباشرة.

– مساء الجمعة نمت مبكرا كعادتي. ألام العلاج الخاص بالحادثة. استيقظت لصلاة الفجر ورأيت اتصالا ليلا من المهندس عدلي القيعي. أرسلت له فور رسالة على الواتس أب وأخرى للكابتن الخطيب أرجو إخراجي من أي ارتباطات بالمجموعة مع كل الشكر والتقدير.

– في اليوم التالي قدمت أوراقي للترشح للانتخابات. تلقيت خلال اليوم أكثر من اتصال من المهندس عدلي و بالطبع لم يكن من المنطقي الرد وسط إجراءات الترشح وخاصة بعد إرسالي الرسالة له فجرا.

– خلال اليوم كانت المواقع الخاصة بالكابتن الخطيب تكرر نشر صورتي معه وتعليقي القديم في بداية الأسبوع، على أنه بيان مني صادر في نفس اليوم لنفي شائعة الانضمام للمهندس طاهر. كذب ولعب انتخابي غير أخلاقي. لكن متوقع. تخيلت أيضا لو كنت لم أنشر الصورة والتعليق الخاص بكونهم هم من طلبوا انضمامي لهم. وقتها كانوا سيقولون أنني من طلبت الانضمام لهم وبعد رفضهم لذلك انضممت للقائمة الأخرى. ونفس الأمر فيما يتعلق بدعم الجزئي للقائمة وليس بأكملها. الحمد لله.

– مساء اتصلت بالمهندس عدلي القيعي كان الحوار حماسيا وعاطفيا. هو صديق وأخ وسيستمر كذلك. انفعاله الرهيب كان لرغبة صادقة في وجودي مع الخطيب. المهندس عدلي كرر أنني كان من الممكن أن أنضم للقائمة. ومرة أخرى كررت استحالة انضمامي مكان أحد. والمهندس عدلي رد بأنه كان من الممكن أن أقوم بالعمل معه من خلال شركتي وكعمل احترافي، وبرضه قلت أني مش هاعمل كده مع الأهلي. والله على ما أقول شهيد.

– المهندس عدلي كان زعلان جدا و قال لي صراحة إنها ضربة مش حلوة وإني مفيد جدا للقائمة الأخرى، وأنه إذا كان المهندس طاهر اقنعني يبقى يقدر يقنع أي حد في الدنيا. وقلت له أنا ولا حاجة في الانتخابات وأقل من أي تأثير وكل تفكيري إن الفريقين اللي داخلين يكونوا على قدر المسؤولية، ويمثلوا الاهلي بشكل طيب، واللي يخسر يحطّ أفكاره وطاقته في مصلحة النادي مع الطرف الفائز. وبرضه ربي شاهد على ما أقول.

– نهاية حوارنا كانت أننا سنتقابل أسريا بعد الانتخابات إن شاء الله. ماكانش في كلمة واحدة عن اي اختراق أو أني عرفت معلومات. المهندس عدلي كان هيقول لي. هو عارف. لا معلومات سرية و لا غيره.

– ما قلتش للمهندس عدلي أي كلمة سخيفة اتقالت عليه وسط ناس تانية، بعيد عني والمهندس محمود طاهر. مش بتاجر باللي باعمله. برد وأخرس الناس وبس. لأنه صديقي برضه. رغم شديد استغرابي لذكر جزء من كل. التفاصيل الصغيّرة يكمن فيها الشيطان.

– حصلت الانفجارات كلها. وأوضحت الموقف. وبرضه بعض الناس مصرة ما تسمعش. طبيعي. والهجوم طبيعي لأنها معركة انتخابية. وتقول لك أن الطرف الثاني شايف ليك تأثير ( أكثر مما أتخيل). بس الزعل طبعا جاي من عدم التخيل إنها تبقى حرب صريحة على حد انت كنت عايزه قوي، وحبيبك قوي. برضه متفهم. قلت بوضوح للمهندس عدلي إن الطرفين حبايب وأصدقاء ( اشتغلوا مع بعض سنين)، وإننا في الاخر لازم نشتغل بعض. ولو خسرت هاكون معاكم بكل ما عندي من بعيد. ولو كسبت هاحطّ كل ما عندي للنادي. ولو كسبت مع الكابتن الخطيب مش هاشتغل معاه الّا لو هو عايز. مفيش إجبار في العمل التطوعي. لكن واضح إنه فيه مصالح جامدة قوي تستاهل الحرب دي. يا ريت الروح دي كلها تبقى في العمل لبلدنا كمان مش بس النوادي. معلومة صغيّرة؛ القائمتين أصدقاء ومنهم ناس تبادلوا المواقع عادي، وكانوا عايشين سنين مع بعض، يعني عارفين كل الأسرار، مش بس قعدة ربع ساعة وورقتين مسودة. ومحدش شايف خيانة أو غيره. يا راااجل.

– أسهل الأشياء تسخين العواطف والمشاعر بكلام الانتماء والولاء والاختراق. لكن الواقع مختلف. جدا. واللي بيحصل إن ناس كتير بيتم إهانتها والاساءة لها. الثواب ليهم. والذنب على اللي تسببوا في كده. متفهم فكرة محاولة اللعب الانتخابي، لكن العلاقات الانسانية أكثر أهمية. على الأقل عندي.

– فيه ناس كتيرة عملت اسمها من النادي الاهلي. وفيه ناس بتدخل النادي الأهلي كبيرة ومش محتاجة تعمل اسم. عايزة تضيف قيمة. ومش بتدخل الّا لمّا الدنيا كلها تطاردها بكل الصور وبالذوق والعافية. أي صاحب عقل هيفكر قبل ما يشكّ في نوايا الناس اللي من النوع ده. واللي اشتغل معا على أجهزة الدولة وأكبر الشركات العالمية في أكثر المجالات حساسية. كوميدي قوي لمّا تتخيل أي حاجة تتعلق بمصداقية أو مهنية أو سرية. كوميديا سوداء.

– انتمائي الأساسي لمبادئي ووطني. لو أي مجموعة خالفت هذه المبادئ لن أكون معهم. بكل بساطة. لكن ربنا أمرنا بالسعي والعمل والاصلاح. خاصة مع الذين يتحملون المسؤولية و يطلبون الدعم والمشورة.

– الاحتراف يعني أن تتحدث عن أفكارك وخططك و مشروعاتك، لا عن أخطاء ونقاط ضعف المنافس، وبالتأكيد دون اختلاق أشياء أو التلميح بها دون وجودها في الواقع. هذا ما ننوي عمله إن شاء الله.

في النهاية احترامي للجميع، وأملي أن الصورة تبقى نضيفة. في أول اجتماع للقائمة كلنا اتفقنا بقوة على عدم الهجوم بأي صورة على الطرف الأخر. ولا حتى من ناس محسوبة علينا. مهما كانت صعبة. وفي أكتر من حوار ذكرت المجموعة الأخرى بكل الخير. لم أكن أتمنى الغلط يحصل بالشكل ده ومبكرا كده.

وبرضه ملتزم بتقديم صورة إنسانية وأخلاقية طيبة في التعامل مع الانتخابات ككل. الدنيا أبسط من كده. ودي أقل الأولويات في حياة صعبة ومليئة بالتحديات المادية والصحية والعملية. تجربة بحلوها ومرّها. وأفوض أمري إلى الله”.