محطات في حياة "شرفنطح".. من سبب التسمية إلى الاعتزال بعد الحج

نورا مجدي

رغم عدم شهرته باسمه الحقيقي “محمد كمال المصري” إلا أن اسم “شرفنطح” ووجهه المألوف الذي كان معروفا لدى الكثيرين من الأجيال القديمة بل والحالية أيضا، يكفيان للتعرف على ذلك الكوميديان الراقي، الذي كان دائمًا ما يجسد الشخصية الكوميدية للرجل ضئيل الحجم الماكر، البخيل صاحب الصوت المتميز.

نرشح لك – يوسف وهبي.. الفنان الذي وجد “حب عمره” يوم إشهار إفلاسه

واليوم في ذكرى وفاة “شرفنطح”، الذي غادر العالم في هدوء عام 1966، في الخامس والعشرين من أكتوبر، يرصد إعلام دوت أورج بعض المحطات من حياة الفنان الكوميدي الراحل فيما يلي:

سبب شهرته بـ “شرفنطح”

لم يشتهر الفنان محمد كمال باسمه الحقيقي لكنه اشتهر بلقب “الحاج” شرفنطح بعد ذهابه إلى الحج في عام 1953، وقد اختار لنفسه اسم شرفنطح من خلال إحدى الشخصيات التي جسدها في مسرحية مولود في شارع محمد علي.

دخوله إلى عالم الفن

كان أول أدواره في فرقته المدرسية هو بائع أحذية، وحاز على استحسان زملائه بالمدرسة ومدرسيه، وشجعه هذا على الالتحاق بمسارح الهواة مقلدًا الشيخ سلامة حجازي في أدواره، حتى أطلقوا عليه سلامة حجازي الصغير.

واستطاع بعدها الانضمام لعدة فرق مسرحية مثل فرقة سلامة حجازي الذي اشتهر بتقليده بالإضافة إلى فرقة سيد درويش وفرقة جورج أبيض.

ورغم تعدد مسرحياته بعد انضمامه لعدة فرق مسرحية، إلا أن عددا قليلا من المسرحيات عرفت له، مثل: “مملكة الحب”، “المحظوظ علشان بوسة”، “اه من النسوان”، “ياسمينة”، “نجمة الصباح”.

علاقته بالعملاق نجيب الريحاني

عمل شرفنطح مع نجيب الريحاني وظل منافسًا شرسًا له، داخل وخارج الكواليس، ومن الأدوار التي يتذكرها الجمهور دائما للنجمين في فيلم “سلامة في خير” إنتاج 1973 حينما حدثت “خناقة” بين (سلامة الفراش) الذي جسده الريحاني وجاره شرفنطح (بيومي أفندي مرجان المعلم).

كذلك حينما أدى دور “شملول أفندي” زوج ضريبة هانم الذي غير حياة “شحاتة أفندي” الذي جسده الريحاني، من موظف بسيط إلى رجل ثري، عن طريق ورقة الياناصيب فئة “النصف ريال” في فيلم “أبو حلموس”.

كما شارك الريحاني في عدة فرق مسرحية بعد ذلك مثل مسرحية “صاحب السعادة كشكش بيه” التي حققت نجاحًا كبيرًا في وقتها أوائل القرن العشرين.

https://www.youtube.com/watch?v=GUVLa0PTpII

 

رحلته من الشهرة إلى المرض

قدم شرفنطح ما يزيد عن 40 فيلمًا أبرزهم: “سلامة في خير”، “الآنسة ماما”، “عفريتة إسماعيل يس”، “حسن ومرقص وكوهين”، وكان يوافق سريعًا على أي دور يُعرض عليه حتى لو كان صغيرًا.

رغم قلة أعماله و ظهوره في أدوار ثانوية إلا أنه استطاع ترك بصمة في ذهن المشاهد، كما وقف أمام أم كلثوم في فيلمي سلامة و فاطمة، وصفق له فريد الأطرش و إسماعيل يَـس وهو يغني على العود مقلدا سلامة حجازي في فيلم حبيب العمر.

لكنه قرر أن يعتزل عقب عودته من الحج مباشرة، وكان آخر أفلامه “حسن ومرقص وكوهين” عام 1954، كما أنه تزوج لكنه لم يُنجب ورغم حرصه على المال إلا أنه أفلس في آخر أيامه، ولم يجد ثمن علاجه بعد إصابته بمرض “الربو”.

 

أيامه الأخيرة

اشتهر بالبخل وحرصه على المال لدرجة دفعته إلى أن يضع كل أمواله التي يملكها حول وسطه ويذهب بها لأي مكان.

أصابه مرض “الربو” وقرر الاعتزال لم يبقى بجانبه سوى زوجته لأنه لم ينجب أبناءً، ولكن النقابة خصصت له عشرة جنيه معاشَا شهريَا بالكاد كان يكفي دواءه، وعاش سنوات من الوحدة والفقر والانعزال إلى أن رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 25 أكتوبر 1966.

لم يعلم أحدَا بوفاته إلا حينما أتى موظف النقابة لتسليمه المعاش، وحين طرق بابه و لم يفتح خرج الجيران ليقولوا له البقية فـي حياتك، “عم شرفنطح مات” ورحل أسطورة الكوميديا الراقية المنسية في هدوء تام.