وليد رشاد يكتب: الحلم العربي في المونديال ​

رغم أن المشاركات العربية في المونديال تعتبر محدودة بالنسبة لعدد الدول العربية وهم 22 دولة، وعدد بطولات كأس العالم وهو 20 بطولة، حيث أنه من ضمن 425 مشاركة دولية منذ بداية المونديال وحتى الآن شارك العرب 21 مرة فقط بنسبة 5%، والطريف أن البرازيل وحدها شاركت 20 مرة بنسبة 5% ايضاً من المشاركات المونديالية، أي أن مشاركات البرازيل وحدها تعادل تقريباً مشاركات العرب مجتمعة.

https://www.youtube.com/watch?v=44Xzu6dCdoE

 

وبدأت المشاركات العربية مبكراً وكالعادة بتواجد مصري في مونديال 34 وخسرت مصر لقاءها الوحيد أمام المجر (2-4)، ثم مشاركة مغربية في مونديال 70 والحصول على أول نقطة عربية من التعادل مع بلغاريا (1-1)، ثم مشاركة تونسية في مونديال 78 وأول فوز عربي على المكسيك (3-1)، وبعدها مشاركة عربية ثنائية من الجزائر والكويت في مونديال 82 وهي أول مشاركة من عرب آسيا، وكانت أول مرة يحقق فريق عربي انتصارين حينما فازت الجزائر على ألمانيا الرهيبة وشيلي، ثم أول مشاركة عربية ثلاثية في مونديال 86 من الجزائر والمغرب والعراق، ووصول الفريق المغربي كأول فريق عربي يصل للدور الثاني ويخرج أمام ألمانيا وصيف البطولة بالخسارة (0-1).

ثم تراجعت المشاركة العربية إلى فريقين في مونديال 90 وهما مصر والإمارات، وبعدها مشاركة ثنائية تالية في مونديال 94 من المغرب والسعودية ولكنها شهدت أول مباراة عربية في المونديال وانتهت بفوز السعودية على المغرب (2-1)، ووصلت السعودية إلى الدور التالي كثاني فريق عربي يحقق هذا الإنجاز، وعادت المشاركة الثلاثية في مونديال 98 من المغرب وتونس والسعودية، وبعدها مشاركة ثنائية في مونديال 2002 من تونس والسعودية، ثم ثنائية تالية من تونس والسعودية أيضاً في مونديال 2006، وكنا على موعد مع المباراة العربية الثانية والتى انتهت بالتعادل بين تونس والسعودية (2-2)، ومؤخراً تراجعت المشاركة العربية بشكل كبير واقتصرت على الجزائر في مونديالي 2010، و2014 ولكن الجزائر حققت أداء تاريخي في مونديال 2014 ووصلت كثالث فريق عربي إلى الدور الثاني، ولولا اصطدامها بفريق ألمانيا الفائز بالبطولة، ربما وصل الجيل الذهبي للجزائر إلى ربع النهائيات محققاً انجازاً عربياً فريداً.

https://www.youtube.com/watch?v=bW5agTBxilA

وفي مونديال روسيا 2018 تتعلق الآمال نحو تحقيق رقم قياسي عربي في المشاركات العربية في المونديال، فقد وصلت بالفعل السعودية إلى البطولة وباتت أربعة منتخبات عربية أخرى على مسافات متفاوتة من موسكو وهي مصر وتونس والمغرب وسوريا، بينما فقد الأمل تماماً منتخبي ليبيا والجزائر في أفريقيا وخرج من التصفيات العراق والإمارات وقطر في آسيا.

تعتبر فرصة مصر هي الأقرب في الوصول للمونديال فهي تتصدر المجموعة الخامسة بفارق نقطتين عن أوغندا وأربع نقاط عن غانا بينما خرجت الكونغو من الحسابات، والظروف كلها تخدم مصر إذ يكفيها الفوز في مباراة الكونغو في برج العرب بفارق أهداف مريح والتعادل مع غانا خارجياً لضمان الوصول بنسبة 99%، أو انتظار هدية من منتخب غانا في مباراة أوغندا في كمبالا إما بالتعادل أو الفوز على أوغندا، وعندها يصبح الفوز بهدف وحيد على الكونغو كافيًا لوصول الفراعنة للمرة الثالثة إلى المونديال.

https://www.youtube.com/watch?v=dqPl1OnJYOQ

وأمام تونس فرصة سهلة نسبياً لأنها تتصدر المجموعة الأولى بفارق ثلاثة نقاط كاملة عن منافسها الكونغو الديمقراطية بعد أن فقدت ليبيا وغينيا أي أمل في الوصول، وإذا نجح المنتخب التونسي في التعادل مع غينيا في كوناكري يصبح على بعد خطوة من الوصول إلى مونديال روسيا، وهي خطوة الفوز على منتخب ليبيا الشقيق وسط الآلاف من الجماهير التونسية في المباراة الأخيرة، وربما ينتظر التوانسة هدية من الأشقاء الليبيين بالفوز أو التعادل مع الكونغو في المنستير في تونس، لأن الاتحاد الإفريقي يرفض أن تلعب ليبيا مبارياتها على الأراضى الليبية نظراً للظروف الأمنية، وهي مفارقة تاريخية أن تلعب تونس مباراة حاسمة خارج أرضها بينما تلعب ليبيا في نفس التوقيت تقريباً على الأراضي التونسية (بعد ساعة من بداية لقاء تونس)، وفي حال فوز ليبيا في المنستير يكفي تونس نقطة واحدة من لقائي غينيا وليبيا للوصول مباشرة إلى المونديال، وإذا تعادلت تونس مع غينيا وفي نفس الوقت فازت ليبيا على الكونغو، يصل نسور قرطاج إلى المونديال مباشرة دون النظر للجولة الاخيرة.

https://www.youtube.com/watch?v=0LdY6CasUEA

المغرب هي صاحبة أكثر موقف صعب ضمن عرب إفريقيا حيث أنها في المركز الثاني في المجموعة الثالثة خلف كوت ديفوار المتصدر بفارق نقطة واحدة، وتوجد آمال نظرية لكلاً من الجابون ومالي، وقد رفضت المغرب هدية منتخب الجابون بعد أن حقق مفاجأة بالفوز على كوت ديفوار (2-1) في بواكيه الإيفوارية ولكن المغرب أفسدت أهمية هذه الهدية، حينما أضاع “حكيم زياش” ضربة جزاء في الدقيقة 72 أمام مالي في باماكو وكانت كفيلة في حال إحرازها بمضاعفة فرص وصول المغرب، ولكن الموقف تعقد بذلك التعادل السلبي مع مالي في باماكو، ويبقى لأسود الأطلسي الأمل في الفوز على الجابون في ملعب مركب محمد الخامس في كازبلانكا، والحلم أن يحقق منتخب مالي تعادل أو فوز على كوت ديفوار في باماكو،  حتى لا يذهب المغرب إلى كوت ديفوار وهو مضطراً للفوز لأنه في حال فوز المغرب وكوت ديفوار في الجولة الحالية سوف يصبح التعادل الختامي في مصلحة الأفيال.

https://www.youtube.com/watch?v=lnsaIX6Eyd8

وبعيداً عن عرب إفريقيا فما زال المنتخب السوري يتمسك بآمال محدودة في الوصول للمونديال بعد أن تعادل في مباراة الذهاب في ماليزيا أمام أستراليا (1-1) لأن سوريا أيضًا لا تلعب على أراضيها، مما يصعب من مهمة مباراة العودة في سيدني والتي يتحتم أن يفوز أو يتعادل فيها ايجابيًا “نسور قيسون”، حتى يتمكنوا من عبور ذلك الملحق لمواجهة رابع الكونكاكاف في معركة مصيرية للوصول إلى مونديال روسيا.

ورغم تفاوت صعوبة مهام المنتخبات العربية الأربعة بين السهولة والمعقولية والصعوبة، فإننا ما زلنا نحلم بوصول 5 منتخبات عربية لأول مرة إلى مونديال روسيا، ويصبح أعلى رقم قياسي في وصول المنتخبات العربية إلى المونديال، خمسة منتخبات دفعة واحدة أي حوالي ربع عدد المشاركات العربية في المونديال منذ البداية عام 1930.