تفاصيل تغطية وفد "الإخراج المصري" لدورة الألعاب الآسيوية في "تركمانستان"

أحمد إمام

على الرغم من كل الانتقادات التي توجه للمخرجين المصريين خلال الفترة الأخيرة، نظرًا لوجود بعض الأخطاء أو التركيز على أمور ولقطات غير مفيدة للمشاهد وغيرها، إلا أنه يوجد لدينا مخرجين نجحوا في أن يمثلونا في محافل كبيرة، بل ويحصل عملهم على العديد من الإشادات.

تواصل إعلام دوت أورج مع المخرج أسامة الهواري، الذي تواجد مع فريقه المصري في دولة تركمانستان لتغطية دورة الألعاب الآسيوية هذا العام، لكي يحدثنا عن تفاصيل تجربتهم بالدورة، وكيف استطاعوا تقديم عمل جيد يحصل على هذه الإشادات، وما ينقصنا في مصر للوصول لهذا المستوى من العمل الاحترافي.

وفيما يلي أبرز تصريحاته:

1- تم ترشيحي لتغطية دورة الألعاب الآسيوية عن طريق المخرج الإسباني خوان فيجيروا، الذي عمل في مصر بكأس الأمم الإفريقية عام 2006، حيث إنني عملت معهم في شركتهم بالإمارات منذ عام 2010 وحتى بداية الموسم الماضي، لذلك يوجد بيننا تعاون وتواصل مستمر، فطلب مني أن اتواجد معهم لتغطية الدورة، وبالفعل سافرت وكان هناك 1000 موظف بالشركة، منهم 12 مخرجًا معظمهم إسبان وبرتغاليين، خاصة أن تركمانستان كانت ترغب في إثبات نفسها وإخراج البطولة بشكل جيد، نظرا لأنهم يبحثون عن استضافة الأوليمبياد خلال السنوات المقبلة.

2- لم نواجه أي صعوبات في العمل هناك لأن الأمور كانت منظمة بشكل كبير، وكان هناك شكل معين للعمل مطلوب من الجميع، وبالفعل استطعنا تقديم عمل جيد، بل إنني تلقيت إيميل شكر وتهنئة من إدارة الإخراج.

3- لم يكن هناك صعوبة في التواصل مع الفريق الإسباني والبرتغالي المتواجدين هناك، لأنني عملت مع الشركة من قبل وكنت أعرف الكثير منهم، ولذلك التواصل كان سهلا، فالتعامل بيننا كان باللغة الإنجليزية، ما عدا بعض التعليمات التي كانت باللغة الإسبانية أو البرتغالية، ولكن دائما ما تكون عملية نقل الرياضة لغة في حد ذاتها، خاصة إذا كنت على علم بأسس العمل الأساسية.

4- عملت مع شركة “Media luso” من قبل في عدة أحداث رياضية كبرى، مثل كأس العالم في الخليج عام 2007، وكأس العالم للأندية في الإمارات، ولكن المختلف في تغطية دورة الألعاب الأسيوية أنه لأول مرة يتواجد معي فريق مصري كامل وهو شيء مهم جدا بالنسبة لي، خاصة إنني على اقتناع تام بأن لدينا كوادر جيدة.

5- توفرت لنا خلال الدورة الإمكانيات والمناخ المناسب للعمل، وبالتالي هذا ما ساعدنا على تقديم عمل جيد، بل كان هناك شيئا جديدا وهو التواصل معنا قبل العمل وبعده، بالإضافة إلى التقييم المستمر لتطوير الأداء.

6- مصر ليست دولة فقيرة بل لديها العديد من الامكانيات الضخمة، ولكن لا يوجد إلزام بشكل معين في العمل بالبرامج الرياضية، فالأمور تسير بشكل عشوائي جدا، على عكس الإمارات التي عملت بها من قبل وكنا 4 مخرجين فقط ننقل مباريات الدوري هناك، حيث أننا كنا في بداية كل موسم نكتب تعهد بكيفية نقل الدوري، ونتفق على كافة التفاصيل، بل يتم التعاقد مع مشرف عام لينظم قواعد العمل والتأكد من أن المباريات ستخرج بنفس الشكل.

7- قلة عمل المخرج في مصر تزيد من أخطائه، بينما إذا تواجد وعمل باستمرار في منظومة محترمة سيساهم هذا بالتأكيد في تطويره وقلة أخطائه، خاصة أن المخرج يقيم من خلال مدة عمله في المؤسسة المتواجد بها، ومعدل المباريات التي ينقلها خلال الشهر، ومدة السنوات التي عمل فيها بهذا المعدل، ففي الإمارات كنا نعمل بمعدل من 16 لـ 22 مباراة في الشهر، وفي الدوري الإنجليزي المخرج يعمل بمعدل من 10 لـ 16 مباراة في الشهر، بينما المخرج في مصر يعمل من مرة لثلاث مرات خلال الشهر، وبالتالي هذا الأمر يزيد من أخطائه، أما بالنسبة للمصورين فنحن نمتلك في مصر كوادر جيدة، ولكن المشكلة أن أحيانا المخرج لا يطلب شيئًا محددًا من المصور ولا ينظم معه الأمور قبل المباراة.

8 – لو توفرت للمخرجين المصريين الإمكانيات الجيدة ستختلف الأمور تماما، ففي مصر يقومون بشراء المعدات لكنها ليست المعدات المطلوبة أو المواكبة للتطور الذي يحدث، فلا يوجد من هو متخصص في متابعة المعدات الحديثة لكي يوفرها من أجل تطوير الأداء، على عكس الأجانب الذي لديهم موظف متخصص في هذا الأمر، بالإضافة إلى أنهم يعملون في الخارج دائما على توفير الأجهزة حسب رغبة من يعمل بها، لكي يكون مرتاحا ويقدم شغلا جيدا.

9- مسألة تقييم عمل المخرجين في مصر شيء مهم جدا، ولكن الأهم من سيقوم بالتقييم وبناءً على ماذا، حيث أن المسئول عن المخرجين في مصر هم المذيعون وهم لا يعلمون كثيرا عن مجال الإخراج، بل إنني أنزعج كثيرا عندما أرى البعض يتحدث عن الإخراج ويقيمه، لأنهم أولا ليس لهم علاقة بهذا المجال بالقريب أو من بعيد، ثانيا هم لا يعلمون الظروف الصعبة الذي يعمل بها المخرجين خاصة أنهم يواجهون متاعب أحيانا في دخول الملعب بسبب الموافقات الأمنية وغيرها من الأمور الأخرى.

10- لا يوجد في العالم عمل على الهواء مباشرة بدون أخطاء، ولكن الفرق بين فريق وفريق آخر هو تقليل عدد الأخطاء، من خلال تنظيم أسس العمل، وتحديد ومعرفة الأخطاء والعمل على إصلاحها في المستقبل.

11- يجب أن يتم تخصيص ورش عمل من أجل تطوير الأداء في مصر، ولكن الأهم أن تأخذ الأمور فيها بشكل جدي، بل يجب الاكتفاء بـ 5 مخرجين فقط لنقل الدوري بدلا من هذا الكم الكبير، ويكون ترتيب الخمسة معروف وفقا للأفضلية، حيث يجب تنظيم الأمور ومعرفة من سيكون مخصصا لإخراج كل مباراة، بالإضافة إلى تواجد جيل ثاني من المخرجين يتم إعداده بشكل جيد حتى يكون جاهز للعمل في أي وقت، إلى جانب إعطاء الفرصة دائما لمن يستحق دون النظر للمصالح الشخصية، والتوقف أيضا عن محاربة الكوادر الجيدة.

12- بالرغم من أن تجربة دورة الألعاب الآسيوية، لم تكن هي الأولى في العمل مع الأجانب، ولكن يكفي أننا تعاونا مع مخرجين كبار يقدمون أحداث رياضية كبرى مثل مباريات برشلونة وريال مدريد وغيرها من الأمور الهامة، خاصة أنه كان هناك حالة من الاستغراب نظرا لتواجدنا في البطولة، ولكننا استطعنا من خلال العمل الذي قدمناه، أن نكسب احترامهم وهو شيء مهم جدا بالنسبة لي.