لماذا احتاجت مصر شركة لـ التنمية المستدامة؟

رباب طلعت 

“المسؤولية المجتمعية”، و”التنمية المستدامة”، مفاهيم مستحدثة على سوق الأعمال المصري، حاول حسن مصطفى، مؤسس شركة “CSR Egypt”، من خلالها نشر الوعي بأهمية دور الشركات الخاصة ومؤسسات الدولة بتأدية دورهم اتجاه المجتمع، وتحقيق التكافل والتكامل بين كافة الأطراف المعنية بالعمل المجتمعي، من خلال تنظيم المؤتمرات وورش العمل وتقديم الاستشارات الفنية والتسويقية.

“إعلام دوت أورج” حاور حسن مصطفى، للتعرف على كواليس إنشاء شركته  “CSR Egypt”، وتفاصيل عملها، من خلال التصريحات التالية:

حسن مصطفى

1- تخرجت من كلية الإعلام وبدأت عملي كصحفي في دار التحرير عام 1999، لمدة عام ونصف، ثم انتقلت للعمل في ماسبيرو لمدة ستة أشهر، قررت بعدها العمل “فري لانسر”، حيث كنت ابتكر أفكار حملات إعلانية، إلى عام 2004، بدايتي في مجال الصحافة المتخصصة، التي كانت مفهومًا حديثًا وقتها، واستمريت فيها لعام 2010، حيث التحقت بجريدتين اقتصاديتين كبيرتين على التوالي.

2-في عام 2013 قررت البدء في عملي الخاص، فأسست شركة   “CSR Egypt”، وبعدها في 2015 انشأت شركة أخرى متخصصة في مجال العلاقات العامة و تم الاستحواذ عليها من قبل أحد رجال الأعمال.

3- شركة  “CSR Egypt” هي مشروعي الأساسي، فكرت فيها منذ 2011، حيث بدأت الأوضاع الاقتصادية تنهار، والطبقة الوسطى تتلاشى، والفقر يزداد بمعدل كبير، والبطالة بمعدل أكبر، ودخلت الدولة في مرحلة لم يعتاد عليها الشعب، فبدأت التطلع على تجارب الشعوب التي مرت بأزمات مشابهة، وكيف خرجت منها، فتوصلت أن جميعها تغلبت على أوضاعها بتكاتف المجتمع المدني مع مؤسسات القطاع الخاص، لمساندة الحكومة، لصالح المواطن، مثل سنغافورة وإنجلترا وغيرهما، وهو ما لا يحدث في مصر.

4- السبب الرئيسي في عدم حدوث ذلك في مصر يرجع إلى أن القطاع الخاص يعمل منفردًا، و لا يعير الحكومة اهتمامًا، فكل منهم ينظر لميزانيته الخاصة، واستقرار شركته فقط، لذلك قررت تأسيس شركة لإحداث تكامل بين كافة الجهات المعنية، لتعريفهم دورهم تجاه المجتمع، كذلك العمل على تكاتف الجهود المبذولة من كل من المجتمع المدني والخاص مع الحكومة، لصالح المواطن.

5- كيفية إنشاء نموذج أعمال ناجح يدر عائدًا، وفي نفس الوقت له أثر مجتمعي واضح، يحقق تكامل الجهود المبذولة لصالح المواطن، مثل التحدي الأكبر لي وكان ذلك أشبه بـ”ضرب من الخيال”، وكان الجميع ينظر له أنه مستحيل، لكني بدأت بالفعل برسم إستراتيجية الشركة، وأحدد ما تحتاجه القطاعات الثلاثة للعمل عليها.

التنمية المستدامة

6- وجدت أن القطاع المدني يعاني من سوء الصورة الذهنية لدى المجتمع، ما يؤثر على التبرعات، لأنه مقسم لشقين أحدهما كبير، تذهب له كافة التبرعات، والآخر صغير جدًا، ويحاول أخذ حصته من الكبير، الذي يتجه له القطاع الخاص، الذي لا يثق في الآخرين، من جانب آخر كانت الحكومة في 2011 لا تملك خطة واضحة للتطوير، و لم تكن تعي ما يحتاجه قطاع الصحة أو التعليم وغيره تحديدًا.

7- في 2012 قررت بالفعل إنشاء الشركة إلا أن الأحداث التي أعقبت ثورة 25 يناير، وتملك الإخوان لمقاليد الحكم وغيرها جعلني أوقف المشروع، لنهاية 2013، استأنفت العمل فيه، بشكل أكثر نضجًا، وأسست  “CSR Egypt”، وحددت هدفها الأساسي على أنه “نشر الوعي بأهمية قيام الشركات ومؤسسات المجتمع المدني والحكومة بمسؤولياتها المجتمعية”.

8- كان يجب تحديد أداة لأبدأ عملي من خلالها، فنظمت أكبر حدث في مصر يتناول مفهوم ” المسؤولية المجتمعية وآلية توحيد الجهود”، بالإضافة إلى إطلاق أكبر موقع خبري يسلط الضوء على العمل التنموي في مصر.

التنمية المستدامة

9- شهد 2015 أول مؤتمر للشركة، وحقق نجاحًا كبيرًا، دفع الكثيرون للاستغراب، كيف نجح أحدهم في تجميع كل هذا الكم من المشاركين، في أسرع وقت وأقل جهد، دون أن يعي أحدهم بأن ذلك حصيلة تحضير وتخطيط 4 سنوات.

10- بدأ المؤتمر الأول قويًا بدعم من رئاسة الوزراء و7 وزارات، حضر منهم 4، وقائمة كبيرة من رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني، وخرج بعدد من التوصيات، التي تم تنفيذها. 

11- الملتقى السنوي الأول للمسئولية المجتمعية في مصر حقق نجاحًا كبيرًا وفقا لتقييم المتحدثين والمسوقين والمشاركين في المؤتمر، وزاد الإدراك بأهمية المؤتمر في العام التالي 2016، ثم تطور ذلك إلى تفاهم ملحوظ في 2017.

12-حظي المؤتمر بدعم مجموعة من الشركات و رجال الأعمال مثل مؤسسة “من أجل مصر”، و مؤسسة ”تحيا مصر”، و مؤسسة ”أهل مصر”، هبة السويدي، ما جعل منتجنا أكثر قوة.

13- بعد أول مؤتمر ومن خلال التوصيات نجحنا في إطلاق أول موقع خبري يتحدث عن الفكرة ككل، وحاليًا نعمل على أكبر منصة للمسئولية المجتمعية في مصر والشرق الأوسط، ومن المنتظر انطلاقه في نوفمبر المقبل، كما استطعنا تنظيم أول مؤتمر للتنمية المستدامة بالتعاون مع الحكومة وجامعة الدول العربية، للخروج من المستوى المحلي للإقليمي.

14- تركيزنا يتجه لخطط الحكومة، حيث هي تنفظ منظورها التنموي اقتصاديًا، ونحن ننفذه من فكرتنا الخاصة “المسئولية المجتمعية”، لذلك أطلقنا منتج جديد اسمه “الاستثمار في المحافظات”، والثاني “ملتقى المسؤولية المجتمعية في المحافظات”، سيكون موجهًا لمحافظات الإسكندرية ومطروح والبحيرة وكفر الشيخ ويقام في الإسكندرية، تحت رعاية وزارة التخطيط، تماشيًا مع خطط الحكومة الحالية.

15- التوصيات التي تخرج من المؤتمرات، لا تحتاج لمراقبة، لأننا نطلقها بجهة تنفيذها، فمثلًا في 2015، كانت أول التوصيات تخصيص لجنة للمسؤولية المجتمعية في الوزارات، يتجه لها القطاع الخاص أو المجتمع المدني بشكل مباشر لتقديم مبادراته، كتطوير الصحة أو التعليم وغيرها، فلا يلجأ للذهاب لمكتب الوزير، أو يجعل المشروع مرفوضًا لمجرد أن أحدهم لا يفهم الفكرة، وكانت أول الوزارات التي استجابت لذلك التضامن الاجتماعي، وأشادت الدكتورة غادة والي، في المؤتمر الثاني في 2016، بدوره في التسهيل على الوزارة وتقصير المسافات، في ثاني مؤتمر اخترنا قرية أخمين في سوهاج التي كانت “زيرو تعليم وصحة وكل حاجة”، لتحويلها إلى “قرية مستدامة”.

التنمية المستدامة

16- بدأنا مناقشات مع الوزارات المختلفة لمعرفة احتياجاتهم و دراستها، وتوفيق مشاريعنا المقبلة عليها، مثلًا وجدنا أن وزارة التربية والتعليم في حاجة لمدارس جديدة، فيكون هدفنا المقبل، مؤتمر إحدى توصياته إنشاء 200 مدرسة ممولين من القطاع الخاص.

17- دور  “CSR Egypt” دور  تنسيقي، وليس تنفيذي، فنحن نهيئ الأجواء لاجتماع القطاع الخاص الذي يملك أموالًا، مع الحكومة التي تحتاج للمساعدة في تنمية مشاريعها.

18- بدأنا حاليًا بالتركيز على مفهوم “التنمية المستدامة” وهو المفهوم الأشمل، بدلًا من المسؤولية المجتمعية، حيث من المقرر نشر الوعي قريبًا عن طريق إعداد تقارير في ذلك المجال، لتتعلم منه الشركات كيفية العمل وفقًا لقيم التنمية المستدامة المسجلة في الأمم المتحدة، وسوف نقوم بتدريب العديد من الشباب على كتابة تلك التقارير، كما أقمنا جلسات مع الحكومة لمناقشة كيفية تنفيذ ذلك، ولذلك سننظم مؤتمرًا قريبًا لنشر هذا المفهوم الغير معروف غير في المؤسسات الكبرى عالميا.

19- نقوم حاليا بالتجهيز لأحدث مؤتمراتنا وهو مؤتمر  “التفكير الاستراتيجي وأفضل الممارسات لتحقيق النمو في أوقات الأزمات” وهو أحد مؤتمرات سلسلة “ذا نكست” في 23 أكتوبر المقبل، في فندق انتركونتيننتال في سيتي ستارز.