من "حسين السيد" إلى "شريف إكرامي"!

وليد رشاد

 

اشتهر حارس مرمى الأهلى “شريف إكرامي” ببعض الاخطاء القاتلة لعل اخرها خطأ مباراة الترجى عندما سقطت الكرة من يده فى مرمى فريقه وكاد الخطأ أن يطيح بالأهلى خارج البطولة لولا الفوز التاريخى فى رادس، ولكن من أهم الحراس المصريين الذين اشتهروا فى قصة الأخطاء القاتلة كان “حسين السيد” حارس مرمى الزمالك السابق ومدير الكرة بالنادى حالياً، والذى لعب كحارس لنادى الزمالك معظم فترة التسعينات من 90 وحتى إعتزاله 99، “حسين” رغم إجادته وتميزه فى بعض المباريات الصعبة والهامة أشهرها مباراة كوتوكو الغانى فى كوماسى فى نهائى بطولة ِأفريقيا عام 93، وهى المباراة التى كانت مفتاحاً لفوز الزمالك ببطولة أفريقيا بعد حفاظ “حسين” على شباكه وضمان التعادل السلبي فى كوماسى معقل كوتوكو الرهيب، وبعد نجاحه فى إنقاذ مرماه من عدة اهداف محققة بقيادة مهاجم كوتوكو المتألق وقتها “جورج ارثر” والذى فشل بعد إنتقاله للأهلى المصرى ومعه “جو اوتشيرى” الذى فشل ايضاً بعد إنتقاله للزمالك !!

 

ورغم مشاركته فى فوز الزمالك بالدورى موسمى 92/91، 93/92 وبطولتى أفريقيا 93، 96 وبطولتى السوبر الأفريقي 94، 97، ولكن هذا لا يمنع أن للحارس “حسين السيد” أخطاء كارثية بمعنى الكلمة، ولا يمكن أن تنسى الجماهير غلطته التاريخية فى مباراة الذهاب بالقاهرة مع ستشنرى ستورز النيجيرى فى قبل نهائي بطولة أفريقيا 93 والتى كادت تطيح بالزمالك خارج البطولة، حيث كان الموقف متأزما اصلاً بعد فشل الزمالك فى تأمين هدف “أيمن منصور” فى الدقيقة 31 من الشوط الأول والإكتفاء بهدف يتيم، وأصبح شبح الخروج يخيم على الجميع بتوقع الخسارة فى مباراة العودة (0-1) وضربات الترجيح أو بالخسارة (0-2) والخروج مباشرة فى ظل صعوبة الأجواء الأفريقية الخارجية فى ذلك التوقيت والتى كانت تستلزم تحقيق فوز مريح فى مباراة الذهاب بمصر، وبدأ الشوط الثانى فى ظل هذا الجو المكهرب وتزيد الطين بلة ويفاجئ “حسين السيد” الجميع بخطأ من نوعية الأخطاء المدرسية الساذجة والكوميدية وربما الشاذة والتاريخية، حينما يسدد احد اللاعبين النيجيريين كرة طائشة وضعيفة برأسه (من على حدود منطقة جزاء الزمالك) وكأنه يشتتها، وبدلاً من أن يمسكها “السيد” بسهولة بالغة لكنها للعجب سقطت من يده داخل المرمى مباشرة، ومن شدة رعبه وعدم تصديقه لفداحة خطأوه قام بأغرب رد فعل ربما فى تاريخ كرة القدم على مستوى العالم، حيث ثبت الكرة لكى يلعبها كأنها ضربة مرمى فى هاجس أمل مستحيل أن يكون الحكم لم يراها ويتعامل على انها ضربة مرمى !!!! ولكن الحكم احتسبها بالطبع هدفاً وكانت فرحة الحارس النيجيري الهيستيرية دليلاً واضحاً على فداحة الغلطة، وساد الرعب أجواء المباراة وإحتسبت أنفاس الجماهير سواء فى الملعب أو أمام شاشات التلفزيون ولم يفك إحتباس الأنفاس ألا نجاح “خالد الغندور” فى إستدراك الموقف وإضافة الهدف الثانى من ضربة جزاء فى الدقيقة 62، والذى لم يكن كافياً لإراحة الجماهير المذعورة ولم تطمئن الجماهير قليلاً إلا بعد أن سجل “أيمن منصور” بعدها بثلاث دقائق الهدف الثانى له والثالث للزمالك بعد لعبة رائعة من “الغندور”، وأصبح الجميع فى إنتظار جولة العودة.

 

وذهب الزمالك إلى نيجيريا مثقلاً بهموم الغلطة الشاذة ولم يشفع لغلطة “سحس” إلا هزيمة الزمالك بهدف واحد فقط فى مباراة العودة فى نيجيريا، بعد ان اختار “محمود الجوهرى” الحارس الثانى “نادر السيد” بديلاً له حتى يعود إليه إتزانه النفسي بعد تلك الصدمة وحماية له من غضبة الجماهير المتحفزة، ونجح “نادر” فى صد ضربة جزاء خلال المباراة لو دخلت كانت الجماهير ستحمل “سحس” مسئولية الخروج من البطولة.

ووصل الزمالك بشق الأنفس إلى المباراة النهائية أمام كوتوكو القوى والتى تألق فيها “حسين” فى كوماسى وحافظ على نظافة شباكه بعد عودته لحراسة عرين الزمالك على مسئولية “الجوهرى”، وكذلك تألق فى مباراة العودة بالقاهرة والتى تعادل فيها الزمالك ايضاً (0-0) قبل أن يفوز بضربات الترجيح، بعد أن تم إستبدال “حسين” فى اللحظات الأخيرة بالحارس البديل “نادر السيد” الذى اشتهر بصد ركلات الترجيح، وحاز فى تلك الفترة على ثقة “محمود الجوهرى” المدير الفنى للزمالك والذى حل بديلاً للجهاز الفنى الذهبى المكون من الأسكتلندى”ديف مكاى” والمصرى “فاروق جعفر”، بعد الخسارة أمام الأهلى (0-3) فى المباراة الشهيرة فى الدورى التى طرد فيها مبكراً “نبيل محمود”.

https://www.youtube.com/watch?v=1O8YDdOHYD4

وهناك بعض الأخطاء الكارثية الأخرى للحارس “حسين السيد” مثل خطأوه الشهير فى نهائى كأس مصر موسم 92/91 حينما ارتدت تسديدة “طاهر ابو زيد” من صدره فى الدقيقة 92، لتجد القناص “أيمن شوقى” الذى يسجل بسهولة بالغة هدف الفوز للأهلى ليخطف البطولة وسط تسيد الزمالك للمباراة.

وكذلك خطئيه فى مباراة المصرى فى أواخر موسم 91/90 والتى أعقبت فوز الزمالك على الاهلى (2-0) والذى أعطى للزمالك صدارة الدورى متفوقاً على منافسيه الإسماعيلى والأهلى، إلا أن الهزيمة المفاجئة من المصرى (0-2) بهدفى “مصطفى ابو الدهب” ،”محمود المشاقى” بسبب رعونة “حسين”، أطاحت بكل أمال عشاق الزمالك لتقتصر المنافسة على الأهلى والإسماعيلى ويصبح الزمالك ضيف شرف.

 

ورغم خطورة تلك الأخطاء وتغييرها مسار بطولتين فى منتهى الأهمية من ميت عقبة إلى الجزيرة والإسماعيلية، إلا ان خطأ ستيشنرى ستورز ربما هو الأكثر شهرة والذى ما زال عالقاً فى أذهان الجماهير سواء الزملكاوية أو المصرية عموماً !!

وقد أطلق على “حسين” بعض رفاقه لقب (الشارلستون) والغريب أن تلك التسمية لم تكن لأسباب كروية (كما قد يتوقع البعض !!)، لأنها نتجت عن حرصه الشديد على إرتداء الملابس الكلاسيكية، وما زال متمسكاً بتلك العادة حتى الأن وهو مديراً للكرة، بينما أطلق رواد السوشيال ميديا على “شريف إكرامى” لقب (الخرم) وبالتأكيد تلك التسمية لها أسباب كروية واضحة بسبب أخطاؤه الفادحة.

ومن الشارلستون إلى الخرم يظل السؤال هل يكون خطأ “شريف إكرامى” فى مباراة الترجى دافعاً له للإجادة وفوز الأهلى بالبطولة فى النهاية، مثلما كان خطأ “حسين السيد” دافعاً له للتألق الغير عادى فى المباراة النهائية أمام كوتوكو وحصد الزمالك للبطولة، هذا السؤال سوف تجيب عنه المباريات القادمة بإذن الله …