أشرف توفيق: بمناسبة المؤتمر الاقتصادي

14 مارس 2015 | 10:10 صباحاً

عندما هبت عواصف الانفتاح على مصر فى السبعينيات كان البعض يدافع عنها بدعوى قدرة السوق المصرية على جذب رؤوس الأموال الأجنبية مما سيعود بالنفع على المواطن العادى، ولكن ما حدث أن مصر تحولت إلى مجتمع استهلاكى يعشق كلمة «مستورد»، وانعدمت الرغبة فى إنشاء نهضة حقيقية بمساعدة قروض ومعونات ما بعد حرب أكتوبر.

أربعون عاما حولت الشعب المصرى من شعب يثق فى قدراته ومصانعه ويحبو إلى الاكتفاء الصناعى ويرتدى رؤساؤه من مصانع بلده إلى شعب يكاد يقتتل على عروض السلع الاستهلاكية عند التخفيضات، وإن كان لا يحتاج إليها، كما حدث منذ أيام فى أحد المولات الكبرى.

عندما أتى رجال الصناعة الفرنسيون إلى مصر أيامها للانفتاح على السوق المصرية عادوا إلى بلدهم فورا، فكلما اقترحوا إنشاء مصنع كذا، قال مسؤولونا: عظيم.. نريد واحدا، وإذا قالوا: نريد الاستثمار عندكم فى كذا.. أجبنا: رائع.. نريد ذلك.. فعلموا أن المصريين لا يملكون خطة ولا يعرفون قدراتهم ولا احتياجاتهم.

رحلات الرئيس السيسى مهمة بالفعل، وجذب الاستثمارات الخارجية هو مُنَى عين هذا الشعب حتى تدور العجلة، ولكن مع هذه الاستثمارات نريد خطة داخلية تواكب هذه الاستثمارات، نريد تحديد ثقوب الضعف لنرتقها لا لنضاعفها.

سيأتى المستثمرون والاقتصاديون من كل أنحاء العالم قريبا إلى مصر، فهل أعدت الدولة دراسة بما تحتاج إليه مصر منهم وما يمكن أن يستثمر فيه هؤلاء؟ هل جهزت الدولة مصانعها وعمالها لتواكب هذه الاستثمارات؟ هل وضعت الدولة لهؤلاء المستثمرين خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها حتى لا تصبح مصر يوما ما أسيرة لهم ولمصالحهم الاقتصادية؟

نريد دراسات حقيقية وواعية على أرض الواقع، حتى نتخلص من هذه العشوائية ومن لمّ نقوط المعونات، وحتى نخرج من مزنق هذا الانفتاح.. السداح مداح!

ينشر للمرة الثانية تزامنا مع المؤتمر الاقتصادى.

نقلًا عن جريدة “التحرير”.

اقرأ ايضًا:

فجر السعيد : مبارك اعترف لي بغلطة تستحق المحاكمة

وزراء محلب لا يعرفون بدقة المطلوب من المؤتمر الاقتصادي

كيف حارب إعلام الإخوان المؤتمر الاقتصادي؟

مُذيعة التلفزيون المصري تتعرض لموقف مُحرج على الهواء

كندة علوش: بحب بدل الرقص

8 صور من “أسرار حريم” أمير كرارة

خالد تليمة مرشح لخلافة رامي رضوان

القرموطي يقرأ الفاتحة للملك عبد الله بسبب “المؤتمر الاقتصادي”