مينا فريد يكتب: "الكنز".. عندما أصبح محمد سعد أعلى الترابيزة

توقفت كثيرًا عند محمد سعد وأنا أشاهد فيلم “الكنز”، بدون تفكير وجدتني أقول “يابن اللذين.. بقى كل ده مخبي الإحساس ده والموهبة دي ورا ماسكات الشخصيات الكارتونية!”.

الأغلب كان يتوقع أن محمد سعد سيكتب تاريخًا جديدًا، ويعيد اكتشاف نفسه مرة أخرى مع شريف عرفة، و لكن من كان يتوقع أن تخرج من فيلم الكنز _سواء أعجبك أم لا_ و تقول أفضل ما/ من في الفيلم هو محمد سعد؟!.. نعم أفضل من كل قائمة النجوم وبتركيز وهدوء وتحدي للكل، هذه هي الحقيقة، محمد سعد ترك “تحت الترابيزة” ليكون فوقها وبثقة.

الكنز..

فيلم مدته قرابة ثلاث ساعات، من بدايته لنهايته سيأخذك في حالة ربما تحبها و ربما تملها، لكن أرجوك لا تشاهد الفيلم في سينما مزدحمة بالمراهقين في وسط البلد بإمكانيات عرض لا ترقى للقمة، وتخرج لتكوَّن صورة عنه، هذا من الممكن أن يكون مقبولا في فيلم كوميدي أو أكشن ولكن ليس في أفلام من هذه النوعية.

الكنز..

فيلم شاهدته في واحدة من أكبر سينمات إحدى عواصم الخليج العربي، نصف الحضور مصري، ونصفه الأخر خليجي، يجب أن تشاهد الانبهار المتواجد على الوجوه من الخليجيين بهذه الحضارة.. هذا يكفيني، وجود شجاعة إنتاجية لعمل فيلم تاريخي بأساطير مصرية نصفها حقيقة ونصفها خيال مغامرة تستحق الاحترام، أما طول العرض فهو شيء عادي ومألوف لمثل هذه الأفلام الملحمية ذات الأجزاء، الفيصل هو الإيقاع، ولم أشعر بالملل، على العكس هناك تشويق حقيقي.

الكنز..

في هذا العمل هو الموسيقى.. موسيقى هشام نزيه، العبقري وراجح داوود هذا الجيل، الحركة السلسة بين العصور أحببتها بصوت نسمة محجوب، استعراضات أحمد أمين رائعة، كنت أنتظر مشاهد حقبة الخمسينات لتألق كل من فيها.

الكنز..

هو الرحلة..  انتهى الجزء الأول في قمة إثارة الأحداث، أجواء أعادتني لألف ليلة و ليلة بتحكم أكثر، كنت أحب أن أشاهد الكنز كمسلسل، ولكن ليس في يدي إلا أن أنتظر الجزء الثاني الذي قارب تصويره على الانتهاء.

قرأت منشورات الناقدة ماجدة خير الله عن الفيلم، هي ناقدة وأنا مشاهد عادي، أستطيع أن أتقبل كل كلامها عن الفيلم، لكن سخريتها من الأكشن الذي لا يرقى للهندي؟، وجدتني أتذكر أفلامها العظيمة وأتحول لصورة نبيلة عبيدة الشهيرة قائلا: “لا والنبي؟؟”.

هل معنى هذا أنه فيلم بلا سلبيات؟ بالطبع هناك.. هناك حوار مباشر وهو شيء مطلوب، خصوصًا وأن صناع الفيلم لا يجب أن يوجهوه إلى المصنعيين فقط، لماذا نريد كل الأفلام نسخة من “الأصليين”؟، هناك أداء محبط من هاني عادل، وهناك مشكلات في التفاصيل الخلفية، ولكن لم تؤرقني.

اختصارا.. فيلم الكنز فيلم عائلي لطيف وهدفه عظيم، وشيء جميل أن نشاهد فيلمًا مصريًا يضم كل هؤلاء النجوم، رجاءً لا تدمروا المحاولات الحقيقية لصنع سينما جميلة بسبب عدم ميل زاوية الإضاءة بشكل مناسب، كما هو مذكور في  الصفحة 66 في كتاب الأفلام العظيمة، السينما فن الهدف منه السعادة، فأرجو من السادة النقاد أن “يخلعوا بالطو دكتور التحاليل شوية”، السينما هي قوتنا الناعمة الحقيقية، وهذا الفيلم الذي يعرض قصصًا من تاريخنا ويستحق كل التقدير، خصوصا وأن الفيلم العربي يساوي الفيلم المصري حتى الآن.