شخصيات "خيالية" أضافها محفوظ عبد الرحمن إلى "أم كلثوم"

إعلام دوت أورج

خلال أحد حواراته، أوضح الكاتب والمؤلف الكبير، محفوظ عبد الرحمن، الذي رحل عن عالمنا اليوم السبت، سبب كتابته لمسلسل عن كوكب الشرق أم كلثوم، والذي عرض على الشاشة عام 1999، وجسدت شخصيتها الفنانة صابرين.

وقال خلال حواره عام 2004 مع الصحفي عدنان حسين أحمد، من مجلة “الحوار المتمدن“: “إن هذا المسلسل هو في الحقيقة مزيج من وقائع تاريخية ووقائع خيالية، وهذه هي الوصفة للدراما التاريخية. والدراما التاريخية هي هكذا منذ بدأت من قبل الميلاد وحتى الآن. وحتى المعلومات التاريخية أنت تعيد تخيلها وتكتبها بأسلوب جديد. أنا لا أكون صادقاً عندما أقول إن مسلسل ( أم كلثوم ) عمل تلفزيوني من أول لحظة إلى آخر لحظة هو من صنع الخيال. كلا، إن الخيال موجود في أجزاء منه، لكن الوقائع التاريخية الموثقة والشخصيات الحقيقية موجودة بنسبة كبيرة. يتكون المسلسل من أكثر من ( 100 ) شخصية وفيه على الأقل ( 50 ) شخصية تاريخية بدءاً من أم كلثوم القصبجي وجمال عبد الناصر والملك فاروق والشخصيات المعروفة التي شاهدها المتفرج العربي. وهناك طبعاً شخصيات مبتدعة أتيت بها لكي أؤثث العمل الفني وأربطه”.

وعن هذه الشخصيات “الخيالية” في مسلسل أم كلثوم حددها قائلا: “من الشخصيات المبتدعة زينب الأورفلي ووجدي هيكل وغيرهما. والقصد من الشخصيات المؤلفة هو ربط العمل الفني من أوله إلى آخره. وحينما تتابع المسلسل تكتشف أن هناك من أثر في أم كلثوم في العشرينات أو هي أثرت فيه، وهكذا في الثلاثينات والأربعينات والخمسينات. الأب والأم يموتا خلال المسلسل، بينما الشخصيتان اللتان تظلان طوال المسلسل هما القصبجي وأحمد رامي. القصد من الشخصيات المؤلفة هي أنها تربط العمل الفني وتعكس روح العصر أيضاً”.

وفي ذات السياق قال إن فكرة كتابة مسلسل عن أم كلثوم ليست عبقرية، بل ظلت واردة في ذهن أكثر من كاتب ومخرج وجهة إنتاجية، لكن الذي كان يعطّل هذه الفكرة هو شائعة أنه موضوع مكلف ويحتاج إلى ميزانية كبيرة. وهذا غير صحيح.

أضاف أنه كتب العمل سنة 1993-1994 ، أي أن القرن العشرين كان مشرفاً على نهايته. ووقتها كان يُفكر بالسؤال التالي “من هي أبرز الشخصيات التي تمثل القرن العشرين؟”، وأجاب قائلا: “الجواب هو أن هناك عشر شخصيات مهمة جداً وأم كلثوم هي إحدى هذه الشخصيات من دون شك. أم كلثوم بدأت تغني في مصر بعد ثورة 1919. فالمعروف أنها جاءت إلى القاهرة عام 1923، وأصبحت المطربة الأولى في مصر، وظلت تغني حتى عام 1972. لقد ملأت قرناً بكامله بفن رفيع لا يتخلله الابتذال، ولم يكن فناً معزولاً عن الناس، بل بالعكس أنها وحدت الأمة العربية في السماع”.

تابع متحدثا عنها: “الكل كان يستمع إليها من مشرق الوطن العربي إلى مغربه. وهي نموذج مؤثر في القرن كما هو حال سعد زغلول، وجمال عبد الناصر وغيرهم من القلة النادرة التي أثرت في عصرها ووحدتهم على شيء معين”.