كيف وقع حادث قطار الإسكندرية؟

رباب طلعت

الإسكندرية، القاهرة، وبورسعيد، حادث واحد، ألم بثلاث محافظات، اجتمع أبنائها، في قطارين، على الأرجح كاملي العدد، من أسر وأفراد، منتقلين بين محافظتين، إما لمصيف انتظره أطفال، أو عطلة أسبوعية، انتظرتها أسرة لترى أحد أفرادها العائد من عمله، أو لزيارة، انتظر أحد أطرافها الآخر على محطة القطار الذي لم يصل.

حادث القطارين

مشهد مأسوي سيطر على يوم الجمعة، بعد صلاة الجمعة، حيث تلقى المواطنين الخبر، الأليم، وتابعوه سواء على شاشات التلفزيون، أو من خلال المواقع الإخبارية، وآخرين، تلقوه في محطة بورسعيد والإسكندرية، بعد إخبارهم بسبب تأخير قطار من ينتظرون وصولهم، وقبل الجميع، شعر به ركاب القطارين، أثناء الاصطدام، وسكان منطقة خورشيد بالإسكندرية، التي شهدت على الحادث.

تصادم قطاري الإسكندرية

استقل الركاب قطار “571 بورسعيد – الإسكندرية”، متوجهين إلى الإسكندرية، وقفات غير طبيعية، في أماكن ليست المحطات المعتادة لتوقفه، منذ مغادرته لمحطة الإسماعيلية، وسط تساؤل من المعتادين على ركوبه، عن سبب ذلك، هل هو عطل به، أم أن السائق غير مدرك بنقاط التوقف، توقف أخير في “أبيس”، لمدة 15 دقيقة دون مبرر، وساعات مملة، مرت على ركابها، كسرها صوت الاصطدام العنيف الذي وصل لركاب العربات الأولى، غير مستوعبين ما حدث، سوى أن فطرتهم حثتهم على الركض والبحث عن طريقة للخروج في الزراعات، لتجدهم أيادي الأهالي، الذي تجمعوا لإسعافهم، وانتشال ضحايا العربات الخلفية التي دمرت تمامًا جراء اصطدام القطار الثاني بهم.

التضامن الاجتماعي

قبل دقائق من الإصطدام، على الجانب الآخر، انتظر ركاب “13 اكسبريس القاهرة- الإسكندرية”، الوصول لمحطتهم الأخيرة، خلال دقائق، فالسائق مسرع، لكنهم لم يدركوا أنه تجاوز سرعته المقررة وتخطى “السيمافور”، ليصطدم بالقطار المتوقف منذ 15 دقيقة في مكانه، ويتسبب في مقتل ما لا يقل عن 40 قتيلًا، ويسقط 123 جريحًا، من بينهم أطفال، حملوا في أكياس بلاستيكية، وسط ذهول الركاب، الناجين من الحادث، الصامتين في أماكنهم، من رهبة الموقف، غير مصدقين ما حدث.

لعله الخوف، أو شعور بالمسئولية تجاه ما حدث، بحثت الأجهزة الأمنية فور وصولها على سائق قطار القاهرة، فلم تجده، فرجحوا وفاته، بعدما ألقوا القبض على السائق الآخر للتحقيق معه، إلا أن سائق قطار بورسعيد، أصر على تبرئة نفسه مؤكدًا أنه كان يقف منتظرًا التعليمات بتحركه، بعكس ما أفادت التحقيقات بأن عطلًا أوقف القطار.

سيارات الإسعاف، النجدة، المسئولين، اختفت ملامحهم وسط حشد أهالي المنطقة المحيطين بالضحايا، والذين باشروا مهام إنقاذهم قبل وصول المعنيين بذلك، ملامح الذهول غطت وجوه الجميع، حتى وزير النقل، الذي وقف أمام المشهد بصمت، مدركًا حجم الفجيعة، بعكس اثنان من موظفي الإسعاف الذين وقفوا يلتقطون صورة “سيلفي”، غير مبررة، وفرد أمن بجوارهم يقف على أطراف القطار، معطيًا ظهره للحادث، وعلى وجهه علامات الألم.

زخم من التصريحات، الأرقام، والأخبار، كل المحطات الفضائية، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع الأخبار، ينقلون الحدث، اتهامات من أعضاء مجلس النواب للحكومة، والأخيرة ترد، وتدافع، قرارت من النائب العام، تحقيقات، وإجراءات أمنية، تُزحم المشهد، دون إجابة واضحة على سؤال: “كيف وقع حادث قطار الإسكندرية؟”.