جمعة "غير مباركة" على جو باص بعد حادث العلمين

سما جابر

بحملة إعلانية موسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بدأت في يوليو الجاري لشركة جو باص تحت شعار “جمعة جاي الجمعة الجاية”، أصبحت شركة النقل البري واحدة من الأشياء التي لفتت انتباه المتابعين والمهتمين بالسفر وجودة الأتوبيسات والعروض والخصومات التي تقدمها شركات النقل البري، لكن سرعان ما تحولت الحملة التي تفاعل معها الكثير بالإيجاب، إلى حملة مضادة أثرت إلى حد ما على سمعة الشركة وفي طريقها أيضًا إلى إصدار إجراءات قانونية ضدها.

الحملة الإعلانية التي دشنتها الشركة قبل أيام وأكدت أن “جمعة” يعبر عن أكثر من 1000 فرد من فريق عمل جو باص المسؤولين عن راحة الركاب في سفرياتهم والمدربين على أعلى مستوى، لم تستطع الشركة تفعيلها والعمل ها بعد حادث تصادم إحدى أتوبيسات الشركة مع سيارة تريلا بالكيلو 25 على “طريق العلمين – وادى النطرون” في الاتجاه للطريق الساحلي “الإسكندرية – مطروح”، الذي وقع يوم الجمعة الماضية ونتج عنه وفاة 6 أشخاص وإصابة 20 آخرين، ليصبح “جمعة” هو المسؤول عن الراحة “الأبدية” للركاب” وليس راحتهم في أثناء السفر!

https://www.facebook.com/GoBusEgy/videos/1386347591460921/

“الطرق والكباري” تنفي مسؤوليتها

سارعت الدولة في التعليق على الحادث ونفي مسؤليتها، حيث قال اللواء عادل الترك، رئيس هيئة الطرق والكباري، إن الهيئة مسؤولة عن إصدار تراخيص لكافة شركات النقل بالقطاع العام والخاص بعدما يتم فحص جودة الأتوبيسات المستخدمة، ولكنها غير مسؤولة عن عدم التزام السائقين بالسرعة المحددة على الطرق السريعة، وأضاف أنه في حال التأكد من تكرار حوادث السير السريعة بشركة “جو باص” سيتم فسخ عقودها مع الهيئة وسحب تراخيصها، مطالباً بأن يكون هناك أكثر من جهة للكشف الدوري على المركبات خاصة في “المواسم” مثل فصل الصيف.

وحمّل “ترك” المسؤولية الكاملة في الحادث لشركة “جو باص” وأكد أن الجشع هو سبب مخالفات شركات النقل، حيث إنه بدلاً من أخذ كل سائق رحلة مناسبة، يتم حصوله على 3-4 رحلات باليوم مما تدفعه للنوم في أثناء القيادة، كما طالب من المواطنين مقاطعة الشركات التي تتكرر حوادثها قبل محاسبتها من الدولة، كما أوضح أن الشركة إذا أرادت الحفاظ على اسمها، يجب أن تقوم بدفع مصروفات علاج المصابين.

جو باص: التريلا السبب

صمتت شركة جو باص لمدة يومين بعد الحادث الأليم، لكنها أطلقت بيان مساء أمس الأحد، وأكدت فيه أن الشركة كانت مثالاً رائداً لشركات النقل البري، في ظل التزامها بالقواعد ومعايير الأمن والسلامة، تحت إشراف وزارة النقل، وأنها تعتمد على أسطول حديث من الأتوبيسات، كما أن أتوبيس التصادم صناعة ٢٠١٧ ودخل الخدمة قبل ٢٩ يوماً فقط، وخضع شأنه شأن جميع الأتوبيسات للفحص الدوري في التوكيل، بجانب أن سرعة الأتوبيسات محددة إلكترونياً بما لا تزيد عن ١١٥ كيلومتر/ساعة، وأن سائق الأتوبيس شأنه شأن فريق السائقين بالشركة عمل لـ30 عاماً داخل الشركة ونجح في التدريبات والاختبارات التي سبق أن نظمتها الشركة.

وشدد البيان على أن ما حدث من تصادم إنما يرجع إلى خطأ سائق الشاحنة وهو ما يطابق روايات شهود العيان الذين أكدوا قيام الشاحنة بقطع الطريق فجأة أمام الأتوبيس، وأن الشركة تقدر جهود النيابة العامة ولن تستبق تحقيقاتها.

وأشار البيان إلى أن “جو باص” سارعت بنقل ضحايا الحادث إلى مستشفى النيل بدراوي الخاص، ووفرت لهم كافة سبل وجهود علاجهم، وقامت بدفع تعويض بقيمة ١٠٠ ألف جنيه لكل متوفي و٥٠ ألفاً لكل مصاب.

 

بعد نشر البيان عبر الصفحة الرسمية للشركة على فيس بوك، جاءت تعليقات المتباعون إيجابية بشكل كبير وداعمة للشركة، لكن أيضًا لا تزال شكوك البعض وانتقاداتهم قائمة بسبب قلة مبلغ التعويض للمصابين، وهو ما دفع أدمن الصفحة ينشر بعض صور إيصالات الدفع التي دفعتها الشركة لعلاج بعض المصابين، ردًا على هذه الشكوك.