الفائز من مباراة الأهلي والزمالك.. ماسبيرو زمان!

فاتن الوكيل
 
كمشجعة زملكاوية، لم أشاهد المباراة، التي جمعت فريقي بفريق النادي الأهلي، أمس الاثنين، كان أمر مشاهدتي لخسارة فادحة أخرى تعادل خسارة المباراة التاريخية التي سُميت بنتيجتها “6- 1″، أمرا غير مقبول بالنسبة لي، لكنه كان متوقعا في ذات الوقت، وسط ما تعانيه القلعة البيضاء من اهتراء إداري وفني تجاوز حتى مرحلة الغضب والحزن. وحمدت الله أن المباراة انتهت بهدفين للأهلي فقط، وسعدت بتعليقات السوشيال ميديا المادحة لأداء الحارس الشاب عمر صلاح، الذي لم يُعلق جمهور النادي أسباب الهزيمة عليه.
 
لكن وفي محاولة للهرب من أجواء القمة، التي دائما ما تبدأ قبلها بعدة أيام وربما أسابيع، كنت دائمة المشاهدة لقناة “ماسبيرو زمان”، التي في العادة تهتم بإذاعة برامج وأفلام لشخصيات فنية أو أدباء وموسيقيين، في ذكرى ميلادهم أو وفاتهم، لكنها قبل المباراة بعدة أيام، كان من الواضح أن جزءًا من وقت القناة، تم تخصيصه لتغطية أجواء القمة، بالرغم من أن هذه المرة لا يوجد اهتمام كبير بها، فالأهلي لديه ثقة في الفوز، والزمالك غارق في مشكلاته التي لا تنتهي، لكن القناة “بتعمل اللي عليها” كعادتها.
 
منذ عدة أيام و”ماسبيرو زمان” تعرض فواصل بأغنية الفنانة صباح “إنت أهلاوي؟.. إنت زملكاوي؟”، ولأول مرة أعرف أن هذه الأغنية هي مقدمة لمقابلة تلفزيونية بين رموز ناديي الزمالك والأهلي، بعنوان “نجوم وكواكب” من تقديم الإعلامية نجوى إبراهيم.
 
هذه المقابلة أيضا تم عرضها بالكامل عدة مرات، خلال الأيام الماضية، ظهر خلالها كل من الفريق عبد المحسن كامل مرتجي، رئيس الأهلي في ذلك الوقت، ومحمد حسن حلمي، رئيس نادي الزمالك، بصحبة الكابتن حمادة إمام، ومروان كنفاني. وفيه نجد حوارا رياضيا هادئا ومضحكا أحيانا على غير العادة. وكزملكاوية سعدت بمشاهدة الكابتن التاريخي والقدوة والرمز حمادة إمام، وتأكدت من أنه شخصية لم تتغير مع الوقت، لم يقل أدبه المعتاد، ولم تذبل بشاشة وجهه مع تقدم الزمن وحتى رحيله.
 
هذه المقابلة يجب أن يشاهدها جمهور الزمالك والأهلي، ليتعرفوا على ملامح الزمن الذي كان يجمع رئيسي الناديين في برنامج واحد، دون أي وصلة من “الردح” التي اعتدنا عليها. ولم تخلُ المقابلة من إشارات توضح انتماء كل منهم وحبه لناديه، وتحيزه له بالطبع، لكن في نطاق الاحترام والرقي الذي كان يسود تلك الفترة.
 

عرضت القناة أيضا الإسكتش الشهير لثلاثي أضواء المسرح، “شالوا ألدو جابوا شاهين ألدو قال محناش لاعبين”، وهم يمثلون دور المعلق على ثلاث مباريات لأشهر الفرق المصرية، على رأسهم بالطبع الأهلي والزمالك.
 

لم تكتفِ “ماسبيرو زمان” بعرض فواصل غنائية وبرامج من فترة الستينات، حيث بدأت قبل مباراة أمس بيوم واحد، في عرض مسلسل نادر للفنان سمير غانم، هو “بطل الدوري”، والذي لا تتوفر عنه معلومات كثيرة، لكن مع الحلقة الأولى تشاهد قصة لاعب كرة قدم شهير، قرر الاعتزال، وتبدأ حكايته مع أسرة أحد المشجعين التي تتطور مع الأحداث، بصحبة العديد من الفنانين مثل شريهان وسامي العدل، وهدى رمزي.
 

المباراة انتهت، والأهلي فاز كما كان متوقعا، وجمهور الزمالك يمر عليه يوم إضافي وهو لا يعرف كيف يخرج من أزمته، ويبدو أننا سنستمر لفترة طويلة في الهرب مما نراه من “عك كروي” بمشاهدة المزيد من برامج ومسلسلات “ماسبيرو زمان”، التي خرجت من أجواء القمة فائزة بالجمهور.