مذيعة البودرة ولجنة (سنترفيش)!!.

نقلًا عن المصري اليوم

مذيعة مغمورة، شيماء جمال، صارت فى لحظات هى الأشهر، وقناة لا تحظى عادة بكثافة مشاهدة عالية LTC انتبه لها المشاهدون، وبرنامج اسمه (المشاغبة) عمره لم يتجاوز بضعة أشهر استطاع أن يشغل الرأى العام.

فجأة انتفض المجلس الأعلى للإعلام، الذى يرأسه الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد، وإلحق يا جدع، مذيعة تتعاطى الهيروين على الهواء، رغم أن الأمر واضح جدا من البداية، البرنامج قائم على الصدمة بين الجمهور والشاشة، وفى النهاية نكتشف أن شيماء تضع شيئا على ظهر يدها، يُطلق عليه أهل الكار (تذكرة)، المسحوق عبارة عن سكر مطحون، لحست أغلبه وما تبقى مثلت أمامنا وكأنها تستنشقه، ثم وضعت تذكرة أخرى على الكعك والتهمته، تراها نكتة بايخة؟ ماشى، أنا مثلك لا أستسيغ هذا النوع من المداعبات، إلا أنه لا يعاقب عليه القانون، كما أنه بعد انتهاء الحلقة لن تخرج مظاهرات مليونية متجهة إلى منافذ بيع الهيروين على أرض المحروسة للحصول على الجرعة!!.

هل اللجنة الموقرة التى حرصت الدولة على انتقاء أعضائها من بين أصحاب القامات الإعلامية يضيعون وقتهم الثمين فى مثل هذه السخافات؟ أتصور أن اللجنة العليا دورها الأهم هو إقرار الفلسفة والسياسة العُليا للإعلام، بيد أنهم ومنذ بداية شهر رمضان زنقوا أنفسهم فى حارة سد، مرة تجدهم يلاحقون سُمية الخشاب فى مشهد تستحم فيه داخل (البانيو)، بينما لا يظهر سوى وجهها المغموس فى أطنان من المكياج، وأخرى تشرئب أعناقهم صوب قميص نوم روبى، حيث استوقف بعضهم أن السمانة اليمنى بارزة أكثر مما هو مسموح.

يبدو أن اللجنة بين الحين والآخر تريد أن تسرق الكاميرا، ولهذا قرروا أن يجعلوا المشاهد طرفا فاعلا فى تلك اللعبة، أعلنوا فى بداية شهر رمضان عن مسابقة وحددوا الشروط، أن من يعثر على كلمة أو لقطة بها خروج على الآداب سيحصل على 20 ألف جنيه، والأسبقية لمن يسارع بالإبلاغ، ولأن المبلغ كما ترى مغريا، فأنا أتصور أن هناك آلافا صدقوا وتواصلوا مع المسؤولين، فهل برت اللجنة بوعدها؟ أبدا ولا الهوا، (طق حنك) وفص ملح وداب.

بعد انتهاء موسم الدراما الرمضانية أعلنوا أن كل المسلسلات مخالفة ما عدا سبعة، ولم يحددوا ما هى المسلسلات السبعة المبشرة بالجنة، والمخالفات درامية أم شخصية، هل مثلا وجدوا هناك من يقتل فى المسلسل، فاعتبروه مخالفا؟ فى هذه الحالة عليهم ضبط وإحضار أشرار السينما المصرية العتاة أمثال فريد شوقى وعادل أدهم ومحمود المليجى وتوفيق الدقن، لأنهم لايزالون على الشاشات يقتلون ويذبحون العشرات من الأبرياء.

لدىّ العديد من الملاحظات السلبية على الإعلام المصرى، التنافس الحاد بين القنوات والصراع على (تورتة) الإعلانات أدى إلى اللهاث المجنون وراء كل ما هو مثير، تراجعت كثيرا قيمة المادة الإعلامية والمهنية أمام غواية الإعلان، مواجهة هذا الخلل تأتى فقط من خلال خلق إعلام موازٍ بديل قادر على الجذب، سيضمن توجه المشاهد بـ(الريموت كنترول) إليه.

أما ما نراه من قفشات تمارسها اللجنة الموقرة فهذا يؤكد أنهم فى طريقهم لكى يصبحوا فقرة (توك شو) ضاحكة، بعد أن أكدوا بما لا يدع مجالاً للشك أنهم حقا لجنة حلوة سكر (سنترفيش)!!.