خالد يوسف: عمري ما اتفرجت على أفلامي

أحمد شعبان

قال المخرج خالد يوسف إنه أقل سينمائي في العالم يشاهد أفلامًا، موضحًا أن هذا يعتبر شيئًا غريبًا بالنسبة للبعض، لكن هذه هي طبيعته وشخصيته، مضيفًا أنه لا يشاهد أفلامه، “عمري ما اتفرجت على أفلامي، حتى في العرض الخاص”، متابعًا أنه لا يستطيع أن يقيّم نفسه كمخرج أو يقيّم أفلامه، حيث أنه لا يميل إلى ادعاء الحكمة بأثر رجعي، لأن لديه دائمًا إحساس بالشك.

أضاف “يوسف” خلال استضافته اليوم الأربعاء، ببرنامج “أنا وأنا”، الذي يعرض على قناة “ON E”، وتقدمه الإعلامية سمر يسري، أن المخرج الذي يبتعد عن السينما فترة طويلة، يشبه لاعب كرة القدم الذي يغادر الملاعب، حيث تنخفض لياقته ويحتاج لإعادة تدريب وتأهيل، لافتًا إلى أنه مازح المنتج محمد العدل وطلب منه أن يبحث له عن مخرج شاب جديد ليتدرب معه.

وعن فيلم “العاصفة”، ذكر أنه أخذ بنصيحة أستاذه المخرج الراحل يوسف شاهين، حيث قال له “شاهين” :”شوف أكتر حاجة جرحاك واعمل عليها أول فيلم”، تابع “يوسف” أنه مرّ بهزةٍ عنيفةٍ عندما وقعت “حرب الخليج”، لأنه يعتبر نفسه واحدًا من المؤمنين بالقومية العربية، فجاء الفيلم ليناقش ما حدث.

كما لفت إلى أنه مهما زاد عدد الأفلام التي يقدمها أي مخرج سينمائي، فإنها تظل كلها “فيلمًا واحدًا”، يعبر عن التركيبة الشخصية والاجتماعية والفكرية للمخرج، مؤكدًا على أنه يقدم نوع معين من الأفلام يتسق مع أفكاره وتمرده وانحيازاته للناس، مضيفًا أنه يقدم فقط إحساسه وما يشعر به، وأنه لا يعرف ماذا سيفعل بالضبط في فيلمه القادم، الذي أشار إلى أنه سيكون في هذا العام، ولا يدري هل يكون مشابهًا لأعماله السابقة أو مخالفًا لها.

وعن رأيه في بعض المخرجين، قال إنه أحب شغف المخرج الراحل محمد خان بالمدينة وتفاصيلها، متابعًا أن أفلام داوود عبد السيد أقرب له من أفلام يسري نصر الله، موضحًا أن السبب في ذلك هو أن “داوود” يطرح أسئلة فلسفية كثيرة، ومهموم بالوجودية وبالنفس البشرية وتساؤلاته التي لا تنتهي، متابعًا :”داوود عبد السيد أقرب لمفكر سينمائي منه لمخرج سينمائي”.

ومن بين أعمال المخرجين الراحلين يوسف شاهين وعاطف الطيب، قال “يوسف” إنه تمنى أن يصنع حوالي أربعة أفلام فقط من أفلام “شاهين”، بينما تمنى أن يصنع حوالي 18 فيلمًا من بين 21 فيلمًا لعاطف الطيب، لأن أفلام “الطيب” هي الأقرب لانحيازاته وأفكاره. معتبرًا أن “شاهين” هو أكبر قيمة فنية في التاريخ السينمائي المصري.

أخيرًا ذكر “يوسف” أنه حاول من خلال عمله مع الراحل يوسف شاهين، أن يفك غموض أفلام “شاهين” حتى تصل إلى قطاع عريض من الجمهور ولا تقتصر على فئة المثقفين، تابع :”كنت بحس إن يوسف شاهين عمل أفلام كانت غائمة على الناس، خصوصًا في مرحلة أفلام المهاجر، المصير، والآخر وهكذا، وكان صعبان عليا إنها تكون أفلام مثقفين يشوفها عشر خمستاشر واحد، فاقترحت عليه إننا نحاول نوصل لقطاع أكبر من الناس”.
https://www.youtube.com/watch?v=xFpeORlxgMg&feature=youtu.be