أسامة كمال: لهذا السبب لا أغطي سفريات الرئيس (1-2)

سما جابر- أحمد حسين صوان

بعد حالة الجدل التي أثارها مؤخرًا، خاصة بعد انتقاله لشاشة dmc، لتقديم برنامج التوك شو الرئيسي هناك “مساء dmc”، وبعد عدد من اللقاءات التي أجراها وكانت حديث الجمهور المصري، مثل لقاءه مع يوسف بطرس غالي وزير المالية الأسبق، وزوجة المتهم بتفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، حل الإعلامي أسامة كمال ضيفًا على فريق عمل إعلام دوت أورج، في ندوة أدارها المحلل الإعلامي محمد عبد الرحمن رئيس تحرير الموقع، وامتدت لأكثر من ساعتين.

تحدث “كمال” خلال الندوة عن كواليس برنامج “مساء dmc”، والفرق بين فترة وجوده في قناة القاهرة والناس وقناة dmc، وأبرز القاءات التي أجراها ومنها حواره مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وغيرها من الموضوعات، وفيما يلي أبرز 22 تصريحًا، من الجزء الأول من الحوار.

1- بعد انتقالي إلى شاشة dmc، يرى البعض أن ما كنت أقدمه على شاشة القاهرة والناس من خلال برنامج “القاهرة 360” كان أفضل مما أقدمه حاليًا على dmc، فانتقال الإعلامي من شاشة لشاشة أخرى قد يكون له إيجابيات وسلبيات، ونحن ندرس حاليًا آراء الناس في البرنامج الجديد كي نقدم لهم ما اعتادوا عليه منا، لكن في وجهة نظري أن سبب اختلاف آراء الناس هو أن هناك فرق بين البرنامجين، ففي القاهرة والناس الإمكانيات كانت قليلة جدًا لكن كنت المتحكم الوحيد في البرنامج، بينما في “مساء dmc” هناك أكثر من شخصية لها الحق في مراجعة بعض الأفكار والموضوعات التي أطرحها.

2- قناة القاهرة والناس محظوظة ومختلفة عن شاشات مصر كلها، فهي قائمة على أقل الإمكانيات، ويتمثل ذلك في صغر حجم الاستوديوهات، إضافة إلى أنها تضم أقل عدد من العاملين القادرين على إخراج البرامج بشكل مبهر، وظللت أنتج برنامجي فيها لمدة 6 أشهر.

3- القاهرة والناس من أكثر القنوات تميزًا في تقديم “بروموهات” برامجها، وكذلك مواعيد إعادة كل برنامج، فكان كل برنامج تتم إعادته أكثر من مرة، على الشاشة الأساسية وعلى القاهرة والناس +2، وأبلغت إدارة dmc بأن يهتموا بمواعيد عرض وإعادة البرامج والبروموهات، حتى تستطيع ملائمة مواعيد كل المشاهدين، وأتمنى أن يكون هناك اختلافًا في الفترة المقبلة.

4- بعد مرور حوالي 3 أشهر على افتتاح dmc، أشعر أن الشهر الأخير لي في المحطة أفضل من أول شهرين بدأنا فيهم، فالأداء لم يكن مضبوطًا بشكل كاف، كذلك كان يحكمنا العمل في وقت محدد وأقل مما نقدمه حاليًا، فاستطعنا تقليل عدد الفواصل في الفترة الأخيرة ليكون 3 فواصل إعلانية فقط بدلًا من 4، لتصبح مساحة تقديمنا للبرنامج أكبر.

5- أنا ضد مبدأ وجود أكثر من مذيع في برنامج واحد، لأنني عشت التجربة لسنوات عديدة خلال وجودي في التلفزيون المصري وقت تقديمي برنامج “صباح الخير يا مصر”، لكن كان هناك سببًا وحيدًا شجعنى على تقديم “مساء dmc” مع الزميلة إيمان الحصري، وهو “الديكور”، فلو قمنا بتقديم برنامجين مختلفين على نفس الشاشة كنا سنضطر لتقسيم الاستوديو إلى نصفين، ووقتها سيصبح الاستوديو صغير جدًا، لكن أتوقع أن يتم إعادة التفكير في تقديم كل منا برنامج بمفرده في الفترة المقبلة.

6- في أثناء وجودي بالقاهرة والناس، كان الفصل واضح بين برنامجي وبرنامج إبراهيم عيسى، وكان ذلك سببًا في التأثير على الإعلانات، فالقناة لم تنجح في بيع البرنامجين على أنهما برنامج يومي واحد.

أسامة كمال مع رئيس تحرير إعلام دوت أورج، محمد عبد الرحمن

 

7- لتفادي أي أزمات بين فريقي العمل بـ”مساء dmc”، جاءت إدارة المحطة بالكاتب الصحفي وائل لطفي كمشرف عام على البرنامج، فدوره هو التنسيق بيننا بمساعدة محمود مسلم رئيس القناة، ورغم ذلك من الممكن أن أتعرض لموقف أن الفريق الآخر سيتناول موضوع ما كنت أود أنا تقديمه، لكن نتفادى هذا الأمر على قدر استطاعتنا.

8- طوال الوقت لم أرضَ على مستوى العمل أو الفريق الذي معي، فدائمًا هناك شد وجذب بيننا، ودائمًا أتمنى تقديم أفضل شيء، فمثلًا ذهب فريق العمل مؤخرًا إلى قرية الأشراف وصور تقريرًا هناك، لكني رفضت إذاعته في الحلقة، لأن المحتوى ضعيف، فالقصة الصحفية لها مبادئ معينة لا يمكن أن تنجح إذا فقدت إحدى هذه المبادئ، والعمل في النهاية سيُنسب لي.

9- البعض استاء من عدم وجود وقت محدد لبدء برنامج “مساء dmc”، فميعاده الأصلي في العاشرة والنصف مساءً، لكن يوم الأربعاء يتأخر قليلا بسبب كثرة الإعلانات في برنامج “شيري استوديو”، كذلك بعد حريق مسرح برنامج “تع اشرب شاي” كنت أظهر مبكرًا، لكن الفترة المقبلة سينتظم توقيت البرنامج.

10- لا أفضل إذاعة برنامجي على الراديو وقت عرضه على التلفزيون، لأن ذلك قد يكون غير مفيد للمستمع، فالبرامج التلفزيونية معتمدة على الصورة بشكل كبير، ومن الممكن ألا يصل خيال من يستمع للبرنامج عبر الراديو إلى الموجود على الشاشة.

11- أنا ضد فكرة سفر المذيع مع الرئيس لتغطية زياراته الخارجية، فأرى أن الأفضل لتغطية هذه الزيارات هو المراسل، أما المذيع يكون دوره تلقي الأخبار والمعلومات خلال وجوده في الاستوديو، فأنا لم أرافق الرئيس في أي زيارة لأن وجودي هناك لن يفيد البرنامج أو المشاهد.

12- رغم انتقاد البعض لحواري مع وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي إلا أنني لم ولن أعتذر عن هذا الحوار مثلما فعلت بعد استضافتي لزوجة المتهم بتفجير الكنيسة المرقسية، فليس كل ما يثير انتقاد الجمهور يستوجب الاعتذار عنه وإلا “هنكون بنهزر”، وحلقة “غالي” كانت مهمة جدًا، وكان هناك اختلاف عليها، كما أنه لديه الكثير من الخبرة والعلم ليقدمه للمتابعين، فأنا ليس لدي قلق من ثقافة الاعتذار لكن إذا تطلب الأمر ذلك فعلًا.

13- تواصلت مع بطرس غالي وطلبت أن أجري حوارًا معه ووافق لكني اشترطت أن يكون الحوار خارج انجلترا بسبب مقاطعتي لها، إلى أن يغادر السفير البريطاني مصر، وطلبت أن يكون الحوار في باريس، وأرفض قول البعض بأن الحوار هو تمهيد لمصالحة بينه وبين الدولة، فهو محكوم عليه بـ65 عامًا سجن، وإذا كان هناك فعلًا أي حديث عن المصالحة فهي لن تكون بهذه السهولة لأنها ستحتاج لإجراءات قضائية يطول أمرها.

14- تم عرض حوار “غالي” بعد تسجيله بـ3 أيام، حيث اشترط محمود مسلم رئيس قناة dmc، مشاهدة الحوار قبل عرضه، ولن أرفض محاورة أي من المسؤولين ووجوه النظام السابق الهاربين للخارج، فمثلًا لو توافرت لي الفرصة في محاورة رشيد محمد رشيد وزير الصناعة والتجارة الأسبق، سأفعل ذلك فورًا.

15- هناك أمورًا تستوجب الاعتذار فعلًا ولذلك اعتذرت بعد حواري مع زوجة الإرهابي المتهم بتفجير الكنيسة، وبالرغم من رفض زملائي لهذا الاعتذار إلا أنني كنت أشعر أن ما تعرضت له من انتقاد ليس انتقادًا بالمعنى المعروف، لكنه “عتاب محب” من أشخاص يحبوني، فالناس كانت “زعلانة” ومتألمة بالفعل من الأحداث.

16- خلال حواري مع زوجة الإرهابي لم أستطع تحديد ما إذا كانت كاذبة أم لا من خلال لغة الجسد، حيث كانت ترتدي النقاب فلم أستطع تفسير ردود أفعالها، لكن كنت أوجه لها سؤالي بأشكال مختلفة على فترات متفاوتة، مثل سؤال “من يقوم بالإنفاق عليكِ؟” حيث كانت إجاباتها مختلفة في كل مرة، والتي توحي بأنها كانت تكذب، لكن في النهاية كان هناك حدودًا في التحاور معها، ولم أقصد من هذا الحوار أن يتعاطف الجمهور معها على الإطلاق.

أسامة كمال مع فريق عمل موقع إعلام دوت أورج في أثناء الندوة

 

17- لم أكن أعلم أن الإعلامي عمرو أديب سيلتقي هو الآخر بشقيق هذا الإرهابي، فلو كنت أعلم من البداية أنه سيحاوره، لم أكن أقدم على محاورة زوجته، وأنا دائمًا ما أتواصل مع الأجهزة الأمنية في مثل هذه الأحداث كي تقوم بتزويدي بأي معلومة يكون لي السبق في نشرها، وهذه الأجهزة قالت لي لن نعطيك المعلومة فقط، بل سنتيح لك فرصة في محاورة أحد أفراد أسرته.

18- إحدى الكاتبات انتقدت في مقالها مناداتي لزوجة الإرهابي بـ”ست آية” خلال الحوار، فأنا اعتدت على مناداة ضيوفي بألقابهم وليس أسمائهم، حتى وإن كانوا أصدقائي، وأكيد لن أناديها بمدام أو آنسة أو آية فقط، فالناس التفتت لأشياء صغيرة جدًا بعيدًا عن أهمية الحوار.

19- حواري مع الرئيس السيسي مثله مثل حواري مع أي شخصية مرموقة، حيث طُلب مني قبل الحوار إرسال الأسئلة، وبالفعل أرسلتها وتم حذف بعضها، لكني في أثناء جلوسي معه قبل الحوار بساعة، اشتكيت له وقلت إن هناك بعض الأسئلة التي تم رفضها وكنت أتمنى توجيهها لك، فقال لي: “اسأل اللي أنت عاوزه”، وبالتأكيد كنت أنوي توجيه عدد كبير من الأسئلة له في قضايا مختلفة لكن الوقت كان محدد ومحكوم.

20- البعض يرى أن الرئيس السيسي يفضل الظهور معي تحديدًا، لكني لا أستطيع التأكد من ذلك، ففي المرة الأولى التي أجرى فيها مداخلة هاتفية معي كان بسبب تفاعله مع دعوة “منعم” بطل كرة السلة في الأولمبياد الخاص لحضور افتتاح البطولة ودعم أصحاب القدرات الخاصة، أما المرة الثانية كانت لدعم وتشجيع المبدعين القائمين على فكرة مجلة نور الخاصة بالأطفال.

أسامة كمال مع فريق عمل موقع إعلام دوت أورج بعد انتهاء الندوة

 

21- سأسعى لمحاورة السيسي مرة أخرى، فمن الطبيعي لأي إعلامي أن يكون “أناني” في مثل هذه الأمور، ولا أهتم بما يقال عني مثل “دة مذيع الرئيس”، وإذا اختارت الرئاسة مذيعًا آخر لإجراء حوار مع الرئيس بعد مرور 3 أعوام على توليه الحكم، لن أغضب لأنه من المؤكد أنه سيكون هناك اختلافًا، لكني سأظل أريد إجراء الحوار.

22- أتمنى محاورة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأن أخرج بحلقة طريفة منه، وأن يكون الحوار باللغة الإنجليزية دون وجود مترجم معي حتى أستطيع إيقافه وقتما أريد أو توجيه سؤال مفاجئ له، كما أتمنى محاورة كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ثم الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.

انتظروا تفاصيل الجزء الثاني من حوار أسامة كمال مع فريق إعلام دوت أورج