10 وجوه فنية جسدت الأم المصرية

رباب طلعت

حنونة أو قاسية، مضحية أو أنانية، بسيطة أو ارستقراطية، هي “أم”، مهما اختلفت طباعها، وأيًا كان المنعكس على روحها سواء خيرًا أو شرًا يظل قلبها هو قلب “أم”، صورًا كثيرة تعكسها مرآة المجتمع ويجسدها الفن بدوره في مشاهد طُبعت في أذهان المشاهدين، ويستعرضها “إعلام دوت أورج” في “عيد الأم”.

قلب أمينة

قلب الأم يظل غفورًا مهما كبر خطأ الأبناء، مشهد أتقنته “أم السينما المصرية”، أمينة رزق، التي احتضنت جثمان ابنتها “هنادي”، في “دعاء الكروان”، بعدما قُتلت غدرًا على يد خالها لرد شرف العائلة، وكررته وهي تغفر أيضًا لابنها الذي تركها فريسة لزوجته، وأجبرها على الخدمة في أحد المستشفيات في “أعز الأحباب”.

https://www.youtube.com/watch?v=LpaCIC7BgDs

لم تقتصر “رزق” على تجسيد “حنية” قلب الأم فقط بل وجعه أيضًا، في مشهدها في “الشموع السوداء”، فـ”عائشة – أم أحمد”، التي وقفت قليلة الحيلة، عاجزة عن رد العذاب عن ابنها الكفيف، أشفق الله على قلبها فأعاد له النظر.

https://www.youtube.com/watch?v=n3PIHFsmqCg

وتد هدى

لا يخلُ المجتمع المصري خاصة في الريف والصعيد، من الأم عمود البيت، التي تحمل هم الأسرة على أعناقها طيلة حياتها، فـ”فاطمة تعلبة”، ليست فقط هدى سلطان، التي أبدعت في مشهد وفاتها، في مسلسل “الوتد”، في تجسيد نموذج المرأة القوية، والقائدة، والذكية، التي تبني مجد أسرتها، وتترك لهم إرث الأسرة المتماسكة، المعرض للانهيار بوفاتها.

فقر شادية

“أنا فقيرة.. طول ما في فقر الناس هتبيع لحمها”، مشهد جسدت به شادية معاناة الأم الفقيرة، التي أجبرها ضيق الحال على التخلي عن أحد أبنائها لتطعم الآخرين، وتحميهم من الموت جوعًا، في “لا تسألني من أنا”، الذي عكس وجه آخر للأم التي من الممكن أن يراها المجتمع قاسية، بـ”بيعها” لأطفالها، دون النظر لظروفها أو أسبابها.

https://www.youtube.com/watch?v=kL6JqHIMkgo

جمهورية فاتن

شكلت فاتن حمامة، في “إمبراطورية ميم” مشهد غريب للأمومة على المجتمع المصري، ليس كونها الأم العاملة، المضحية، التي تفرغت لتربية أبنائها بعد زوجها، أو المطالبة بحق زواجها مرة أخرى، والمتخلية عنه في النهاية، ولكن لتجسيدها دور الأم الديمقراطية، التي تتخلى عن حقها في إدارة شئون المنزل لمن يختاره أولادها بالانتخاب.

https://www.youtube.com/watch?v=nWHK02IuoTY

عوض سميحة

“أعز من الولد ولد الولد”، فلا يعوض موت الابن إلا جزء منه، وريثه، الذي يخفف وطأة الحزن على قلب أمه الذي انفطر حزنًا على ابنها، وهو ما جسدته سميحة أيوب، أو “أم رفيع بيه”، في “الضوء الشارد”، والتي فقدت أعصابها فرحًا بعد رؤية “عوضها” في ابنها، التي لم تعلم أنه ترك زوجته حاملًا.

موت كريمة

وفاة الأم هو الفقدان الأصعب، الذي لا يتجاوزه أبنائها بسهولة، ولكن موت نموذج “ماما نونا”، أو كريمة مختار، في مسلسل “حمادة عزو”، هو الزلزال بالنسبة للرجل المدلل الذي قضى حياته في أحضان والدته لا يحمل همًا، والذي يسميه المجتمع “ابن أمه”، مشهد قاس، لا تتناساه أذهان المشاهدين، خاصة أنه “شقلب” حياته بالفعل، من شدته، ولا يقل عنه قسوة موتها بالحياة، في قلوب أبنائها، الذين يتخلون عنها في الطرقات متعللين بفقر الحال، وهو الموت الأصعب الذي جسدته “مختار” في آخر أعمالها فيلم “ساعة ونص”.

https://www.youtube.com/watch?v=N8O-xMRCyu4

https://www.youtube.com/watch?v=Go7oa-kvQzA

خلطة عبلة

لم تجسد عبلة كامل مشهدًا واحدًا عن الأم المصرية، بل قدمت “خلطة” طبقًا للأصل منها، في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”، الذي من الممكن اقتباس كافة انفعالات الأم منه، بل والحوارات اليومية، التي تدور بينها وبين أبنائها، فهي الأم التي تفضل ابنها عن شقيقاته الفتيات، وهي الأم الحنونة التي تؤثر على زوجها لنيل طلبات أولادهم، وهي الحماة التي تريد تشكيل زوجة ابنها على طبعها بطيبتها المعهودة، وهي المخلصة لزوجها، الداعية لأبنائها، هي الأم التي نراها في كل منازل الطبقة الوسطى.

تسلط أنوشكا

في ظهورها الفني الأول بعد أعوام عدة نجحت أنوشكا في كشفت جانب إنساني من الأم المتسلطة، القاسية، في عين أبنائها، و”الشريرة” في عيون الآخرين، من خلال “قسمت هانم”، في “جراند أوتيل”، فالمرأة التي اخترقت القانون واستحلت الدماء، بررت كل ذلك بأنه من أجل الحفاظ على “حق بناتها” لا أكثر، وكل ما حدث كان من محبتها لهم، وانتقامًا لقلبها الذي انفطر بسبب خيانة زوجها، في مشهد أظهر ضعفها وانكسارها، الذي دارته أعوامًا وراء ستار التسلط.

https://www.youtube.com/watch?v=2A0owGoqlGs

عام سوسن

بالرغم من تقديمها لدور الأم من قبل، إلا أن عام 2016، هو عام سوسن بدر، الذي جسدت فيه 3 أدوار مختلفة عكست فيهم صور مختلفة للأم المصرية، ففي “جراند أوتيل”، تميزت في المشهد الأخير من المسلسل، بتخليها عن الحب الذي وجدته بعد أعوام من الشقاء والحرمان، من أجل ابنها الذي أفنت عمرها من أجل سلامته، وهو العكس تمامًا من دورها في “أفراح القبة” الصادم للمشاهد، الذي لم يتخيل للحظة وجود تلك “العينة” من الأمهات اللاتي بعن أعراض بناتهن من أجل المال، أو لعله كما كشف مشهدها مع ابنتها الوسطى “تحية”، للانتقام من زوجها، الذي تسبب في إعاقتها، وصدمها صدمة لم تشفَ منها بالرغم من “جبروتها” الظاهر عليها، وهو الجبروت الذي تحكم في طريقة انتقام “فضة” من قاتلة طفلها “يونس”، الذي استبدلته بـ”إبراهيم” الذي خدعت به الجميع على أنه “يونس”.

أمل صابرين

على عكس سوسن بدر في “أفراح القبة”، كانت صابرين في دورها كـ”حليمة”، الأم ابنة العائلة المحافظة التي رمتها الأقدار لأنياب كواليس المسرح، فلا تجد منفذ من حياتها التي لا ترضى عنها إلا في تربية ابنها الوحيد “عباس” أملها في الخلاص من ما لا ترضاه، والذي سالت دموعها عند رؤية حلمها يتحقق أمامها أثناء غضبه وغيرته عليها.