أحمد فرغلي رضوان يكتب: الأوسكار.. وحزب هوليوود !

يمكن القول الأن بأنه أصبح هناك حزبا مستقلا أعضاءه من المثقفين والفنانين فقط  له وجهة نظر سياسية خاصة به يعبر عنها أبناء هوليوود من الفنانين وجاء حفل توزيع جوائز الاوسكار في دورته التاسعة والثمانين أفضل فرصة ليعلن هذا الحزب عن نفسه امام مئات الملايين من المشاهدين عبر الشاشات في جميع أنحاء الكرة الأرضية، وهو ما أشار له مقدم الحفل “جيمي كيمل” منتقدا بشكل سلبي لسياسات بلاده ومفاجئ للجميع عندما قال “‏يتم متابعة الاوسكار في اكثر من 225 دولة اصبحت تكرهنا الآن”.

في إشارة مباشرة وبداية اشتباك مع الرئيس الامريكي المنتخب حديثا دونالد ترامب والذي بدأ منذ ساعات حكمه الاولى سياسات عنصرية غير مسبوقة ضد المسلمين والمهاجرين واللاجئين وعدد من الدول وفتح اشتباكا مع أكثر من جهة في نفس التوقيت لدرجة خروج مظاهرات ضده منذ أسبوع حكمه الاول داخل وخارج الولايات المتحدة ! في سابقة لأي رئيس أمريكي.

ونلاحظ ان هناك رسائل متبادلة بين هوليوود والبيت الأبيض تزايدت مؤخرا عن السنوات القليلة الماضية فالتعاطف  مع الانسان وحقوقه المدنية أصبحت جملة كبيرة تُسمع أصداءها في جميع أنحاء هوليوود الان وإذا قلنا مجازا “حزب هوليوود” فهو الذي يستخدم الان وسائل مغايرة للتعبير عن وجهة نظره ليست الصحافة أو وسائل الاعلام كما هو معتاد بل السينما وبعد ان كان مايكل مور صوتا هامشيا داخل هوليوود قبل سنوات أصبح الان هناك تيارا كبيرا يتبنى نفس الصوت من خلال أجيال مختلفة لفناني هوليوود.

ايران وسوريا في المقدمة

هو القدر دائما وافعاله فكما هما حليفين في الواقع السياسي جاء الاوسكار ليضع أسمي ايران وسوريا معا في قائمة واحدة ضمن الحائزين على الاوسكار هذا العام وبالتأكيد لا يخلو الامر هنا من تأثيرات السياسة على منح الجائزتين سواء لفيلم “البائع” الإيراني والذي ينتقد ويُشرح المجتمع الإيراني من الداخل بجرأة جعلت بعض البرلمانيين الإيرانيين ينتقدون ترشحه للأوسكار إلى جانب مقاطعة صناع الفيلم للحفل بعدما أمر الرئيس ترامب بإلغاء تأشيرات عدة دول من بينها ايران فكان قرار المقاطعة ردا عليه وتضامن معهم عدد من المخرجين الأجانب ولكن كان للجنة الاوسكار رأيا أخر لصالح الفيلم، وكذلك الأمر مع الفيلم الوثائقي السوري “الخوذ البيضاء” والذي يتحدث عن مهمة إنقاذ المواطنين السوريين ومعاناتهم من الحرب الدائرة هناك.

ومن مفاجأت جوائز الاوسكار منح الممثل المسلم “مهارشالا علي” جائزة أفضل ممثل دور ثان كأول ممثل مسلم يحصل على الاوسكار ومعه في نفس الفئة الممثلة السمراء “ايفولا ديفيس” وكأنه هناك إتفاقا غير معلن لجعل جوائز الاوسكار صرخة ضد عنصرية ترامب هذا العام وهي الجوائز التي طالما تم إنتقادها لعنصريتها!

حفل أم عاصفة!

ربما تظل أصداء حفل الاوسكار “89” مستمرة لفترة بعد أن تحول لعاصفة شاهدها العالم أجمع وخاصة بعد أن أستفز مقدم الحفل الرئيس الأمريكي والذي غرد عبر تويتر ردا عليه واصفا إياه “الحمار” واضاف ترامب في تغريدة على حسابه “أنا عندي بلد أتابعها” بعد أن استفزه مطيع الحفل “جيمي كيميل” بتغريدة ساخرة قائلا “أيها الرئيس، هل أنت هنا؟”.

كذلك كما كان متوقعا أن تحظى النجمة “ميريل ستريب” بترحيب خاص من الحضور بعد أن كانت من أكثر الأصوات انتقادا لترامب بين نجمات هوليوود لدرجة انها ارتدت ملابس وظهرت بمكياج مثل ترامب وقدمت عرضا ساخرا منه العام الماضي لتفتح هي المواجهة الهوليودية مع ترامب أثناء بدء حملته