وليد رشاد يكتب: يعني إيه العقدة المغربية ؟!

هل صحيح إن هناك عقدة مغربية ؟ أم إننا نبالغ في تقدير الموضوع ؟ للأسف الشديد الحقيقة المرة تقول إن هناك فعلاً ما يسمى بالعقدة المغربية في اللقاءات الكروية بين منتخبي مصر والمغرب.

مصر بدأت مشوارها الكروي في بلجيكا عام 1920 والتقت على مدار التاريخ بمنتخبات 115 دولة على مستوى المنتخب الأول لكرة القدم، وتعتبر نتائجنا مع المغرب من أسوء النتائج في المواجهات الثنائية ولو اتخذنا 5 مباريات دولية كحد ادني للمواجهات الثنائية بين منتخبنا و اى منتخب أخر، سنجد إن نتائجنا الثنائية مع المغرب في المرتبة الخامسة من حيث السوء ولا يتفوق عليها في السوء سوى نتائجنا مع البرازيل وروسيا واسبانيا وايطاليا، وبهذا المعيار نكتشف إن نتائجنا الثنائية مع فرنسا والنرويج والمجر ورومانيا والنمسا والمكسيك أفضل من نتائجنا مع المغرب.

فالأرقام تقول إن مصر التقت مع المغرب 26 مرة لم تفز فيها إلا مرتان فقط !! مرة سنة 1971 في القاهرة في تصفيات أمم إفريقيا والمرة الثانية كانت في بطولة انم إفريقيا عام 1986 بالقاهرة أيضا، وسجل هدف فوز مصر النجم الكبير “طاهر أبو زيد” من ضربة ثابتة والطريف إن “طاهر” كان موقوفاً قبل المباراة، بسبب حصوله على الإنذار الثاني في مباراة موزنبيق بعد إن خرج من الملعب تعبيراً عن فرحته بهدفه الثاني، وكان القانون وقتها يقضى بحصوله على إنذار وتقدمت مصر للاتحاد الإفريقي بالاعتراض على إيقافه ووافق الاتحاد الأفريقى على مشاركة “طاهر” في مباراة قبل النهائي، بينما اعترض المغاربة وحتى الآن ما تزال تلك القصة محط تساؤلات وعلامات استفهام عديدة.

وحتى المرة الأولى التي فزنا فيها على المغرب في مباراة العودة فى تصفيات أمم إفريقيا بالكاميرون 1972 كانت غير مجدية على الإطلاق لأننا فزنا (3-2) بعد سابق خسارتنا في الذهاب (0-3) وكانت المرة الأولى التي يخرج فيها منتخب مصر من تصفيات إفريقيا !!!!

وعندما فزنا ببطولة إفريقيا في بوركينا فاسو 1998 تغلبنا على جميع المنتخبات التي قابلناها باستثناء المغرب التي فازت علينا في مباراة غير مؤثرة في ختام دوري المجموعات بهدف تاريخي للنجم “مصطفى حجي” من ضربة خلفية مزدوجة، وتكرر الحال في بطولة 2006 عندما فاز منتخب مصر على كل المنتخبات التي واجهها في البطولة وسقط فقط في فخ التعادل إمام المنتخب المغربي !!!!

إما على صعيد تصفيات كأس العالم فالحقيقة أكثر مرارة حيث تسببت المغرب في خروج مصر من تصفيات كأس العالم 3 مرات، الأولى عام 1982 حينما أخرجتنا من الجولة قبل النهائية وكانت الجولة النهائية سهلة إمام الكاميرون التي فزنا عليها مرتين في بطولة الأمم الإفريقية 1984 بكوت دى فوار وبعدها فى مصر فى نهائي بطولة 1986.

وفى تصفيات كأس العالم 1986 اخرج المغرب أيضا من المرحلة قبل النهائية وكانت المرحلة النهائية مع ليبيا، وتعادلنا فئ القاهرة (0-0) وكانت مباراة العودة في المغرب وهى المباراة الشهيرة التي أضاع فيها “جمال عبد الحميد” ضربة جزاء، وتسببت في عقدة نفسية له واستمر لسنوات يرفض تسديد ضربات الجزاء سواء مع المنتخب أو مع الزمالك لأننا خسرنا (0-2) بعد إضاعته ضربة الجزاء ولم نسجل اى أهداف.

وفى تصفيات كأس العالم 2002 كان تعادل منتخب مصر مع المغرب فى القاهرة نذير شؤم للمصريين بعدما أضاع “طارق السعيد” أسهل الفرص وهو منفرد بالمرمى، بينما كانت الهزيمة (0-1) في المغرب بتسديدة “مصطفى حجي” إيذانا بتكهرب موقف مصر في المجموعة واحتياجها لفوز صعب على الجزائر في عنابه في المباراة الأخيرة، والعجيب إن منتخب مصر تفوق على  منتخب السنغال الرهيب (الذي وصل نهائي إفريقيا بمالي 2002 وخرج بصعوبة من دور ربع النهائي فى بطولة كأس العالم بكوريا واليابان 2002 ) وتعادلنا في دكار وكان المصريون الأفضل ثم فزنا عليهم في القاهرة بهدف “احمد حسام”، ورغم وصول فريق السنغال من المجموعة إلا إن نتيجتي الذهاب والعودة إمام المغرب كانتا سبباً مباشراً في إقصاء مصر، ولو حقق المنتخب المصر مع المغرب نفس نتيجتيه مع السنغال لوصل لكأس العالم بمنتهى السهولة !!!!

ولكن أطرف ما يتعلق بمباريات البلدين إن مصر التقت مع المغرب في تصفيات بطولة الأمم الإفريقية ببوركينا فاسو 98 وكانت مباراة الذهاب في إستاد القاهرة يوم 6 أكتوبر وحاول المصريون استغلال روح العبور، ولكن كاد الأمر إن يتحول لفضيحة عندما تقدم للمغرب “صلاح الدين بصير” ولكن أنقذ الموقف “حسام حسن” حينما سجل هدف التعادل، وفشل المصريون في الفوز رغم طرد المدافع المغربي “نور الدين نايبت”، وفاز المغرب كالعادة في مباراة العودة وتصدر مجموعة التصفيات بفارق 5 نقاط عن مصر ولو أهمل المغرب في مباراته الأخيرة إمام السنغال في المغرب (التي لم يكن بحاجة إلى نتيجتها) وفازت السنغال لخرجت مصر من تصفيات البطولة التي فزنا بلقبها لان مصر دخلت البطولة بفارق نقطة يتيمة عن السنغال !!!! يعنى حتى روح العبور ما نفعتش معاهم !!!!!!