متى نتخلص من عقدة السيدة الأولى؟

أسماء مصطفى – نقلًا عن اليوم السابع

قرأ كثيرون منا خبر زيارة السيدة انتصار السيسى للفنانة القديرة نادية لطفى والاطمئنان عليها لفتة إنسانية تستحق التقدير والإشادة سعد كثيرون بها، ولكنها كعادة كل شىء حولنا لم يسلم الأمر من بعض النقد أو محاولات بغيضة لتشويه الصورة الإنسانية، وفى السابق شاهدنا لقرينة الرئيس ظهورا يكاد يكون محدودا للغاية كان آخرها وجودها مع وزيرات مصر للمساهمة والتبرع لصالح صندوق تحيا مصر.

كلها أمور جميلة وطبيعية، هى سيدة مصرية فى المقام الأول، ومن حقها المشاركة فى تنمية وخدمة المجتمع المدنى أن ارادت هى ذلك، ولكن هناك من يسعى دائماً أن تظل عقدة المصريين من السيدة الأولى عقدة أزلية وبدون أى تجميل، ولنتحدث بصراحة علينا أن كنّا ندافع عن حقوق الآخرين ونطلب حقنا فى المشاركة المجتمعية أن نترك حق المشاركة للجميع لا إقصاء لأحد ما دام فى العمل التنموى والذى نفتقده كثيرا.

تلك العقدة التى أتمنى أن تنتهى عانينا منها كثيرا، عرف المصريين أول سيدة أولى شاركت فى خدمة المجتمع المدنى كانت السيدة جيهان السادات ولا يوجد عاقل ينكر الجهد الذى بذلته وحققته من خلال مشروعات كثيرة مثل الوفاء والأمل ومركز تلا والهلال الأحمر وغيرها الكثير، وحتى المساهمة فى إقرار بعض قوانين الأحوال الشخصية، وبالطبع لم تسلم وقتها من هجوم المجتمع حتى أنها قالت لى فى حوار معها عن هذه الفترة أنهم وصفوها بـ”ديان”، تخيلوا، وفور استشهاد الرئيس أنور السادات تم إهمال جميع المشروعات التى قامت بها قرينته، وكأنها ملك أشخاص وليست ملك شعب ودولة .

وحدث نفس الأمر، فبكل الانتقادات التى وجهت لسوزان مبارك فى السنوات الأخيرة إلا أنى أشهد لها بمشروعات الرعاية المتكاملة ومهرجان القراءة للجميع وأعياد الطفل، وكل هذا أيضا توقف وتم إهماله ورسخت سوزان مبارك العقدة بمحاولات التوريث.

نحن نعيش فى تناقض غريب، نشيد بمشاركة المرأة فى كل أنحاء العالم، عشقنا الأميرة ديانا أميرة القلوب، ونتابع أخبار جلالة الملكة رانيا بانبهار، وأنا من أشد المعجبين والمتابعين للخدمات التى تقدمها لمجتمعها والمجتمعات العربية، وتشارك زوجها فى معظم المحافل والمناسبات، وإن خرجت زوجة أى مسئول مصرى وشاركت وقامت بدور فعال بدأنا فى الترصد والكيل بمعيارين.

أليس هذا أمر يدعو للتعجب، أنا لم أتشرف من قبل بمقابلة السيدة انتصار السيسى، وإن كنت أتمنى ذلك، لا أعرف حقا أن كان لديها رغبة للمشاركة المجتمعية بشكل أوسع أم لا، ولكن ما سوف أدافع عنه أنه من حقها أن تفعل ما تريده، وعلينا التخلص من هذه العقدة، فى قرارة نفسى أتمنى أن تشارك وتعيد إحياء كل المشروعات السابقة التى أهملت، نحن فى أمس الحاجة لها، وكم ساهمت تلك المشروعات فى تنمية وتنوير المجتمع المصرى .

المرأة المصرية نصف المجتمع، وهى المجتمع كله، جميعنا مطالبون بالمشاركة، أن وطننا فى حاجة لنا جميعا.