المهرجانات المصرية.. لا شيء بعد السجادة الحمراء!

سما جابر 

قبل أن أحترف العمل الصحفي، لاحظت كقارئة مهتمة بالسينما أنه لا مهرجان على أرض مصر يمر بلا انتقادات، بعد العمل في الصحافة زادت الانتقادات الموجهة لكل المهرجانات المصرية بلا استثناء، بالنسبة للقارئ العادي فإنه يرى ذلك تأكيدًا على أن الفشل صناعة مصرية أصيلة، هو لا يهمه الدخول في التفاصيل، بالنسبة لي أتاحت لي “بطاقة الصحافة” الدخول لثلاثة مهرجانات في عام واحد، أولًا لتغطية كل حدث، وثانيًا وهو الأهم بالنسبة لي لمعرفة لماذا تخفق المهرجانات المصرية أكثر مما تنجح، لماذا لا تخرج دورة واحدة بنجاحات تساوي الإخفاقات، لماذا تظل كفة الأخيرة هي الأرجح؟

هذا التحقيق اعتمد إذن على حضور ثلاث مهرجانات في 2016 وبحث موسع في الملف برمته واستطلاع رأي أبرز الخبراء.

قائمة المهرجانات التي حضرتها تضم:

مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة 18

مهرجان الإسكندرية لدول حوض البحر المتوسط 32

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 38

قبل الدخول في التفاصيل، نقف أولًا عند إنفوجراف يوضح المهرجانات المصرية المستمرة حتى الآن أو قيد التحضير وعدد دوراتها.

سوء التنظيم وعقدة السجادة الحمراء!

“آفة مهرجاناتنا سوء التنظيم”، كما قال الناقد الفني طارق الشناوي في تصريحه لـ إعلام دوت أورج، فبداية أي شيء تدل على مدى نجاحه من عدمه، وبداية معظم المهرجانات المصرية لم تكن مبشرة على الإطلاق، فلم يقف سوء التنظيم فقط عند حفلي الافتتاح والختام فقط، بل امتد أيضًا إلى الاستهتار في تنظيم الفعاليات.

حوادث سوء التنظيم كثيرة ومنتشرة خاصةً في السنوات الأخيرة التي تلت ثورة الخامس والعشرين من يناير، والتي يتجلى ظهورها في حفلي الافتتاح والختام بجانب ما يحدث خلال الفعاليات.

قد يكون مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط ومهرجان القاهرة السينمائي لعام 2016، أخر المهرجانات التي مرت بكل مراحل سوء التنظيم، في الافتتاح والختام.

ففي افتتاح الإسكندرية، وبسبب تأخر بدء الحفل، تأخر بالتالي عرض فيلم الافتتاح، لدرجة أدت إلى ذهاب معظم الحضور إلى أماكن إقامتهم وعدم استكمالهم لفعاليات الحفل، واقتصر عدد الحضور الذين شاهدوا الفيلم، على 4 أشخاص فقط في القاعة بجانب تعثر عرض الفيلم أكثر من مرة لأسباب تقنية، بحسب ما رواه الناقد طارق الشناوي.

أما في افتتاح القاهرة الـ38 فبدأت الأزمة بتأخر حفل الافتتاح لأكثر من ساعة، بالإضافة إلى حدوث خطأ في أثناء تكريم المنتج حسين القلا، حيث تعجلت المذيعة جاسمين طه زكي وذكرت اسمه، فيما كان يلقي المخرج المالي الشيخ عمر سيسوكو كلمته خلال المهرجان، بجانب حصول بعض موظفي الشركات الراعية وشركات الدعاية على دعوات VIP لحضور حفل الافتتاح، دون وجه حق.

بالعودة إلى عام 2012 في الدورة الخامسة والثلاثين من مهرجان القاهرة، واجه المراسلين مشكلة في الوصول بسهولة للأماكن المخصصة لهم على السجادة الحمراء، والتي يحصلون من خلالها على لقاءاتهم الصحفية مع النجوم الوافدين إلى الحفل، وذلك بسبب ارتفاع المنصة المخصصة لهم وعدم وجود طريقة للوصول إليها، وهو ما سبب غضب لدى بعض المراسلين العرب لكن تم احتوائه سريعًا بإحضار طاولات عبروا من خلالها إلى منصة الصحفيين.

وفي الدورة الـ36 من المهرجان نفسه، أقيم حفل الافتتاح في محكى القلعة للمرة الأولى والأخيرة، ويمكن تلخيص ما شهده المهرجان من سوء تنظيم، في تعرض الإعلامية بوسي شلبي لسرقة حقيبتها، بجانب غياب الدعم الفني للهندسة الصوتية، حيث فشل الحضور في سماع كلمات المتحدثين وقتها مثل الفنان آسر ياسين مقدم الحفل، والفنانة يسرا رئيس لجنة التحكيم الدولية وقتها، كما اشتكى البعض من بُعد المسافة من القلعة إلى محكى القلعة ووجود أزمة مرورية أدت لتعطلهم.

أما الدورة الـ37 تجسد سوء التنظيم في التدافع الذي حدث لحظة دخول وزير الثقافة المصري حلمي النمنم في حفل الافتتاح، بجانب الرقصة الافتتاحية التي ظهرت فيها فتاة صينية مرتدية الزي الفرعوني وهو ما لم يكن مقنعًا على الإطلاق، بالإضافة إلى غياب مذيع للتحدث باللغة الإنجليزية ليترجم ما يقال للحضور من غير المصريين، حيث قدمت الحفل وقتها المذيعة جاسمين طه زكي، بجانب عدم حضور عدد من النجوم لأفلامهم بسبب الإقبال الجماهيري لحضور الأفلام والتزام دار الأوبرا بإغلاق أبواب المسارح في موعد محدد.

لا يمكننا ذكر أبرز حوادث سوء التنظيم دون التطرق إلى “السجادة الحمراء” صاحبة أكبر عدد مما يمكننا وصفه بـ”الفضائح”، فعلى السجادة الحمراء نرى وجوهًا قد لا نشاهدهم إلا في مثل هذه الاحتفالات فقط، فلن تجد لهم عملًا سينمائيًا أو تلفزيونيًا مميزًا على مدار مشوارهم الفني، وربما تجد أن أخر عمل لهم منذ عدة سنوات، كذلك إذا سألت أحد من أفراد أسرتك ربما لن تجده يعلم من هو ذلك الفنان.

قد يكون ذلك الفنان شقيقًا لفنانة شهيرة، أو قد تربطه علاقة جيدة بالقائمين على المهرجان، لكن في كافة الأحوال جميعهم لا يمتون لـ”الفن” بصلة، حتى حواراتهم الصحفية لا تُعطي المُشاهد أي جديد، فبالتأكيد المُشاهد لن يريد أن يستمع لرأي فنان مغمور في مهنته، مشهور بسخرية الجمهور منه، في مهرجان شهير، كما لا يريد الاستماع لصوت فنانة مغمورة كل علاقتها بالفن هو حضور المهرجانات فقط.

السجادة الحمراء شهدت العديد من الوقائع المثيرة أبرزها وقائع “سقوط الفنانات” سواء رغمًا عنهم أو بشكل متعمد، ليصبحن بعد ثوانٍ معدودة حديث كافة المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الإجتماعي.

أما من ناحية المواظبة على الحضور و”التأنق” على السجادة الحمراء، فالثلاثة الأشهر على الإطلاق في حضور المهرجانات سواء المصرية خاصةً أو العربية عمومًا، هم:

غادة إبراهيم

صاحبة المقولة الشهيرة “موف غامق عشان الأحداث”، التي كان أخر عمل فني لها هو مسلسل “النار والطين” ومسلسل “الصفعة” عام 2012، بينما لم تدق أبواب السينما منذ عام 2009 من خلال فيلم “يوم ما اتقابلنا” للمخرج إسماعيل مراد، فليس لها أي تاريخ سينمائي يجعلها ضمن أبرز الحضور للمهرجانات السينمائية.

لكن بعد ما تعرضت له مؤخرًا في بدايات 2016 من اتهامها في قضية “تسهيل الدعارة” وحصولها على البراءة، اختفت “إبراهيم” ولم تظهر في أي مهرجان منذ ذلك الوقت، كما اعتادت سابقًا.

محمد كريم

انقطعت علاقته بالسينما منذ عام 2009، حيث كان أخر أدواره في فيلم “دكان شحاتة” للمخرج خالد يوسف، لكنه اكتسب شهرة جديدة من خلال السخرية منه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مقاطع الفيديو القصيرة التي ينشرها لنفسه عبر حسابه على “انستجرام”، بأداء مبالغ فيه.

أمير شاهين

تتلخص علاقة “شاهين” بالسينما، بأنه شقيق الفنانة إلهام شاهين، والمرافق لها في أي مناسبة أو حدث له علاقة بالفن والفنانين، فنادرًا ما نجده يقوم بالتمثيل في عمل فني بدون شقيقته.

هؤلاء الفنانون تتلخص كل موهبتهم في استعراض شهرتهم الزائفة على السجادة الحمراء في حفلات الافتتاح والختام للمهرجانات المصرية والعربية أيضًا، والإدلاء بتصريحات بلا قيمة.

في الفيديو التالي ستجد أبرز التصريحات لهؤلاء النجوم الذين تجدهم فقط على سجادة المهرجانات المختلفة 

سوء تنظيم الفعاليات

مهرجانات مختلفة وسوء التنظيم واحد، فما يحدث في حفلات الافتتاح والختام من سوء إدارة وتنظيم ينعكس قطعًا على تنظيم الفعاليات والندوات، ففي الدورة الـ32 من مهرجان الإسكندرية، وبداية من وصول الصحفيين والفنانين والنقاد، بدأت أزمة الإقامة رغم أن العدد معلوم لدى المنظمين قبلها بأسابيع وكان يبلغ حوالي 250 مدعو تقريبًا، لكنهم “تفاجئوا” كعادة معظم المسؤولين المصريين تجاه أي أزمة، حيث عدد غُرف محدود، وعدد مدعوين أكثر من العدد الفعلي الذي وُجه إليه الدعوات، مرورًا بتعطل أجهزة العرض خلال عرض عدد من الأفلام المشاركة، وعدم معرفة مواعيد الأفلام المشاركة، وعدم معرفة مواعيد الندوات إلا وقت بدئها، حيث تفاجئ مثلًا الفنان المصري القدير يوسف شعبان بندوة تكريمية له قبل بدايتها بنصف ساعة فقط!

أما المخرج التونسي رشيد فرشيو فتم تكريمه في أخر أيام المهرجان وبعد حفل الختام داخل “لوبي” الفندق رغم أنه كان من المفترض أن يتسلم درع التكريم خلال حفل الختام إلا أن إدارة المهرجان ربما “نست أو تناست” تكريمه.

لم تكن تلك الوقائع الأولى في مهرجان مصري يأخذ الصفة الدولية كمهرجان الإسكندرية الذي أكد الناقد الفني طارق الشناوي أن المهرجان يقترن اسمه بـ”الفضيحة”، لافتًا إلى أن الدورات السابقة احتوت على كثير من “الكوارث” مثل التغيير في جوائز لجان التحكيم ومنح الجوائز لنجوم آخرين غير الفائزين الحقيقيين!

أما في المهرجان القومي للسينما هذا عام 2016، فبعد يومين فقط من انطلاقه تغيبت لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة عن حضور العروض بجانب عدم حضور صناع الأفلام أنفسهم لأفلامهم، كذلك كتبت إدارة المهرجان تعليقًا على مدخل قاعة المسرح الصغير تعتذر فيه عن عدم تمكنها من عرض فيلم “سعيكم مشكور يا برو” بسبب عدم تسليم شريط الفيلم من قِبل الشركة المنتجة، وهو ما لم تكتشفه الإدارة سوى وقت عرض الفيلم!

وفي مهرجان السينما الأوروبية بالأقصر 2016 أيضًا، شهدت دور العرض المخصصة للأفلام إقبالًا ضعيفًا بسبب سوء التنظيم وقلة الدعاية لتلك الأفلام أو الترويج لها، حيث اكتفت الإدارة بعرض لافتات في مداخل ومخارج دور العرض بجانب عدم معرفة الحضور بمواعيد الندوات أو مواعيد عرض الأفلام، أما أهالي الأقصر فتقريبًا لم يعلم معظمهم بوجود مهرجان فني في مدينتهم من الأساس.

فيما شهد مهرجان القاهرة الثامن والثلاثين، عددًا من الانتقادات، بسبب تغيير مواعيد عروض بعض الأفلام في اللحظات الأخيرة، ونفاذ بيع تذاكر بعض الأفلام بسبب السماح لشراء التذاكر بشكل جماعي لصالح أحد القائمين على هذه الأفلام، مثلما حدث قبل عرض فيلم “احنا المصريين الأرمن”، بالإضافة إلى عدم استخراج “الكارنيهات” الخاصة ببعض الصحفيين والنقاد حتى بعد بداية المهرجان.

أما شباك التذاكر الذي يشرف عليه موقع “السينما دوت كوم” -الخاص بكل ما يخص السينما العربية والعالمية- والموجود لحجز تذاكر الأفلام المشاركة بالمهرجان، والقائمين عليه الذين من المفترض أنهم على علم بكل ما يخص السينما وخاصة تفاصيل كل الأفلام المشاركة، عند سؤال واحدة منهم عن موعد عرض أحد الأفلام “المصرية” لم تكن تعلم أن هناك فيلما بهذا الاسم، يشارك في دورة هذا العام لكنها سريعا ما استدركت أننا نقصد فيلم الفنانة إلهام شاهين.

المدعويين والمدعوات

ومن سوء التنظيم للحفلات والفعاليات لسوء اختيار المدعوين والمدعوات، فطبيعي أن تجد دائمًا على السجادة الحمراء من هم ليس لهم علاقة بالتمثيل من قريب أو من بعيد كما ذكرنا، لكنهم على الأقل وجوهًا مألوفة لدى المتابعين، بينما لا بد وأن تجد من هم فنانون “درجة ثالثة” أو مغمورين بالدرجة التي تجعل المتابع حتى وإن علم بأسمائهم أو تعرف على ملامحهم لن يستطيع معرفة دورًا واحدًا قاموا به، وتمثل ذلك بشدة في مهرجان القاهرة في دورته الـ38، حيث حضر حفل الافتتاح مجموعة كبيرة من الفنانات المغمورات دون معرفة من وجه إليهن الدعوات، بل والترويج “لهن” بوضع صورتهن على الصفحات الرئيسية للنشرة الخاصة بالمهرجان، بحجم أكبر من بعض النجوم المشاهير.

صورة للفنانة المغمورة منة عمارة تتوسط صورة كل من الفنانة ناهد السباعي والفنانة نجلاء بدر في النشرة الخاصة بالمهرجان

عدم السيطرة على دعوات الحضور من قِبل المنظمين، لم يسمح فقط بوجود الفنانات “المغمورات”، لكنه سمح بوجود مثيري الجدل أيضًا أمثال سما المصري، المشهورة مؤخرًا بنشر بعض الفيديوهات لها والتي يمكن وصفها بـ”الإباحية”، والتي لاقى حضورها في مهرجان القاهرة 2016، استهجانًا كبيرًا من الجميع، كذلك من أبرز الضيوف الدائمين على المهرجانات المصرية منذ أكثر من عشرين عامًا، هو مالك لأحد محال الكشري الشهيرة بالقاهرة، والذي يدعي أنه صحفي فن على علاقة وطيدة بالفنانين والقائمين على المناسبات الفنية بمصر كالمهرجانات.

كما أكد أحد الصحفيين المصريين –رفض ذكر اسمه- أن صديقه مالك أحد مكاتب الإنترنت بوسط القاهرة، استطاع الحصول على دعوة لحضور فعاليات الدورة الـ32 من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، حتى وإن كان ليس له علاقة بالصحافة أو الفن من قريب أو من بعيد.

كل هذه الوقائع تنتهي بسؤال واحد، من الذي يسمح بتوجيه دعوة لهؤلاء بل ويروج لهن أيضًا على حساب واحد من أعرق المهرجانات الدولية؟!

فساتين الفنانات

بخلاف أعمالهن غير الموجودة من الأساس، لن تجد الفنانات المغمورات أو المثيرات للجدل المدعوات للمهرجانات المصرية، ما يشاركن به سوى “فساتينهن” وإطلالاتهن بشكل عام، ففي كل مهرجان مصري نجد تركيز الفنانات ووسائل الإعلام حوّل حفلي الافتتاح والختام إلى برنامج عن الموضة والأزياء، كأن المهرجان فقد سمته وهدفه الأساسي في التبادل الثقافي والفني بين البلدان، وأصبح “ديفيليه” للنجمات.

تحاول كل فنانة أيًا كانت، سواء فنانة شهيرة أم لا، لفت الأنظار بإطلالتها وجرأتها إن أمكن، وكلما كان “الاستايل” غريب، كلما جذبت الجمهور بشكل أكبر وازدادت التعليقات، وظهر خبراء التجميل والمتخصصين في الموضة يدلون بدلوهم ويقيّمون فساتين هؤلاء النجمات.

يرى أحد النقاد الفنيين المصريين –رفض ذكر اسمه- أن المهرجانات فقدت قيمتها الأصلية في التبادل الثقافي بين البلدان، عندما تحول التركيز من الأفلام إلى إطلالات الفنانات، وهو ما لم يوافق عليه الخبير الإعلامي عمرو قورة، في تصريحه لـ إعلام دوت أورج، مؤكدًا أن أي مهرجان عالمي يهتم أيضًا بإطلالات الفنانات، لكن سوء التنظيم هو العامل الرئيسي لفشل المهرجانات أو تراجعها.

وفيما يلي مجموعة من أبرز إطلالات الفنانات في بعض المهرجانات:

الأفلام المصرية المشاركة

ليست بـ”الفساتين” وحدها تنجح المهرجانات، لكن جزء من قوة أي مهرجان مصري يعتمد على مدى قوة الأفلام المشاركة، خاصة المصرية منها، والتي من المفترض أن يتم اختيارها بعناية من قِبل لجنة المشاهدة، لكن من الواضح مؤخرًا أن الأفلام المُختارة للمشاركة بالمهرجانات لم تكن على المستوى المتوقع، فيظل الفيلم المصري هو أضعف الحلقات في مهرجانات مصر الفنية كما يرى طارق الشناوي، فعلى سبيل المثال في دورة عام 2016 من مهرجان القاهرة، شارك فيلمين مصريين بالمسابقة الرسمية هما “يوم للستات” و”البر التاني” وكلاهما أضعف من أن يشارك في مهرجان يتسم بالدولية، خاصة “البر التاني” الذي حصد النصيب الأكبر من الانتقادات لأسباب عديدة، أبرزها الغموض الموجود حول بطل ومنتج الفيلم الذي يمثل دور البطولة لأول مرة، والذي قال ضمن “فضفضة” وسط عدد من الصحفيين إن شركة دعاية مملوكة لشخصيات غير مصرية  هي من دفعت بفيلمه للمشاركة في المهرجان، وأنه سيتم “تسهيل” الإجراءات ليتم قبول الفيلم ويشارك بالمسابقة الرسمية، مع العلم أنه لم يحصل على أي إشادة سواء من الجمهور والنقاد وحقق إيرادات ضعيفة عند عرضه، لتؤكد فيما بعد رئيس مهرجان القاهرة، دكتورة ماجدة واصف أنه لم يتم عرض “البر التاني” و”يوم للستات” على لجنة المشاهدة بالمهرجان قبل قبولهما، حيث وصفت اللجنة بـ”الإستشارية”، غير الملزمة لإدارة المهرجان، وفي المقابل تم رفض واحدًا من أهم الأفلام المصرية التي حصدت جوائز في مهرجانات عالمية وهو “آخر أيام المدينة” وسط شبهات حول سبب رفض هذا الفيلم.

كذلك تم اختيار الفيلمين المصريين “روج” و”منطقة محظورة” ليشاركا في المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية 2016، واللذان لم يحصلا على أي إشادة جماهيرية أو نقدية.

وبالعودة مرة أخرى لعام 2015، كانت هناك حملة من بعض الصحفيين المصريين رافضة مشاركة فيلمي “من ضهر راجل” و”الليلة الكبيرة” واتهامهما بأنهما لا يليقان بتمثيل مصر في مهرجان دولي.

 

ميزانيات فقيرة

لم تقتصر الانتقادات الموجهة للمهرجانات المصرية على الإدارة والتنظيم والمدعويين والأفلام فقط، بل امتدت للوزارات الداعمة، كوزارتي الثقافة والسياحة.

كان من الصعب خلال البحث معرفة الأرقام الفعلية التي تساهم بها كلا من الوزارتين في دعم أي مهرجان مصري، لكن في البداية حاورنا واحدًا من أقدم المنظمين في مهرجان القاهرة الدولي، والذي يعمل به منذ الثمانينات، ويُدعى محمد الإتربي، الذي أكد أن المهرجان كان في أزهى عصوره عندما كان يتولى رئاسته المؤلف المسرحي الراحل سعد الدين وهبة، رغم أنه لم يكن يحصل على أي دعم مادي من أي وزارة، بل خرجت دورات عديدة من المهرجان بجهود ذاتية من الجمعية المصرية للكُتّاب والنقاد السينمائيين، إلى أن تولى الفنان حسين فهمي رئاسة المهرجان عام 1998 لتبدأ رحلة تدخل وزارة الثقافة لدعم مهرجان القاهرة وباقي المهرجانات المصرية.

منذ عام 1998 وحتى عام 2001 تولى الفنان حسين فهمي رئاسة المهرجان الذي وصلت ميزانيته وقتها من 2 إلى 3 ملايين جنيه، حيث أكد “فهمي” في تصريحات صحفية سابقة أن أصدقائه من رجال الأعمال هم من ساعدوه للوصول إلى هذا المبلغ، في حين أن وزارة الثقافة كانت تدعمه بـ200 ألف جنيه فقط.

من عام 2002 حتى عام 2005، وعندما خلف فريد الشوباشي الفنان حسين فهمي، أكد في أحد تصريحاته أن ميزانية المهرجان وقتها كانت 3 ملايين جنيه، وهي ميزانية ضعيفة جدًا لإقامة مهرجان دولي، فكانت “الميزانية” هي السبب الرئيسي لاستقالة كل من تولى رئاسة هذا المهرجان العريق.

بحسب وصف “الإتربي” في تصريحه لـ إعلام دوت أورج فإن المهرجان بدأ لحظات انهياره بعد أن تولى الفنان عزت أبو عوف رئاسته، حيث أكد أنه لم يكن إداريًا بالقدر الكافي الذي يسمح له بإدارة أهم المهرجانات المصرية على الإطلاق، بل استطاع فقط جذب أكبر عدد من النجوم لحضور الفعاليات بحكم صلته الوثيقة بهم، إلى أن وصل الحال إلى ما هو عليه في عهد الدكتورة ماجدة واصف رئيسة الدورتين الـ37 والـ38 من المهرجان، والتي أكدت قبيل الدورة الأخيرة أن ميزانية المهرجان من الدولة ووزارة الثقافة تبلغ 6 ملايين جنيه بجانب دعم 2 مليون جنيه من وزارة السياحة، ومليون جنيه من وزارة الشباب والرياضة، في حين شكك “الإتربي” في صحة هذا المبلغ، مُشيرًا إلى أن دعم “الثقافة” لا يمكن أن يكون أكثر من 5 ملايين جنيه، أما ما كشفه الناقد الفني طارق الشناوي في أحد مقالاته بجريدة المصري اليوم قبل ختام الدورة رقم 38، والذي يُعد “وصمة عار” في وجه الدولة والمعنيين بالفن، حيث قال إن وزارة السياحة حتى الآن لم تسدد قيمة 2 مليون جنيه، والتي توجه لإقامة الضيوف في الفنادق، لافتًا إلى أن الديَّانة يطاردون المهرجان.

أما على مستوى المهرجانات المحلية، فأيضًا لم تحظَ هذه المهرجانات بالدعم المادي الكافي من الدولة، فعلى سبيل المثال أكد المنتج والمؤلف محمد حفظي، أن ميزانية الدورة السابعة عشر من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية، والتي شغل خلالها منصب مدير المهرجان، أنها تعد عشرة بالمائة من ميزانية مهرجان القاهرة، وتساوي تقريبًا مليون جنيه، مؤكدًا أنها ميزانية غير كافية لإقامة مهرجان بحجم الإسماعيلية.

كما كشفت الكاتبة والناقدة ناهد صلاح، المدير المالي لمهرجان الإسكندرية في تصريحات لـ إعلام دوت أورج، عن حجم ميزانية المهرجان لعام 2016 والتي بلغت مليون و300 ألف جنيه، موضحة أن الميزانية لا تكفي لإخراج مهرجان سينمائي كبير وأن الإدارة تقوم بأقصى جهدها لتقسيم الميزانية على الندوات والفعاليات وحجز الفندق لضيوف المهرجان الذين تخطى عددهم 250 شخص، لافتة إلى أنه بالفعل كانت هناك ملاحظات على تلك الدورة من المهرجان، سيحاوون تلافيها في الدورات القادمة.

أما لو قارننا ميزانيات المهرجانات المصرية بالمهرجانات العربية والعالمية فسنجدها “نقطة في بحر” من تلك الميزانيات، وربما لن نجرؤ على المقارنة من الأساس.

مهرجان كان

ميزانية مهرجان “كان” 2016 تعادل حوالي 20 مليون يورو (أي أن ميزانية مهرجان القاهرة تشكل 2.5% من ميزانية مهرجان كان)، نصفها يأتي من الأموال العامة من وزارة الثقافة (المركز الوطني لصناعة السينما)، ومدينة كان وغيرها من السلطات المحلية كـ(المجلس الإقليمي لمقاطعة ألب كوت دازور والمجلس العام لألب ماريتيم). وقد استكمل التمويل من تبرعات من عدد من الجماعات المهنية، والشركاء من المؤسسات وشركات القطاع الخاص والشركاء الرسميين في المهرجان.

مهرجان دبي

في دورته لعام 2016 أيضًا بلغت ميزانيته نحو خمسة عشر مليون دولار (أي أن ميزانية مهرجان القاهرة 2016 تشكل حوالي 3.3% من مهرجان دبي) بحسب أحد التقارير المنشورة بجريدة “الشرق الأوسط”.

مهرجان قرطاج

أما في 2015 فأعلنت مديرة مهرجان قرطاج، سنية مبارك أن ميزانية المهرجان تبلغ ثلاثة ملايين و600 ألف دينار، في حين أن مهرجان صفاقس لا تتجاوز ميزانيته المقررة من وزارة الثقافة الستين ألف دينار فقط.

مهرجان برلين

بحسب جريدة السفير فإن ميزانية مهرجان برلين السينمائي عام 2014 بلغت 21 مليون يورو (أي أن ميزانية مهرجان القاهرة 2016 تشكل حوالي 2.4%) ويتم تحقيق ميزانية المهرجان من خلال دعم الحكومة الألمانية كذلك الشركات الراعية وثالثًا مبيعات التذاكر والتي تمثل 30% تقريبًا من ميزانية المهرجان.

مهرجان فينيسيا

كذلك من أبرز الميزانيات المعلنة لمهرجان فينيسيا، ميزانية عام 2010 والتي بلغت تبلغ حوالي 12 مليون يورو (أي أن ميزانية مهرجان القاهرة 2016 تشكل حوالي 4.2 من مهرجان فينيسيا) % من بينها 7 ملايين توفرها إيطاليا.

فبعد معرفة بعض من ميزانيات تلك المهرجانات العالمية، هل من الممكن وضع المهرجانات المصرية في مقارنة مع تلك المهرجانات؟!!

لجان التحكيم

مثلما توجد معايير لاختيار الأفلام المشاركة، هناك معايير وشروط أيضًا متفق عليها في اختيار الأسماء المرشحة لتكون ضمن لجان التحكيم في المسابقات بالمهرجانات المصرية، لخصتها الناقدة ماجدة موريس رئيس مهرجان الأقصر للسينما العربية والأوروبية السابق في تصريحات صحفية، وهي أن يكون الفنان المشارك فيها معروفًا بإبداعه وموهبته التي تظهر من خلال أفلامه، وأن يكون اسمًا جديرًا بالاحترام، وألا يكون محملًا بفضائح وشائعات، إضافة إلى خبرته الطويلة إذا كان له عمر طويل في العمل السينمائي وصاحب رصيد سينمائي جيد أو ممثلًا فذًا، بجانب الثقافة لأنها ضرورة سواء كان أكاديميًا أو موهوبًا.

أضافت أيضًا أن الشهرة مهمة جدًا لأن المهرجان جزء من عنوان الدولة التي يمثلها ومن الصعب الاستعانة بفنان لا يمتلك تاريخا طويلا وغير معروف للعالم كله بقدراته الإبداعية، ضمن المعايير أيضًا حددت “موريس” معيار “اللغة” لتسهيل التفاعل والتواصل مع باقي عناصر اللجنة.

قد يكون جزء من هذه المعايير فُقد خلال السنوات الأخيرة وأصبح اختيار لجان التحكيم ليس له معيارًا واضحًا، فأصبح هناك فنانون لا تعرف تم اختيارهم بناءً على أي أساس، وتجلى هذا في دورة 2016 من مهرجان الإسكندرية حيث كان ضمن لجنة التحكيم 3 من الفنانات اللاتي ليس لديهن أي تاريخ سينمائي مميز، وهن نرمين الفقي ونورهان وشيري عادل، واللاتي إذا حاولت أن تتذكر لهن أي عملًا سينمائيًا واحدًا لن تستطيع، ربما الضجة التي أثيرت بعد ترشيحهن من قِبل الصحافة لم تكن كبيرة بالقدر الكافي الذي يجعل إدارة المهرجان تخرج ببيانات تبرر فيها اختيارهن تحديدًا دون غيرهن، وذلك على عكس الضجة التي أثيرت حول ترشيح كل من الفناناتان صبا مبارك وأروى جودة ليكونا ضمن لجنة تحكيم مهرجان القاهرة في الدورة الثامنة والثلاثين، وكان سبب الحملة الأساسي أنهما من الفنانات المنضمات لوكالة C.A.T التابعة للخبير الإعلامي عمرو قورة، والذي كان عضوًا في اللجنة الإستشارية العليا لإدارة المهرجان لكنه انسحب قبل بدايته بعد الحملة التي أثيرت ضده بسبب أروى وصبا.

فيما يرى طارق الشناوي أن كثير من النجوم لا يرحبوا بوجودهم كلجان تحكيم نظرًا لطول مدة المهمة وتعطيل بعض أعمالهم الفنية، فهم يروها عبئًا ثقيلًا لذا يفضلوا الابتعاد والاكتفاء بحضور حفلات الافتتاح والختام.

مهرجانات بلا دعاية

ما سبق يدل أن المهرجانات المصرية أصبحت مناسبة تجمع النجوم ببعضهم البعض، دون تحقيق هدفها في التبادل الثقافي والفني الذي يكتسبه الجمهور قبل الفنانين، فلو قمت بسؤال أي من سكان واحدة من المحافظات التي تضم مهرجان فني، ستجد الكثير من بين هؤلاء لا يعلمون أن مدينتهم تحتفل بمهرجان مهم وتستضيف فنانين من أرجاء العالم… هكذا كان الحال في السنوات الأخيرة، من المهرجانات المصرية.

قلة الدعاية للمهرجانات المحلية والاكتفاء بعرض برومو المهرجان على قناة واحدة فقط باعتبارها واحدة من الرعاة –مثلما حدث في الدورة الثانية والثلاثون من مهرجان الإسكندرية- أو عدم الإعلان عنه من الأساس –مثلما حدث مع مهرجان الإسماعيلية 2016- كذلك الاكتفاء بأعداد قليلة من البوسترات الدعائية للمهرجان بالقرب من أماكن إقامة الفعاليات بكل محافظة، كلها أسباب كافية لعدم معرفة الجمهور بوجود مهرجان عالمي في بلدهم، أما مواقع التواصل الاجتماعي فلم تساهم في الدعاية لأي من الدورات السابقة لهذه المهرجانات، فعلى سبيل المثال، لم تكن الصفحة الرسمية لمهرجان الإسكندرية عامل مساعد في الدعاية للمهرجان، فعدد المشتركين بالصفحة كان حوالي ثمانية آلاف مشترك فقط، أما مهرجان الإسماعيلية فليس لديه على مواقع التواصل أية حسابات من الأساس.

لكن الحال اختلف قليلًا في دورة مهرجان القاهرة في 2016، حيث وصلت صفحة المهرجان على “فيسبوك” إلى أكثر من 138 ألف مشترك، لكنها اقتصرت على عرض برامج المهرجان ومواعيد عرض الأفلام والندوات والصور من حفلات الافتتاح والختام، كما أطلق المهرجان “تطبيق” ليسهل على المتابعين معرفة كل ما يخص المهرجان، ودوراته السابقة.

من المفترض ألا تتمثل الدعاية للمهرجانات المصرية في البوسترات بالشوارع أو برومو على القنوات فقط، لكن يجب أن تمتد أيضًا إلى تعريف ضيوف المهرجانات بمعالم البلد المضيف من خلال تنظيم إدارة المهرجان لرحلات سياحية قصيرة المدة، خاصة وأنهم متواجدين في بلد سياحي من الدرجة الأولى، كذلك الاهتمام بشكل أكبر بالضيوف الأجانب، سواء بمصاحبتهم إلى أماكن إقامتهم بمجرد وصولهم للمطار، وتوفير السيارات المناسبة لتنقلاتهم خلال الفعاليات، فشكاوى الضيوف بمجرد وصولهم لحضور أحد المهرجانات المصرية، عديدة، فعلى سبيل المثال في مهرجان الإسكندرية الـ32، كانت هناك شكوى غاضبة من أحد المنتجين السوريين بسبب انتقالهم إلى أماكن الفعاليات في “أتوبيس” وليس سيارات مخصصة لهم، وعدم معاملتهم مثلما اعتادوا أن يُعاملوا في المهرجانات العربية والعالمية الأخرى، تمثلت شكاوى ضيوف المهرجان أيضًا في تعطل أجهزة عرض بعض الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية بالمهرجان وتغيير مواعيد عرض الأفلام والندوات دون إخطارهم بوقت كافي، ناهيك عن واقعة “الضرب” من أحد العاملين بمطعم الفندق المضيف في الإسكندرية، لأحد الضيوف دون معرفة السبب الرئيسي للضرب وقتها، كل هذه الوقائع بالتأكيد تترك “دعاية سلبية” للمهرجان وللبلد أيضًا.

مخالفة اللوائح

إجمالًا لما تتضمنه المهرجانات المصرية من “كوارث” وإخفاقات كما عرضنا، فمن الطبيعي أن تتضمن بعض دورات هذه المهرجانات مخالفات للوائح في اختيار الأفلام، فعلى سبيل المثال، أعلنت إدارة مهرجان القاهرة 38 عن عدم مشاركة فيلم “آخر أيام المدينة” في المسابقة الرسمية، بسبب مخالفته للوائح المهرجان وعرضه في العديد من المهرجانات الدولية الأخرى، في حين وافقت الإدارة على عرض الفيلم المغربي الإسباني “ميموزا” في دورة المهرجان، حيث فاز بالهرم الذهبي، وذلك رغم اتهامات بعض النقاد له بأنه مخالف للائحة المهرجان؛ لأن الفيلم، الذي أسهمت في إنتاجه فرنسا والمغرب وقطر وإسبانيا، شارك في أكثر من 12 مهرجانًا حتى نهاية أكتوبر؛ أي قبل بدء مهرجان القاهرة بأسبوعين، وشارك في مهرجان موسكو بروسيا، ومهرجان كارلوفي فاري بالتشيك، وهما ضمن قائمة الـ15 مهرجاناً من الفئة “أ” وفق تصنيف الاتحاد الدولي للمنتجين FIAPF الذي تنص لائحته على أنه لا يجوز لمهرجان القاهرة أن يقبل في مسابقته الرسمية أحد الأفلام التي شاركت فيها،

حلول مقترحة

في سياق ما تم رصده من إخفاقات في إدارة معظم المهرجانات المصرية، أكد الخبير الإعلامي عمرو قورة في تصريحات لـ إعلام دوت أورج، إن هناك عدة حلول تساعد على تطوير وخروج المهرجانات بشكل أفضل لتمثيل مصر بصورة لائقة ولنتمكن من مقارنتها بالمهرجانات العالمية الأخرى، الدعاية لمصر في الخارج عن طريق دعوة مثل هؤلاء النجوم، وهو ما حاول تنفيذه وقتما كان عضوًا في اللجنة الاستشارية العُليا لمهرجان القاهرة الثامن والثلاثين قبل انسحابه، لكنه لم يجد من يتخذ القرار معه، حيث اكتفى القائمين على الدورة بالموافقة على الاقتراحات لكنهم لم يستطيعوا فعل أي شيء، وفيما يلي أبرز هذه المقترحات

1- الاكتفاء بمهرجان القاهرة السينمائي فقط ونقل الدعم المقدم للمهرجانات الأخرى له، فيرى أن دعم وزارة الثقافة يذهب لمهرجانات كثيرة بلا فائدة، مثل الإسكندرية والإسماعيلية وباقي المهرجانات المحلية.

2- التعاقد مع شركات متخصصة ذات خبرة “فنية وتجارية” لتنظيم فعاليات واحتفالات المهرجانات بدلًا من إسناد هذه المهمة لأفراد يفتقدون الخبرة الكافية ويتعاملون مع الحدث باعتباره مهمة عمل سنوية محددة المدة.

3- رصد ميزانية كبيرة من الوزارات الداعمة، للمهرجان المصري الأهم، تسمح باستضافة وتكريم بعض النجوم العالميين الذين يطالبون بمبالغ طائلة من أجل المجئ لمصر، لأنهم سيساهمون بالتأكيد في الترويج والدعاية للدولة المصرية، ويساعد وجودهم على رفع قيمة المهرجان وترك انطباعًا جيدًا عن البلد المضيف.

4- مساندة أكبر من الدولة لإدارة المهرجان، من خلال عدم التعنت والبُعد عن الروتين الحكومي، وتسهيل كافة الإجراءات الإدارية، بجانب عدم التدخل “السياسي” في اختيار الأفلام المشاركة.

5- انتقاء أفلام جيدة المستوى للمشاركة في المهرجان-خاصة المصرية- واقتصار الدعوات على النجوم الكبار والمشاهير فقط، ومنع توجيه الدعوات لمن هم ليس لهم علاقة بالمجال الفني.

6- البعد عن الأسلوب البدائي والعشوائي في توجيه الدعوات للنجوم، فبدلًا من إرسال بعض العاملين في إدارة المهرجان إلى كل فنان قبل بدء الفعاليات بساعات قليلة، يتم توجيه الدعوات إليهم مبكرًا عن طريق “الميل”.

7- التشجيع على الاستعانة بالنجوم الشباب المتميزين واختيارهم كـ لجان تحكيم في تلك المهرجانات، حتى يكون هناك فرصة لعرض وجهات نظرهم المختلفة بجانب كبار النجوم الآخرين.

في النهاية لم نقدم على كتابة كل ما سبق لرصد الأخطاء فقط، بل محاولة لمعرفة الأسباب والصورة الكاملة التي ساهمت في انهيار المهرجانات المصرية بهذا الشكل، خاصة في السنوات الأخيرة، والإسهام ولو بجزء بسيط في وضع بعض الحلول لخروج الدورات القادمة بشكل أفضل.