كريم فرغلي يكتب: المهاجم حلمي بكر

كريم فرغلي - مقالات

facebook فيس

لن تحتاج أن تكتب اسما معينا بعد جملة – حلمي بكر يهاجم –تلقائيا سيقترح لك محرك البحث جوجل عشرات الأسماء بدء بعلي الحجار وصولا لأوكا وأورتيجا ، تستطيع أيضا تغيير الفعل إلى :يَشتم , يُهين , يُغضب – لتظهر لك أسماء عديدة أخرى منها أصالة , لطيفة ,سميرة سعيد ,محمد عساف , حسن الشافعي وغيرهم إلى جانب آخر ضحاياه الفنان أحمد عدوية الذي طالبه بكر بالتوقف عن الغناء قبل أن يعتذر له على الهواء في برنامج العاشرة مساء مؤكدا أن تصريحاته فُهمت خطأ تماما كما حدث مع عمرو دياب و تامر حسني والحجار وغيرهم .

 

لن أخوض في تفاصيل أي معركة للموسيقار الكبير و لا أدعوك للبحث عنها بالفعل ، كما لا أنوي التطوع للفصل بين أطرافهارغم التجاوزت الصارخة في أحيان كثيرة مثل معركة الفنانة لطيفة التي ذكر فيها بكر تصريحات صادمه في حقها على لسان محمد عبد الوهاب أساءت إلى موسيقار الأجيال أكثر بكثير مما أساءت للمطربة التونسية التي علقت عليها برقي بالغ ، أستوعب لجوء المدعين و أنصاف الموهوبين إلى سياسة افتعال الأزمات و إدارة الخناقات في وسائل الإعلام لتسليط الأضواء عليهم تعويضا عن ضآلة الموهبة و تواضع الرصيد الفني ، كما أتفهم أن يندفع فنان كبير بتصريح ناري ضد زميل أو زميلة نتيجة ضغط أو استفزاز ألحت به مذيعة أو إعلامي، لكن استمرار (الخناق) لسنوات طويلة تجاه أطراف متعددة من صاحب تاريخ كبير و موهبة حقيقية هو ما صاغ بالنسبة لي لغز حلمي بكر

ببساطة شديدة وبالرغم من أنني لم أتخصص علميا في الموسيقى أستطيع رصد عشرات الأغاني الرائعة لبكر التي لا زالت تعيش بيننا حتى الآن مثل (متقولش إيه اديتنا مصر) لعُليا التونسية و (معندكش فكرة ) لوردة و( مهما الأيام تعمل فينا ) لنجاة وغيرها .

 

بل إن النجاح المدوي التي حققتها رائعته (ع اللي جرى)بعد مرور أكثر من 40 عاما على غناء مطربتها الأصليه عُليا التونسية و تسابق العديد من المطربين و المطربات على إعادة تقديمها مثل أصالة و صابر الرباعي و الراحلة ذكرى يعتبر دليلا دامغا على قدرة ألحان الرجل على البقاء والنجاح ..

https://www.youtube.com/watch?v=t4OlTMzYW44

 

كما أن الإيقاعات الموسيقية التي قدمها في تترات فوازير (حول العالم) لشريهان على سبيل المثال والتي مزج فيها بين ثقافات موسيقية مختلفة بتنوع شديد الرشاقة والإبداع نجح في الطواف بأذن و وجدان المتلقي حول العالم بالفعل

 

وبالتالي فإن زخم موهبة الرجل و ثقلها الموسيقي يضيف علامات استفهام عديدة حول توقفه عن التلحين و تفرغه الكامل لإدارة خناقاته التي ينهيها باعتذار وتطييب خاطر ليعود سريعا إلى إشعال غيرها بأعواد كبريت لم يضيء بها لحنا يردده الناس منذ أغنيته (مقولتليش من الأول ليه) التي أبى إلا أن تنتقل نيرانها إلى خناقة مدوية مع مطربتها أصالة أوسعها فيها سبا على الهواء في الفضائيات سرعان ما انطفأت كالعادة ليظهر بصحبتها في إحدى حلقات برنامجها صولا ..

https://www.youtube.com/watch?v=T6Zn9IYK0_s

 

الانتهاء السريع للمعارك قد يكون مؤشرا على عدم إضمار أصحابها لكراهية حقيقية أو ما نسميه بالعامية ( الطيبة ) و لكن الأهم بالنسبة للملايين من عشاق موسيقاه هو أن يبدع المزيد منها بعد أن مر أكثر من 16 عاما على (مقولتليش) التي صدرت ضمن ألبوم أصالة يا مجنون عام 99 دون أن يبدع جديدا يحقق نفس النجاح الذي حققته تصريحاته النارية التي تسيئ و تشتبك وتصنف في برامج تليفزيونية لا تسعى لأكثر من الفرقعة الإعلامية باستعراض خناقاته و زيجاته المتعددة التي ضمت أسماء شهيرة مثل الفنانة سهير رمزي و المطربة عليا و شقيقة الفنانة أصالة .

 

باقة زهور أهديها لموسيقارنا الكبير متمنيا له تجاوز وعكته الصحيه الحالية سأكتب له على الكارت في داخلها مقولة : أن تشعل شمعة خير لك من أن تلعن الظلام ألف مرة .. عله يقتنع بأن إبداعه لحنا واحدا بجودة وقيمة عاللي جرى أو إغضب أو يا حبايب مصر أهم و أكثر عملية من ألف تصريح يدين ما يرفضه، عله يقتنع أن الموسيقى الحقيقية هي المبيد الفعال لرداءة المشهد الغنائي الذي يهاجمه مرارا في البرامج مُصرا أن يلعب دور حَكَم الوقت الضائع بدلا من دوره الأصلي كهداف محترف … بصفتي عاشقا لموسيقاه ولكل موسيقى حقيقية أتمنى أن نبحث قريبا في محرك بحث جوجل عن لحن حلمي بكر الجديد وأن نكتب بعد اسمه (يلحن) .. بدلا من :  يهاجم ..