شاتيلا بعيون "كامبجي" على  "فيس بوك" - E3lam.Com

فايزة أحمد

“المخيم” مصطلح ظهر بين العرب إثر وقوع “النكبة” في 1948، حيث هُجّروا الفلسطينيون من أراضيهم، إلى العديد من الدول العربية، من بينهم لبنان جنوب العاصمة “بيروت” على وجه الخصوص؛ ليتجمعوا فيما أُطلق عليه آنذاك، مخيم “شاتيلا” الذي تبلغ مساحته نحو واحد كيلو متر مربع فقط، بينما يقبع به ما يزيد عن (35ألف شخص).

لم يُعرف مخيم شاتيلا بين العرب على نطاق واسع؛ إلا بحدوث مجزرة “صبرا وشاتيلا” في 1982، حيث قتل مئات من اللاجئين الفلسطينيين؛ لكن مع مرور الزمن باتت المخيمات مرتبطة بجميع الأفعال الخارجة على القانون؛ من “الاتجار في المخدرات، والسلاح”، تلك الفكرة التي صدّرها الإعلام العربي مؤخرًا، عن “المخيم”، وذلك في الوقت الذي نادرًا ما يُسلط الضوء على ضيق الحال الذي يعاني منه سكان المخيمات.

كان لكل هذا أن يظهر بعض من شباب “شاتيلا” الذين اتخذوا زمام المبادرة تحت مسمى “كامبجي“؛ بعيدًا عن أيّ أيديولوجية سياسية، ليسلطوا الضوء عما يحدث في هذا المخيم، بعيون صحفية؛ لتغيير نظرة العالم خاصة العرب للمخيمات.

15181667_1326935097350636_1555832058040450119_n

البداية

 كانت البداية لفكرة مشروع “كامبجي”، ترجع لمؤسسة “بسمة وزيتونة” التي تكونت في الأساس من بعض السوريين واللبنانين والفلسطينيين، الذين بدأوا في العمل على النهوض بأوضاع المخيم منذ عامين ونصف العام، حيث وضعوا إعلانًا لمَن يريد تعلم أساسيات الإعلام من شباب المخيم، ليتقدم عشر شباب، أشرفت على تدربيهم أكاديمية “دويتشه فيله” الألمانية.

لم تحدد المؤسسة شروطًا أكاديمية ولا مواصفات اجتماعية بعينها لهؤلاء المتدربون، إذ يبلغ عدد الحاصلين على شهادات جامعية ثلاثة فقط من الفريق برمته، ليتمكنوا عقب (11شهرًا) من فهم وتعلم أساسيات الكتابة الصحفية والتصوير، وذلك ليكون باستطاعة كل منهم أن يصنع قصة مصورة من الألف للياء من المخيم.

https://www.youtube.com/watch?v=l5ecsI9FZaQ&feature=share

منصة “كامبجي”

لم تختر مؤسسة “بسمة وزيتونة” موقعًا إلكترونيًا ليكون المنصة التي يقوم شباب شاتيلا بعرض قصصهم المصورة عبرها؛ بل اختاروا موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تُرجع منى حمدان، مديرة المؤسسة، سبب ذلك إلى أنه: “جرى استطلاع رأي للأهالي حول الساحة الافتراضية التي يتواجدون عليها، وتبين أنهم يزورون فيس بوك أكثر من زيارتهم للمواقع الالكترونية”، بحسب تصريحاتها لـالمدن.

ودُشنت صفحة “كامبجي” على فيس بوك في الثامن عشر من شهر نوفمبر الماضي، حيث بثت العديد من الفيديوهات الترويجية، للتعريف بأعضاء الفريق، بالإضافة إلى العديد من التصميمات الخاصة بالقضايا والقصص التي سيعرضونها، محددين السابع والعشرين من الشهر نفسه لتكون الانطلاقة في عرض قصصهم وما سيقون بتقديمه، ليبلغ عدد المتابعين للصفحة ما يزيد عن الألفين، في أقل من أسبوع.

15202701_1321763907867755_6065508348442007182_n

شاتيلا على “فيس بوك”

بث فريق كامبجي أولى فيديوهاته عبر صفحته في السابع والعشرين من نوفمبر،_ كما أعلنوا- حيث بدأوا في استطلاع آراء سكان المخيم حول سبب تسمية المخيم باسم “شاتيلا”، المُلفت للانتباه أن جميع من ظهروا في هذا الفيديو لم يعرفوا سبب التسمية، بينما حاول البعض الآخر بلورة مفهوم المخيم كما يحلو له أو بما يمثله له؛ فمنهم من اعتبره “الأهل”، ومنهم من كان بالنسبة له مجرد “هم”.

الملاحظة الأبرز على فكرة الفيديو: كانت إظهار أن سكان المخيم يعانون وضعًا اجتماعيًا صعبًا، حتى إن معظمهم غير مُتعلم، كما أن هدف الفيديو تقديم معلومة صحيحة لأهل شاتيلا، حيث إن العاملين على الفيديو أوضحوا السبب الرئيس في تسمية المخيم بـ”شاتيلا”.

ماذا يحدث في “شاتيلا”

بدأ فريق كامبجي بتسليط الضوء مباشرة عما يعاني منه سكان المخيم، حيث بثوا فيديو آخر لمناقشة قضية الاتجار في المخدرات داخل شاتيلا، وما الذي اتُخذ من إجراءات حيال هذه القضية، والمتسبب فيها، وذلك عن طريق عرض كافة وجهات نظر الأطراف المعنية.

بالرغم من أن عمل الصفحة على فيس بوك بدأ منذ أيام قلائل؛ إلا أن الفريق واظب على عرض قصة مصورة يوميًا، حيث لم يكتفِ بتسليط الضوء على مآسي ومشاكل المخيم فقط؛ بل حرصوا على تقديم مبدعي شاتيلا الذين حُرموا من أن تتوافر لهم الفرصة كي يعرفهم الجميع، فكانت البداية مع مصور الأفلام القصيرة “رعد حسين رعد”، الذي روى قصته ومشروعاته وما قدمه في مشواره حتى الآن.

للسخرية مكان في “شاتيلا”

بالرغم من المآسي التي توجد بالمخيم، يحاول كامبجي إيجاد مكانًا للبهجة والسخرية هناك، حيث أعدوا تقريرًا مصورًا عن المواقف الكوميدية التي تحدُث لسكان المخيم في حياتهم اليومية، فسلطوا الضوء على الأزقة الضيقة وكيفية مرور اثنين في آن معًا منها.

وبالرغم من هذا الموقف لا يدعوا للضحك لما يُظهره من سوء أحوال سكان المخيم؛ إلاّ أن مُعد الفيديو يستطيع أن يجعلك تضحك، لتحويله هذا المرور الصعب لرقصة لبنانية مبهجة، يتمكن المارين من العبور عن طريقها.