ياسر أيوب يكتب: أبو الريش وبريزنتيشن

نقلا عن المصري اليوم

حين كتبت هنا قبل يومين فقط أدعو شركة بريزنتيشن إلى أن تتعامل مع مستشفى أبوالريش للأطفال باعتباره أحد رعاة الكرة المصرية واتحادها ومسابقاتها وأنديتها.. كنت أقصد بذلك أن تصبح كرة القدم إحدى الوسائل الأساسية للفت انتباه الجميع إلى هذا المستشفى، الذى بات يعجز عن استقبال وعلاج عشرات ومئات الأطفال المرضى نتيجة نقص الإمكانات والأدوية..

وفوجئت بمحمد كامل، رئيس شركة بريزنتيشن، يبلغنى بموافقة الشركة واستجابتها لى ولـ«المصرى اليوم»، وأن مستشفى أبوالريش أصبح أحد الرعاة الأساسيين والرسميين لاتحاد الكرة، وبالتالى سيكون اسم المستشفى حاضرا فى كل المباريات والمؤتمرات الصحفية تماما مثل كل الشركات الكبرى التى دفعت الكثير من المال لتنال حقوق الرعاة.. وقال لى محمد كامل إن دوافعهم فى «بريزنتيشن» لمثل هذا القرار كانت كثيرة وصادقة جدا.. فهم يريدون أن

يبقى هذا المستشفى يؤدى رسالته النبيلة والرائعة لمصلحة كل هؤلاء الأطفال المصريين غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج خارجه.. ويريدون أيضا أن تقوم الكرة المصرية بأدوارها الاجتماعية الغائبة أو المؤجلة طوال الوقت رغم ضرورتها.. فالحياة ليست مجرد أعمال وصفقات ومصالح وحسابات فقط.. وأحيانا تكون ابتسامة طفل مريض يشكو الوجع والحزن والإهمال والعجز أغلى وأهم كثيرا من أى شىء آخر مهما كانت قيمته.. ولهذا أكد محمد كامل أيضا أن شركته ستسعى لاصطحاب مَن يريد من أطفال «أبوالريش» الذين تماثلوا للشفاء لحضور المباريات سواء للمنتخب أو الأهلى أو الزمالك وبقية الأندية لمجرد البحث عن بهجة حقيقية لهؤلاء الأطفال.. وهنا بقى سؤال قد يطرحه الكثيرون يتعلق بما يمكن أن يستفيده مستشفى أبوالريش واقعيا وعمليا من كونه بات أحد رعاة اتحاد كرة القدم والدورى المصرى..

فالمستشفى يحتاج مالا وأجهزة ومستلزمات طبية وأدوية.. وسمعت نفس هذا السؤال من الدكتورة رشا عمار، مديرة مستشفى أبوالريش، حاملة هموم ومواجع كل أطفاله، لكنها أرادت أن تعرف أيضا كيف سيتحول ذلك إلى مدد حقيقى لأكبر مستشفى للأطفال فى مصر كلها، يستقبل 850 ألف طفل كل سنة من كل مصر وليس القاهرة وحدها.. وقلت للدكتورة «رشا» إن هذه الرعاية هى مجرد خطوة أولى كانت لازمة وضرورية لتعقبها خطوات أخرى كثيرة فيها نجوم كرة القدم، الذين لن يتأخروا عن دعم المستشفى ومساندته بشعبيتهم وحب الناس لهم.. وفيها الإعلام الكروى الذى- إلى جانب كل قضاياه وحكاياته- يمكن أن يسمح بإعلانات مجانية قصيرة وأفلام تسجيلية ودعائية عن مستشفى أبوالريش وأطفاله وكرة القدم ووجهها الإنسانى النبيل.. كما يمكن فى مباريات المنتخب- ذات الحضور الجماهيرى، وحين يعود الناس لمباريات الأندية- تخصيص مكان لجمع التبرعات لمصلحة أطفال «أبوالريش».. ثم إنه إذا كان الدعم المادى ضروريا جدا وله الأولوية بالتأكيد.. فإن الدعم الإنسانى والمعنوى الذى يمكن أن تقدمه كرة القدم ونجومها تبقى له أهميته وضرورته أيضا.