محمد عبد الرحمن: الإرهاب ..فقط وحصرياً على "الجزيرة"

كيف نجحت قناة الجزيرة القطرية في بث مقطع فيديو من العمليات الإرهابية التي طالت العريش مساء أول من أمس الخميس؟
يبدو السؤال ساذجا كونه يدور حول قناة نجحت قبل سنوات بعيدة في الوصول لمعقل أسامة بن لادن في قلب كهوف جبال أفغانستان.

صور ذهنية كثيرة يجب أن تتغير الآن وفورا، أن تنفرد بلقاء مع زعيم أكبر جماعة متطرفة منسوبة للإسلام، لا يمكن اعتباره نصراً مهنياً وحسب، يجب هنا أن تسأل عن طبيعة العلاقات التي سمحت بأن يتداخل الإعلام مع الإرهاب إلى هذا الحد .

الإرهابي ليس وزيرا، ستزوره في مكتبه وتجري الحوار وتعود لبثه وتقول إنفراد، الفرق كبير، خصوصا عندما يتداخل الوجه المتطرف مع الوجه السياسي لنفس العقيدة.
تعجب كثيرون منا بعد شهور من حكم مرسي بسبب انحياز الجزيرة للإخوان، كانت الصورة الذهنية أن القناة هي صوت ميدان التحرير، فكيف تنحاز لمن انقلب على مبادئ الميدان؟
الآن يمكن الربط بين من دعم الإخوان سياسيا ولازال، وحصوله على فيديوهات حصرية لعمليات إرهابية لم تجف دماء ضحايها بعد.

لم تلتقط الجزيرة أنفاسها وتتظاهر بأنها اجتهدت للحصول على الفيديو، البث كان سريعا ومباشرا، لم يعد هناك مجال لإدعاء أن المهمة بالأساس إخبارية، بينما هي مخابراتية تخصص حرب نفسية .
ليس مهما كيف حصلت الجزيرة على الفيديو، في كل الحالات التقصير من جانبنا، التقصير ليس أمنيا فقط ، إعلاميا في المقام الأول، التغطية الإعلامية لما جرى في العريش كانت دون المستوى كالعادة، شريط الحداد الأسود هو أقصى ما ستفعله القنوات المصرية وهو لازال موجوداً منذ وفاة العاهل السعودي أصلا .

ستظل الجزيرة وغيرها عبارة عن فوهات بنادق موجهة ضد مصر، بعدما خدعونا باغلاق شاشة واحدة ووقع معظمنا في الفخ .

ستظل الجزيرة تدعم الإرهاب، طالما الرأي الأخر غائب على الشاشات المصرية التي تفرغت للجن والعفاريت ونصائح هبة قطب وطلاب ستار أكاديمي و كذلك التطبيل للرئيس والطبطبة على وزارة الداخلية.

نقلًا عن جريدة “التحرير”

اقرأ أيضًا:

محمد عبد الرحمن: التطبيع مع القراصنة

محمد عبد الرحمن يكتب: فستان هيفاء وهبى

محمد عبد الرحمن: احترافية طوني خليفة.. وانتماء ليليان داوود

محمد عبد الرحمن: إلى أماني الخياط.. كفاية حرام!

محمد عبد الرحمن: ما لا تعرفه عن حمزة نمرة

محمد عبد الرحمن: فوبيا «بشرة خير»

محمد عبد الرحمن: فتاة من شيكاغو

محمد عبد الرحمن: شريف عامر.. يتحدى الملل

محمد عبد الرحمن: «الإيد قصيرة» في مدينة الإنتاج الإعلامي

محمد عبد الرحمن: قنوات بير السلم.. مش هتقدر تغمض عينيك

لمتابعة الكاتب من هنا

 

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا