مينا عادل جيد يكتب: القيمة المضافة والمركب المجرورة

يا حاشدين الناس مالكم ومال الناس !؟ … انا لو من أقباط المهجر ماكنتش هستنى حد يحشدني.. كنت سأستيقظ من الصباح الباكر  وقبل (أوباما) نفسه ما يصحىَ! ..وأجري على بوابة أمريكا العمومية  وتحت يافطة “مرحبا بكم في أمريكا” اقف أهتف بحماس ووطنية  “بريلا بريلا بريليلا … منور يا كبير العيلة”

ثم أتركهم وأعود إلى الوطن في مركب بمفردي وفي يدي علمً وبالأخرى أقود المركب… فأجد في عرض في البحر المتوسط كل الوطن على متن مركب أخر مهاجرين عكس اتجاهي (مبَحرين) … وعندما رأيتهم جن جنوني, ووضعت يدايا حول فمي وصرخت بعلو صوتي “يا وطن … يا شعب … يا ريس يا ريس (اقصد ريس المركب) فلم يجيبني احد حتى اختفت المركب من امام عيني وبعدها قالو لي انها غرقت!

نرشح لك : مينا عادل جيد يكتب: إحنا بنشتري راجل لأ 60 % منه!

غرقت المركب الصغيرة وعلى متنها اكثر من 450 شخصًا ( زحمة أمم ) وبالمصادفة كان ذلك تزامُنً مع كلمة الريس أمام (الأمم) حول أزمة اللاجئين (اقصد ريس المركب يحدث الأمم إلي على المركب)

انقذت الدولة ما يمكن أنقاذة من فاجعة المركب ثم استغرب البعض من وضع الكلبشات في يد الناجيين من الغرق متسائلين لماذا (الكلبشة) !؟ ولكن أنا لوحدي الذي كنت أعرف لماذا… اقولك ليه.. الدولة كلبشتهم وهذا ليس اعتباطًا منها ولكن تمهيدا لعرضهم على النيابة بتهمة ازدراء الأديان لكونهم لم يستيجبوا لمًلك الموت والقضاء والقدر.

ويحضرني الأن مشهد من رائعة الرومانسية والتخفي فيلم (اللي بالي بالك) عندما سأل اللمبي النقيب ادهم سؤاله الفلسفي الوجودي ( وأنتو هاتعقبوهم علشان حاولوا الهرب، ولا علشان فييشلو!؟)

أنتعش الحس الوطني بداخلي وقررت ان اتصل ببرنامج (الأستاذ أحمد موسى) لأسكب ما في قلبي, وأشرح وابرر له ولجمهوره الطيب ما الغرض من (كلبشة) السلطات المصرية للناجين من غرق المركب.. فوجيئت على هاتفي رسالة نصية جديدة من الشركة تقول “طبقاً لقانون ضريبة القيمة المضافة تم زيادة سعر الشحن بـ١٠% على جميع فئات الشحن…) هي ناقصة !؟

تظنني أيئس !؟ بالطبع لم أيئس فأنا ان غلى عليا شئ لم اتركه ولكني ابرر غلائه بكم إحتياجي له (شوف الفلسفة والتربية الوطنية إللي جوه الواحد ) ومن خلال تربيتي الوطنية ومتابعتي المستمرة  للأستاذ أحمد موسى أعتدت ان وأبحث عن  أعذار لكل قرار وكل خيار (مفرد خيارات), وأن انظر لنصف الكوب المليان وأشربه ثم (أبخ) مايه بفمي على كل من يعترض.

وبالفعل على الفور أنقذتني سرعة بديهيتي وتذكرت كلمات الشاعر في أوبرت (يا عم خلاص أبعد عني) حيث يقول الليثي ومعه كوكبة من نجوم الفن متوسلًا للحبيب ….

يا واحشنى ادينى (رنة)
(واحد) –  هتلاقى الدنيا جنة
(أثنين) – هتلاقى الاعمىَ فَتح
(ثلاثة) –  والأخرس قام وغنىَ
انظر معي عزيزي المواطن الشريف كام فائدة طبية عائدة عليك من (الرنة!) الوحدة, لأ وكمان لسة معترض وترفض وتتذمر من تطبيق الحكومة ضريبة القيمة المضافة على فاتورتك يا مواطن يا جشع !؟

رسالة رسالة نصية جديدة “أستاذ أحمد أنتظرني سأتصل بك لاحقًا عندما (أشحن) فلدينا الكثير لكي نبرره عندما الحكومة تمرره”

لمتابعة الكاتب على الفيس بوك من هنــــا