مينا عادل جيد يكتب: الاصطياد في المياه العكرة على الكواكب

لا اتذكر أنى حلمت في طفولتي ان أصبح (طيار) حتى لا يأخذني هذا الحلم البائس الى (قصر الرئاسة) ثم الي (السجن)، ولم اتذكر أيضا أنى حلمت او رسمت (رائد فضاء) في طفولتي حتى لا يأخذني هذا الحلم الأخر لتَكوين (فريق رئاسي).

برغم عدم رغبتي الشديدة في ان أصبح (طيار) او (رائد فضاء)، لكني كنت على وشك ان أصبح (رائد فصل) في (تانية اعدادي) لولا ترشح صديق لنا في (تانية تاني) اسمة (رائد) وربح هو المنصب بحجة انه (رائد) من يوم ما اتولد وعارف خباياها.

كبر (رائد) وراح (تالتة تاني) ثم تخرج وحصل على الدكتوراه في (امكانية الاصطياد في المياه العكرة من على الكواكب) مما اثار استغراب جدة (رائد) حينها فقالت له: “يعني انت يا ابني سباك على القمر؟”

احترف (رائد) هذه الأيام الاصطياد في المياه العكرة المصرية، ولم يكتفى بالكواكب فقط، وبعد اي حادث او تقصير او تخاذل حكومي يؤدي الى غضب شعبي، يظهر لنا (رائد) ليقدم نفسه كبديل متعلِم يعرف خبايا التاريخ والسياسة ويعرف ايضآ طبيعة وخامة هذا الشعب الطيب الأصيل، لأن (المصريين) بالطبع هم اهله وناسه، على الرغم من ان (رائد) لم يولد في مصر ولا حتى يعيش فيها، ولكن (مصر اوضة وصالة) و(الِدش مخلاش).

(رائد) تارةً يغازل (الأخوان) وتارةً يغازل (الأقباط) وتًارة يغازل (المحلة) ويلاعبها على ارضها ويخسر مخصوص ارضاءً لجمهور المحلة الجميل.

نرشح لك : مينا عادل جيد يكتب: استطلاع رأيه هو بس!

نسى (رائد) ان التاريخ يعيد نفسه (علشان في حتة ماشفهاش)، ونسى انه لو شاطر فأن (غيره) كان اشطر منه واشطر قوي، (غيره) الذي لم يكن يغازل فقط بل وصل لدرجة ان البعض كان يظنه ينتمي الى (الأخوان) ثم انقلب عليهم، (غيره) الذي ذهب الى (الكاتدرائية) يوم العيد في لفته لم تحدث من قبل، ثم في عهده وضع قانون التضيق على الكنائس، (وبين منطوق لم يُقصد ومقصود لم يُنطق و(فطير لم يُفطر) و(منقوش لم يُنقش) تَضيع الكثير من المحبة.)

الحقيقة (رائد) رجل علم تفخر مصر به، وتخصص الدكتوراه الحاصل عليها هي علم جليل أيضا. ولكن لماذا مديره في الوكالة الذي هو بالتأكيد اكثر من (رائد) علم ومعرفة لم يترشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة او حتى كون (فريق رئاسي) ينافس هناك؟، الإجابة بالتأكيد لأنه مش (كاره) واللي يخرج من كارة يتقل (منظاره) ويغَبش منه ويشوف الماية عكرة ومع ذالك يُصرعلى الاصطياد فيها.!

بالفعل أكبر مشكلاتنا المصرية هي المشكلات التي يضعها (رائد) في برنامج مبادرته ومنها الصحة، والمرأة، والاقتصاد، والمساواة الدينية، ولكن (رائد) رجل علم وخبراته في مجال الفلك مال ده بالاقتصاد، وماله بالصحة، وماله بالمرأة، ومالة (لو ليلة تهنا بعيد وسبنا كل الناس)؟

هل سنستبدل بدلة (الضابط) ببدلة (رائد الفضاء) في حين اننا لا نعرف كيف نتعامل مع الاولى اللي مجربينها اربع مرات حتى الأن،…وهل سنستبدل شعار المرحلة من ( انتم نور عنيا ) الى  (انتم نور الشمس المنعكس على القمر، ثم انعكس على عنيا، اه يا عنيا)

عزيزي (رائد) وجدتها !! .. أني ارى تشابه كبير وهام بينك وبيننا، ارجو ان تجتهد وتعمل على هذا التشابه وتطوره، “انت رجل صاحب (خلفية فلكية) عظيمة، ونحن في (مؤخرة) العالم.”