الرياضي الأسطورة الذي تفوق على نجوم ريو

وليد سمير

منذ أيام أعلن السباح الأمريكي مايكل فيليب أن أوليمبياد ريو دي جانير هي الاخيرة في مسيرته، واختتمها برصيد 28 ميدالية اولمبية، ليعزز رقمه القياسي كصاحب أنجح سجل وأكبر حصيلة من الميداليات في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية.

أيضا قال العداء الجاميكي بولت أول أمس: “ماذا أفعل لأثبت للعالم أنني الأعظم، أريد أن أكون من الاساطير مثل بيليه ومحمد علي “، وذلك عقب فوزه بسباق 200 متر للمرة الثالثة على التوالي في الأوليمبياد، ليحرز الذهبية الثانية له بعد الفوز بسباق 100 متر، والميدالية الذهبية الثامنة في تاريخه.

ومن بعد ذلك انطلقت عناوين ومانشيتات الصحف والمواقع عبر العالم للحديث عن هذين البطلين بإعتبارهما أساطير رياضية، ومن ثم أخذ الإعلام المصري يردد في برامجه وجرائده ومواقعه ذلك أيضا، متسائلين متي يأتي بطل مصري أسطوري مثل هؤلاء؟ وتناسوا جميعا أن مصر كان لديها أعظم رياضي وسباح في القرن العشرين، وهو السباح المصري العالمي عبد اللطيف أبوهيف.

index

أبو هيف حقق العديد من الإنجازات على مدار تاريخه الرياضى، فقد فاز أبو هيف بأكثر من عشرين سباقًا دوليًا، وحصل على بطولة العالم فى السباحة خمس مرات، وتمكن من عبور بحر المانش ثلاث مرات، محطما الرقم القياسى كأكثر سباح عبورا لبحر المانش، وذلك فى عام 1953م.

فى عام 1955م تمكن أبو هيف من تحقيق المركز الأول فى السباق الدولى للمانش متفوقًا على أشهر وأسرع السباحين العالميين، واحتل المركز الأول أيضًا فى أطول سباق للسباحة الطويلة حول العالم فى عام 1963م، هذا السباق الذى استمر لمدة 36 ساعة فى بحيرة ميتشجان بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت المسافة المقرر قطعها 135 كيلومترًا.

The-movie-the-Edition-fina-1

 

كما حصد المركز الأول فى العديد من السباقات التى نظمت فى الأرجنتين والتى وصل إحداها إلى مسافة 250 كيلومترًا، قطع فيها أبو هيف مقدار 60 ساعة سباحة من روساريو إلى بوينوس آيرس وكان أبو هيف فى المركز الأول، حيث كان صاحب أطول مسافة تم قطعها فى هذا السباق، كما حصل على المركز الأول فى سباق نهر السين بفرنسا عام 1952م

وفى سباق مونتريال الدولى بكندا عام 1965م وهو إحدى سباقات التتابع بمعنى أن يتناوب سبّاحون كل ساعة، أصر أبو هيف على الاستمرار بالسباحة بمفرده وذلك بعد أن مرض رفيقه الإيطالى؛ بسبب البرودة الشديدة، واضطر لمغادرة السباق مبكرًا، حيث استمر أبو هيف بالسباحة لمدة 29 ساعة ونصف الساعة، وحصل على المركز الأول، وكان هذا السباق هو أحد الأسباب التى دفعت الاتحاد الدولى لإعلانه أعظم سباح فى التاريخ فى المسافات الطويلة، كما كان له دور فى فوزه بلقب سباح القرن.

يسسيب

حصد أبو هيف العديد من الميداليات والجوائز نظير جهوده الكبيرة التى بذلها فى البطولات المختلفة والتى نجح فى الفوز بها بتفوق ساحق متقدماً على جميع المتسابقين الآخرين، ولكن بالإضافة لهذه الميداليات حصل أبو هيف على وسام الرياضة من رئاسة الجمهورية، كما حصل على لقب سباح القرن العشرين فى مايو 2001، وذلك بناء على اختيار الاتحاد الدولى لسباحة المسافات الطويلة له، تقديراً لإنجازاته، كما قام الإتحاد الدولى لمحترفى السباحة الطويلة بمنحه لقب أعظم سباح فى التاريخ، واختير كأفضل ثالث سباح فى العالم، وحصل أبو هيف فى عام 1963م على لقب أفضل رياضى فى العالم، وذلك فى استفتاء سنوى فى إيطاليا لاختيار أفضل النجوم العالميين.

سيش

ومن المفارقات الغريبة، أنه مع كل الألقاب والبطولات التي حصدها السباح المصري العالمي أبو هيف، إلا أنه لم يحصل علي أي ميدالية أوليمبية، ولم يُذكر حتى أنه شارك في أي بطولة أوليمبية علي الرغم من أن زروة نجاحه وتألقه وبطولاته كانت في فترة الخمسينيات والستينيات، وخلال تلك الفترة شاركت مصر في دورات الألعاب الأوليمبية لعام 1952 و1960 و1964 و1968. أيضا لم تحرز مصر أي ميدالية أوليمبية في رياضة السباحة عبر تاريخ مشاركتها في البطولات الأولمبية، منذ عام 1912 وحتى دورة الألعاب الأولمبية الاخيرة المقامة حاليا بريو دي جانيرو في البرازيل.