ماذا قال زويل خلال ثورة يناير؟

قبل ثلاثة أيام من تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حصلت جريدة الشرق الأوسط السعودية على تصريحات حصرية ومهمة في حينها من العالم المصري الراحل أحمد زويل، فيما يلي نص التصريحات التي حصلت عليها الزميلة منى مدكور.

أعرب الدكتور أحمد زويل، العالم المصري الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء، عن تفاؤله بالمرحلة المقبلة من تاريخ الشعب المصري قائلا: «أنا متفائل على الرغم من كل الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر». وأشار زويل إلى أن المشكلة التي واجهته تمثلت في الجلوس مع القيادات الشبابية التي تمثل جميع الشباب المعتصم في ميدان التحرير، معتبرا أن التحدي الحقيقي هو تشكيل جبهة واحدة يمكن التحاور معها للخروج بنتائج ترضي الآلاف من المعتصمين بميدان التحرير.
وأضاف زويل أنه استطاع التواصل مع 10 من الشباب الذي تأكد من تمثيلهم لقطاع واسع من الشباب في ميدان التحرير، لافتا إلى أنه استمع إلى مطالبهم وتحاور معهم، رافضا الإفصاح عن نتائج حواره معهم في الوقت الراهن. وأشار إلى أن الخطة التي يضعها مجلس الحكماء تتجاوز مجرد وضع التصورات المتعلقة بإنهاء مظاهرات ميدان التحرير وإقناع الشباب بالعودة إلى منازلهم.

وأكد زويل أنه يعمل على وضع الخطوط العريضة لمستقبل مصر في الفترات القادمة، مشيرا إلى أنها تتمثل في فترة استمرار الرئيس مبارك حتى ميعاد انتهاء ولايته، والفترة الانتقالية التي ستشهدها مصر إلى حين اختيار رئيس جديد والمستقبل الذي تريده مصر من خلال مطالب شبابها خلال فترة الرئاسة الأولى للرئيس القادم التي تبلغ 6 سنوات.

وقال زويل إن «المكتسبات التي تحققت حتى هذه اللحظة خير وبركة لكنها غير كافية، وهذا ما يجعل الشباب متمسكا باعتصامه في ميدان التحرير»، لافتا إلى عمق أزمة الثقة التي تحول دون التوصل إلى توافق بين الشباب والنظام القائم في البلاد. كما نفى زويل لـ«الشرق الأوسط» إمكانية ترشحه لرئاسة الجمهورية في المرحلة الانتقالية للسلطة، رغم ما اعتبره إجماع الشباب المصري عليه وتفويضه بشكل شخصي لكي يكون همزة الوصل مع الحكومة المصرية ونائب الرئيس عمر سليمان، وقال: «لا مجال أبدا للحديث عن هذا الأمر وهو غير مطروح للمناقشة أو التفكير الشخصي من جانبي حاليا».

وكان زويل قد عرض في مؤتمر صحافي بالقاهرة، أمس، مبادرة جديدة تضمنت تولي اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، مسؤولية الإشراف على عملية الإصلاح السياسي، بما في ذلك تكوين مجلس يضم عددا من القانونيين والشخصيات العامة لتعديل مواد بالدستور، من بينها نصوص 76 و77 و88 و179، بالإضافة إلى تحديد جدول زمني لإجراء انتخابات ديمقراطية، مشيرا إلى أن الأمر قد يتطلب حل مجلسي الشعب والشورى، مشددا على أن مصر الآن تمر بمرحلة عودة العقل.

مبادرة زويل ناقش فيها، حسبما أعلن، جميع الأطراف الفاعلة في الأزمة، سواء عمر سليمان نائب الرئيس، أو الشباب، وكذلك ناقش فيها عددا من الأحزاب والقوى السياسية، ومنها «الإخوان»، وكذلك الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

ورفض زويل اتهامات وجهت إليه بالتقاعس والتأخر في الحضور إلى القاهرة، وقال إن ظروف الطيران في المرحلة الماضية كانت جزءا من السبب، مشيرا إلى أنه في القاهرة منذ الخميس الماضي، وأنه في اجتماعات مستمرة منذ لحظة وصوله إلى البلاد.

وركز زويل في رؤيته لعملية الإصلاح السياسي على ضرورة إلغاء قانون الطوارئ، وتعديل قوانين الأحزاب والنقابات المهنية، ومباشرة الحقوق السياسية، وكذلك الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، خاصة المعتقلين من شباب الحركات السياسية و«الإخوان» في الفترة الأخيرة.

نرشح لك
[ads1]