مصطفى حمدي يكتب : موجز أنباء الدولار

1_كتب الأمريكيون على الدولار عبارة “نثق في الله” ، ثم أصبحت شعارا على علم ولاية جورجيا ومن بعدها فلوريدا ، حتى انتشرت الجملة على كافة الأوراق والمستندات الرسمية في الولايات المتحدة ، بينما عرف المصريون هذا الشعار على لسان الأسطورة الذي أعاد تدويرة بـ”تاتش تكاتك” قائلًا : ثقة في الله نجاح ، أو ثقة في الله رقم واحد ، أو ثقة في الله أعلى إيرادات .

بقي الدولار رقم واحد رغم كل الأزمات التي تعرض لها ، ويظن محمد رمضان أنه سيظل كذلك ، حتى أن الأزمة الاقتصادية الأعنف في تاريخ الدولار عام 2008 تزامنت مع دعوات طوائف كبيرة من الملحدين بإلغاء هذا الشعار الديني ومسحة من على العملات ، هل التفت الكونجرس وقتها لتلك المطالبات ؟ ثقة في الله لا طبعا .

استعاد الدولار قيمته سريعًا أمام اليورو ، لو تأمل المصريون هذا المشهد لتأكدوا أن ربط العملة بالدين هو الحل الأمثل للحفاظ على قيمتها ، كنا وقتها فوضنا السلفيين لإعادة تصميم شكل الجنية ، وسيخرج علينا الشيخ ياسر برهامي مقترحا نقش عبارة ” لا تصرفه قبل أن تقول سبحان الله ” على فئة الخمسة جنيهات ، كان زمانها جابت 3 بيضات في هذه الأيام الغبراء .

2_ نحن مستعدون لربط أي شيء بالدين ، فتجد تفسيرًا سحريًا من جدتك لما فعله الدولار في الجنيه بأنها قلة بركة ، نحن يا ولدي نعيش زمن قلة البركة ، في الجنيه وربما الكارنية أيضا ، لدينا قلة بركة في اختياراتنا لأهل المسئولية ، وقلة بركة في العقول التي تُرشح وتنصح ، وقلة بركة فيمن يفكر ويعقلها ويتوكل ويقرر ، قلة البركة تفسير مثل الحيطة السد ، حاجة كده الهية لا تملك أمامها الاعتراض تماما مثل زيادة بدلات القضاة ، يربط البعض انهيار الجنية بالإفراط في البدلات وزيادات المعاشات لفئات معينة ، بينما ربط الأمريكيون الدولار بالذهب ليبقى كبيرا لكل العملات ، أكاد أجزم أن صاحب تلك الفكرة عام 1897 هو نفسه صاحب فكرة ربط الزواج في مصر بالشبكة ، هذا الجهبذ بخبث سيدة مصرية أصيلة لا يضاهيه سوى دهاء فلاح منوفي ربط الذهب بأكثر الصفقات اتمامًا على ظهر الكوكب – بغض النظر عن نجاحها أو فشلها فيما بعد – ، فحافظ على سعر الذهب وضمن ارتفاعه المستمر إلى أن يقرر المصريون الامتناع عن التكاثر ، لا تتفاءل كثيراً بدعوات الزواج بدون شبكة “دهب” ، أو استبدالها بفوانيس رمضان الصينية أو هدايا محلات ” أبو 2 ونص” ، كلها أفكار تقدمية حداثية في بداياتها ولم تتبلور إلى واقع ، والمثل “الفيسبوكي” يقول “بننبهر بالبدايات وبنتخزوق في النهايات.

3_قديما قالو لنا الناس مقامات ، ومع مرور الزمن أصبح الناس معادن ، بينما هم في الحقيقة أقرب إلى العملات ، من تحسبة في غُلبه “جنيه” يطلع في فرعنته “دولار” ، هناك ناس نحسبهم كباراً وهم زي الجنيه الإسترليني ، لو خرج من داره ميسدش وقت عوزة ، في حياتك صديق مثل اليورو مركون على الرف ومتلقح قدامك ، ولما تحتاجه تلاقيه شاحح ، وهناك ناس زي الين الياباني ، تشوفهم تسلم من بعيد لبعيد ، وكل ما تعرفه عنهم هو السمعة الطيبة ، ولكن ثق أنك مهما قابلت في حياتك سيبقي أبوك وأمك هما الدينار والريال ، وقت الجد محدش يغطيك ويسترك غيرهم ، أما الزوجة الصالحة فدي زي الجنيه السوداني ، كنت فاكر إن ملوش لزمة وأفنيت عمرك في السخرية منه لحد ما اكتشفت إن سعرة الرسمي جنيه ونص ، وفي السوق السودا باتنين جنيه.

نرشح لك

[ads1]