د.محمد صلاح البدري يكتب : فاقدو الكاريزما

في إختبار لطلبة إحدي كليات الإعلام كان السؤال هو أن يجري الطلبة حواراً تخيلياً مع وزير السياحة لسؤاله عن أسباب تدهور هذا القطاع و دور الوزارة في النهوض به و تطويره

.. السؤال يبدو سهلاً بل و يحتوي علي الكثير من العناصر التي ربما تجعله مفيداً ايضاً.. فقط كانت هناك عقبة واحدة جعلته عسيراً علي الطلبة بالكامل.. فلا أحد منهم كان يعرف إسم وزير السياحة الحالي!!

أعرف أن الحقيقة صادمة .. و ربما أري البعض منكم يبحث في ذاكرته عن إسمه ليثبت لنفسه كم أن العالم يعج بالجهلاء.. و لكنني أعرف أن الكثيرين سيكتشفون أنهم لا يعرفونه أيضاً! البعض يعمل في صمت .. هذه حقيقة .. و لكنها لا ترضي في معظم الأحوال كل من حولك.. كما أنها لن ترضي كل من يعمل في مجال الإعلام بكل تأكيد!

ربما كان الوزير يعمل في صمت كما يقولون.. و ربما كان لا يعمل من الأساس.. لا أعرف بالتحديد.. كما أنني أثق أن مكتبه الإعلامي يبعث مئات الأخبار شهرياً إلي الصحف المختلفة..كلها تحمل في مقدمتها أن سيادته قد صرّح أو إفتتح أو قرر..و يجد الكثير منها طريقه للنشر .فهو لا يقاطع الاعلام بكل تأكيد..

و لكنني أثق أنه يفتقد لعامل هام هو ما جعله يتسبب لهؤلاء الطلبة في ذلك المأزق السخيف.. إنه لا يملك ما يدعونه “بالكاريزما” والكاريزما هي الجاذبية المقنعة أو السحر الذي يُمكن أن يلهم التفاني في الآخرين.وهو مصطلح يوناني الأصل مشتق من كلمة نعمة، أي هبة إلهية تجعل المرء مُفضلاً لجاذبيته.

إصطلاحاً فإن الكاريزما هي الصفة المنسوبة إلى أشخاص أو مؤسسات أو مناصب بسبب صلتهم المفترضة بالقوى الحيوية المؤثرة والمحددة للنظام. إنها تلك القوة الخفية التي تجعلك تؤمن بقدرات أحدهم دون أن تملك دليلاً مادياً لها.. و تجعلك تهرع إليه بحثاً عن رأي صائب أو حل مريح حين تواجهك مشكلة ما..!

لماذا كنت تفضل أن يقرر صديقك “عمرو” تحديداً أين ستذهبون هذا المساء؟.. لم يكن أكثركم حكمة.. بل إنني أثق أنه كان متهوراً قليل العقل .. و لكنه كان يجيد قيادة الشلة بأكملها!

أذكر أحد أعضاء هيئة التدريس بجامعتي كان عالماً في مجاله.. لا يمكنك أن تجده لا يملك إجابة لسؤال ما.. ولكنني لا أذكر أنني حضرت له محاضرة واحدة.. لم أكن أستوعب ما يقول أو يشرح رغم ما يملكه من علم غزير.. ببساطة لأنه لم يكن يمتلك ا”لكاريزما” اللازمة لفرض شخصيته في قاعة المحاضرات!

لا يهم إذا كنت ممثلاً موهوباً أم لا.. ولا مسئولاً يمتلك أفكاراً و حلولاً للمشاكل التي يواجهها أم يكتفي بالمشاهدة.. فقط يكفي أن تمتلك بعضاً من تلك المادة الحيوية التي تشع منك.. يكفي أن تمتلك “الكاريزما”.. لتنجح!

الطريف أنها شرطاً اساسياً إذا أردت ممارسة مهنة النصب.. فالنصاب يمتلك دوماً كاريزما قوية تجعله مقبولاً و مصدقاً من ضحاياه!

إنها إحدي أهم ملكات القيادة الهامة.. التي يفتقدها معظم المسئولين في بلادنا.. اذكر ان مبارك كان يحرص ان يختار رئيس وزرائه بلا أي كاريزما.. حتي ان اكثر رؤساء الوزارة عمراً في عهده كان الدكتور عاطف صدقي .. والذي لا أذكر أنني قد سمعت صوته يوماً ما!

أعتقد أنه ينبغي وضع تلك الملكة في الاعتبار في الفترة القادمة ضمن معايير إختيار المسئولين.. فاذا لم يكن لينجحوا في كسب ثقة المواطنين.. فعلي الأقل.. ليتمكن طلبة الاعلام من النجاح في امتحاناتهم .. !

نرشح لك

[ads1]

د.محمد صلاح البدري يكتب: أغلبية زائفة..!

هذا ما فعلته C.A.T في عامها الأول

إعلامية مصرية تغير اسمها!!

ايهما أفضل فيلم “كابتن مصر” ام فيلم “جحيم في الهند” ؟ اضغط هنـــا

بنر الابلكيشن