هالة منير بدير تكتب: اضطراب الهوية الجنسية في سقوط حر

هالة منير
هالة منير بدير

كسر مسلسل “سقوط حر” الحصار المفروض على واحد من المواضيع الشائكة التي إذا ما اتخذت مكاناً للحوار أثارت عاصفة من اللغط والتخبط نتيجة الجهل أو المعلومات السطحية المختلطة بقليل من الحقائق العلمية وبكثير من الخطوط الحمراء لتشابكها مع خيوط الدين والعادات والتقاليد..

هذا الموضوع هو مرض اضطراب الهوية الجنسية (الترانسكس) ، مرض يُوَلد به الإنسان ولا تُعزى أسبابه أبداً إلى التربية أو البيئة التى نشأ فيها الطفل، وإنما إلى خلل هرموني/ بيولوجي أثناء تكوين الأعضاء التناسلية للجنين، إذ تظهر أعراضه في مرحلة الطفولة المبكرة، إذ يكون للذكر الأعضاء التناسلية الكاملة ولكنه يحس بانتمائه للإناث، فيعيش المريض في حيرة ما بين اعتقاده حيال الجنس الذي ولد به، وبين شعوره الداخلي المعاكس لتكوينه الجسدي التشريحي، فيعيش الذكر حبيساً في جسد أنثوي، والعكس، فيسلك الذكر سلوك وعادات الأنثى، وتسلك الأنثى عادات وسلوك الذكر ..

قامت الممثلة “إيمان الحلو” في المسلسل بتجسيد معاناة الحالات المصابة بذلك المرض بإتقان شديد، إذ أحسنت في إقناع المشاهد وإيقاعه في دائرة الحيرة في أمرها إذا ما كانت ذكراً أم أنثى، سواء من تضخيم لنبرات الصوت، أو الحديث بصيغة المذكر، أو انتقاء الملابس وتسريحة الشعر، أو طريقة المشي والجلوس وحتى في أوقات اللهو، فالحركات كلها توحي بأنها ذكر ولكن للأسف اسمه “هنا” وبطاقته تؤكد بأنه أنثى، ولكن تلك الأنثى لا تحس بأنوثتها بل وأن المحيطين بها لا يرون أي ملامح للأنوثة ..

الحوار بين المريضة “هنا” وبين أطبائها أو نزلاء المصحة النفسية يتناول المشاعر التي تراود مريض اضطراب الهوية الجنسية البعيدة كل البعد عن سلوك الشواذ جنسيا، فالشاذ (مثلي الجنسية) يميل إلى نظيره من نفس الجنس، ولكن المصاب بمرض اضطراب الهوية الجنسية كل ما يؤلمه هو مشاعر الاضطراب ناحية جنسه مع سعيه الحثيث للخروج من جسد لا يُحس بالانتماء له، وعند علاجه بعمليات تحويل الجنس فإنه يميل جنسياً إلى الجنس الآخر كما الأشخاص الطبيعيين ..

وعلاج تلك الحالات هو عمليات التحويل الجنسي بعد جلسات تأهيل نفسي لمدد طويلة، ولكن حتى بعد إجراء الجراحة يظل هؤلاء المعذبون وأهاليهم في دائرة مغلقة يُغلفها الخوف من الفضيحة ونظرة العار المجتمعي القائم على جهل أزلي معقد عن تفهم حقيقة تلك الحالة المرضية الخارجة عن إرادة أو اختيار المصاب، ويزداد الوضع سوءا إذا ما فشلت الجراحة التي قد تدفع المريض إلى الانتحار لإحساسه بعدم الخلاص مما يؤرقه طيلة حياته، ومن ثم العودة إلى اضطهاد المجتمع ونظرة الطرد واللعن من رحمة الله ..

نرشح لك

هالة منير تكتب: خسر من لم يُشاهد ساق البامبو

مهرجان إعلام.أورج ..أفضل 9 ممثلين في رمضان 2016

مهرجان إعلام.أورج .. أفضل 9 ممثلات في رمضان 2016

شارك واختار .. ما هو “أسوأ” مسلسل في رمضان 2016 ؟ أضغط هنـــا

بنر الابلكيشن