نسمة سمير تكتب: راس الغول .. ولسه في الجراب ياساحر (شخابيط رمضانية 10)

خفيف الدم .. عفوي .. متمكن من أدواته كممثل، بمجرد أن تراه تتذكر جميع جمله التي رددها لسانه منذ سنوات، تضحك على كلمة أو نظرة أو حركة فعلها فى أحد أعماله، عندما قال “بالصلاة على النبى أحنا لحمنا مر ومنتاكلش” لم تكن مجرد جملة عبارة فى فيلم الكيف ولكن كانت حقيقة راسخة عن بطل يغير جلده كل عام، ودائما لا يخلو جراب الساحر من المفاجآت، فيتحول من أبو هيبة لغول طيب ولكن أنيابه مسنونة تنهش من يغدر به فى الخفاء، فهو عم درويش الرجل الطيب الكبارة وفى نفس الوقت فضل سيد الغول صاحب الماضى المريب.

حيث يقع في يده tab مسروق يخص وزيرة الصحة، وطبقا لمثل “خيرا تعمل شرا تلقى”، عندما يحاول إعادة الجهاز تقع عملية إغتيال للوزيرة وتنقل على إثرها إلى المستشفى، ليتورط فضل في سلسلة من المصائب وتوجه له تهمة الإرهاب ويطارد من الشرطة، كما يطارد أيضا من المافيا بسبب معلومات توجد بالجهاز، وفى وسط كل ذلك يتعثر بأخطاء الماضى ويظهر له شخصيات لم يكن يتوقع أن يقابلها يومًا.

لم يحاول استعراض عضلاته ولكن بسلاسة وحنكة، جعل المشاهد يمسك بالريموت ويجلس منتبهًا ليرى كيف سيستطيع عم درويش أن يفلت من مطاردة الأمن، وجعل التوكتوك يطير وتخفى فى زى عامل نظافة بمجرد أن رآه شهاب ذلك الولد “الغلباوى” الطيب الذى يعمل معه فى محل تصليح التليفونات المحمولة، فيقول له “أنت مين ياعم درويش؟” بتلقائية تجعل عيناك تدمع من كثرة الضحك، وتنتظر مشاهد درويش مع شهاب لترى كوميديا بلا اسفاف، وتتنبأ بميلاد نجم جديد فى سماء الكوميديا، وهو مصطفى أبو سريع أو “شهاب” حقًا سيجعل ليليتك “هنا وسرور” كما كان يقول فى حملات إعلانية سبق وأن شارك بها.

ما بين مطاردات ومافيا أدوية وفساد وقتل وظلم، تجد عم درويش محافظًا على ركنٍ أبيض مازال يقبض على بعض إنسانيته فتتعاطف معه، وربما كان هناك الكثير من النجوم لعبوا دور الأشرار ولكن أحببناهم لخفة ظلهم مثل استيفان روستى، فهى نفس التيمة التى ينهجها الساحر فى مسلسله هذا العام شرير لكن ظريف وخفيف الظل وجعبته مليئة بفقاعات الضحك التى تنفجر فتبعثر على روحك بعض قطرات السعادة، ومع توالى الأحداث يسقط القناع عن الكثير من الشخصيات لنكتشفهم تورطهم فى أعمال مشبوهة ونجد أن أحيانًا وجه الحمل يخفى ذئبًا خلفه.

وتلك السيمفونية الكوميدية البوليسية والتى يقودها المايسترو محمود عبد العزيز، يرافقه فى عزفها العديد من الأبطال بيومى فؤاد صانع البهجة والضحك ومظهر أبو النجا الذى عاد إلى الدراما لنقول له “ياحلاوة”، بينما كان هناك نجوم خفت ضوئهم فى هذا العمل وهما مرفت أمين وفاروق الفيشاوى “أمجد الديب” ربما ظلمهم السيناريو، ولكن المقطوعة فى النهاية مكتملة وعذبة ولا تشعر بوجود نشاز بها بالعكس تصل إلى قمة الإبداع عندما يجتمع شهاب وعم درويش ليداعبا قلبك بخفة ظل وكوميديا حلوة.

نرشح لك

نسمة سمير تكتب: أينبغي أن يكون الإنسان أسطورة كي يحيا؟ (شخابيط رمضانية 9)

بالصور : فنانون وإعلاميون وكتاب ونقاد في ضيافة إعلام.أورج

10 اختلافات بين جراند أوتيل المصري والأصل الإسباني

شارك واختار .. ما هو “أسوأ” مسلسل في رمضان 2016 ؟ أضغط هنـــا

بنر الابلكيشن