محمد الباز يكتب: تفسير القرآن بين الدجال حسن البنا والإرهابى سيد قطب (القرآن في مصر 23)

نقلًا عن “البوابة”

لم يكن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان أكثر من مدرس إبتدائى متواضع، لم يكن عالما ولا فقيها.

يمكن أن تصفه بأنه كان داهية سياسى، عرف كيف يؤسس جماعة عنكبوتية، كانت على وشك أن تبتلع هذا الوطن الطيب.

ولأن الإخوان كانوا يعرفون ذلك جيدا، فقد حاولوا النفخ فيه، وتصديره لنا على أنه كان فقيها، بل الأكثر من ذلك، كانوا يحشرونه حشرا بين زمرة مفسرى القرآن الكريم.

التفسير المنسوب لحسن البنا، وليس عليك أن تتعجب مما ستقرأه يحمل نفس اسم كتاب زينب الغزالى ” نظرات فى كتاب الله”… الفارق بينهما أن زينب هى التى كتبت كتابها، أما البنا، فقد جمعه وكتبه آخرون، ثم وضعوا اسمه عليه.

النسخة التى لدى الآن مكتوب على غلافها الآتى: تفسير الإمام البنا…” نظرات فى كتاب الله”…. للإمام الشهيد حسن البنا، جمعه وحققه عصام تليمة.

****

هنا يمكن أن أضع هامشا على الكلام.

صيغة الإمام الشهيد هذه يرددها الإخوان دائما عن مؤسسهم حسن البنا.

لم أعترف بها يوما، وذلك لأسباب علمية ودينية.

أما عن الأسباب العلمية فلأن كلمة الإمام لا تطلق إلا على من شغل منصب شيخ الأزهر، أو يمنحها الناس لعالم يرون أنه خدم الإسلام وقدم له الكثير، ولذلك حظى بها شعبيا الشيخ محمد متولى الشعراوى، حيث يطلق عليه الإمام، وأطلقت كذلك على الشيخ محمد أبو زهرة، ورغم كل ما قدمه القرضاوى إلا أن أحدا لم يطلق عليه لقب الإمام، لأنه ورغم ما كتبه لم يصل للناس أنه خدم الإسلام بصورة صحيحة، ربما لأنه خدم السلطان بأكثر مما ينبغى، فلم يعد لديه وقتا ولا شيئا يقدمه للدين.

وأما الأسباب الدينية، فلا أستطيع أن أحدد ما إذا كان الرجل شهيدا، أم لا، لأن هذا أمر يحسمه الله وحده، ولا أستطيع حتى أن أقول أحسبه عند الله شهيدا، لأن الظروف التى أحاطت بقتله، تشير إلى أنه مات ثأرا، وقف وراء مقتل النقراشى باشا، فكان لابد من الإنتقام منه، ولا أعرف فى أى شرع أو دين أن من قتل إنتقاما من تحريضه على القتل يمكن أن يدخل فى زمرة الشهداء، لكن فى النهاية هذه مسألة ليست فى أيدينا، ولا نستطيع أن نحمسها نحن.

****

أعود مرة أخرى إلى ما يقولون عنه أنه تفسير البنا.

قدم لهذا التفسير يوسف القرضاوى، الذى مدحه مدحا اعتقد أنه كان عاطفيا أكثر منه علميا.

وشى أولا بما جرى فى هذا التفسير، يقول: سرنى أن يقوم ابننا النابه الناشط عصام تليمة بجمع ما تيسر له من تراث الإمام الشهيد الذى عنى به منذ سنوات، ونشر من قبل بعضه فى ” أحاديث الجمعة” و ” نظرات فى التربية والسلوك”، واليوم يقوم بنشر تراث البنا حول القرآن وعلومه وتفسيره، وقد جمعها من مصادر شتى من كتابات الأستاذ”.

ما بين أيدينا ليس تفسيرا أيضا، بعض كتابات أو أحاديث أدلى بها حسن البنا حول آيات القرآن فى لقاءاته مع إخوانه، وعلى عادة الإخوان فى التزوير والتدليس، أطلقوا عليها ” تفسيرا”، وحتى يحسن القرضاوى بضاعة شيخه، يقول عنه:” لا ريب أن حسن البنا كان من أقوى الناس صلة بالقرآن الكريم، حفظا واستظهارا له، وتلاوة لآياته، وفهما وتدبرا لمعانيه، كانما المصحف مائدة ممدوة بين يديه، يأخذ منها ما يشاء بيسر وسهولة، أو كأنه شجرة قطوفها دانية له، يقطف منها ما يريد، فهو رجل القرآن حقا”.

ألم أقل لكم أن ما كتبه القرضاوى كان مدحا وتملقا؟

أعتقد أن هذه العبارات الإنشائية التى تخلو من أى روح تؤكد ما ذهبت إليه.

ما قدمه حسن البنا لم يكن شيئا يذكر، لكن يبدو أن عصام تليمة بذل جهدا كبيرا ليصبح ما نسبه لمؤسس الجماعة له معنى وقيمة، فقد علق تعليقات كثيرة على ما قاله البنا، وقام بترقيم الآيات وتخريج الأحاديث، ووضع عناوين بين كل فقرة وأخرى.

تحرج القرضاوى فى توضيح هزال تفسير حسن البنا، فاكتفى بأن سجل اختلافه معه، فى نقطتين.

الأولى خاصة بما قاله البنا عن ترجمة القرآن، فقد كان يرفض الترجمة تماما.

والثانية خاصة بالعلاج بالقرآن، وإخراج الجن من جسم الإنسان، حيث أقرهما البنا تماما.

يقول عصام تليمة كاتب تفسير البنا:” لقد بحثت فى كل – أو جل – ما كتبه الإمام البنا، فلم أجد له رأيا نظريا فى هذه القضية – العلاج بالقرآن – ولكن واحدا من تلامذته والملاصقين له فى الدعوة ذكر أنه عالج مريضة بالقرآن، كانت قد مسها جان ودخل جسدها، ويبدو من القصة أن الإمام البنا لم يكن مقتنعا بادئ الأمر، ولكنه بعد ذلك اقتنع به.

ويروى محمود عبد الحليم أحد رفاق البنا فى دعوته: حدثنى مرة ( أى البنا) أنه قرأ فى كتاب  أن رجلا جاء إلى الإمام أحمد بن حنبل، وشكا له أن أخاه تنتابه حالة يفقد فيها وعيه، ويمزق ملابسه، ويهاجم من حوله، ويريد أن يفتك بأقرب الناس إليه، وقال إنه عرضه على الأطباء حتى يئسوا منه، ولا يدرون ماذا يفعلون؟

وكان الإمام أحمد بالمسجد، فقال للرجل: أحضر أخاك وهو فى هذا الحال، فلما أحضره أمره أن يرقده، ثم أخذ الإمام يقرأ القرآن، حتى سمع الجميع صوتا منبعثا من جسم الرجل المريض يستغيث بالإمام، ويقول: حسبك وسأفعل ما تريد، فقال له الإمام: دع هذا الرجل واخرج من أصبع قدمه، قال الصوت: سمعا وطاعة، وخرج من أصبع قدم الرجل، وإذا بالمريض يستيقظ كأنما حل من عقال، وكأنه لم يكن مصابا من قبل.

يأتى الدور على حسن البنا ليتحدث.

يقول: شغلتنى هذه القصة، وكنت أتأهب حسب جدول زياراتى لزيارة إخوان السويس، وركبت القطار، وظللت طيلة الطريق أفكر فى هذه القصة، وأتعجب وأقول لما فيها وأقول، أهو سر الإمام أحمد، أم هو سر القرآن، أم أن القصة فيها مبالغة؟

يجيب البنا على نفسه.

يقول: لم تزل هذه الأفكار تراودنى حتى وصل القطار محطة السويس، ونزلت من القطار، فوجدت الإخوان متجمعين فى انتظارى فعانقتهم، ولاحظت أن واحدا منهم كان يقف وحده بعيدا، فقربت منه، رأيت على وجهه أثر الحزن، فتركت الإخوان وانتحيت به جانبا، وسألته عما يحزنه؟ فقال لى: إن الذى يحزننى أمر خطير، وإننى قد ضقت ذرعا بالحياة، وسدت أمامى الطرق، وأحاط بى اليأس من كل جانب، إن زوجتى إمراة صالحة، مطيعة، ولى منها أبناء صغار، وقد اعترضها منذ عام مرض ينتابها بين الحين والحين، تفقد فيه رشدها، وتتحول إلى وحش كاسر، إذا استطاعت الوصول إلى أى منا حاولت قتله، وتحطم كل شئ أمامها، وقد عرضتها على الأطباء هنا وفى القاهرة حتى يئسوا، وقد انتابها المرض اليوم، ولما كنت أعلم بقدومك اليوم أدخلتها حجرة أغلقتها عليها، وجئت أنتظرك لأعرض عليك مصيبتى لعلك تعيننى فيها.

خاض البنا المغامرة، قرر أن يواجه العفريت.

قال: دخلنا البيت، ودخلنا الحجرة المغلقة، فرأيت إمراة بها، فقلت له: ادخل وغطها تماما بملاءة بحيث لا يبين منها شئ، ففعل، ثم دخلت الحجرة ووقفت بجانب السرير وأغمضت عينى، وأخذت أقرا القرآن حتى سمعت صوتا منبعثا من جسم المرأة، ولكنه صوت رجل يقول: كيف تكون با بنا إماما للناس، وتنظر إلى عورات النساء؟ ففتحت عينى فرأيت جزءا من ساقى المرأة قد انكشف نتيجة ما ينتابها من حركات عنيفة، فأمرت زوجها فغطاها، ثم واصلت قراءة القرآن حتى سمعنا صوت الرجل المنبعث من جسم المرأة يقول فى استعطاف: إنك إمام المسلمين، وتريد أن تحرقنى وأنا مسلم، قلت له: إن كنت مسلما لم آذيت مسملة؟ قال: وماذا تريد منى؟ قلت: دع هذه المرأة واخرج، قال: أمهلنى، فواصلت القراءة: فقال بعد قليل: أستحلفك بالله إلا أمسكت عن القراءة، حتى لا أحترق وسأخرج، قلت إن كنت خارجا فأخرج من أصبع قدمها، فأراد أن يساوم، فواصلت القراءة، فصرخ مستغيثا، وخرج من أصبع قدمها، فقامت المرأة كانما حلت من عقال، وكأنها لم تكن أصيبت من قبل.

تعامل القرضاوى برفق مع ما قاله حسن البنا، قدم كلامه على طريقة أدب القرود، قال: كما أخالف شيخنا وإمامنا فى مسألة العلاج بالقرآن، وإخراج الجن من الإنسان، فإن الله لم يسلط الجن على الإنسان إلى حد ركوب الإنسان والدخول فى جسده، والتصرف فيه، فالإنسان أكرم عند الله من ذلك، وقد قال القرآن على لسان الشياطين ” وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى”، وقد بالغ بعض المعاصرين حتى فتحوا عيادات للعلاج بالقرآن، وهو ما لم يفعله الصحابة ولا التابعون ولا المسلمون فى خير القرون، بل اتجهوا إلى الطب القائم على السنن والأسباب.

****

ليس مهما بعد أن قرأنا ما قاله حسن البنا بنفسه أنه نتعرف على منهجه فى التفسير، فهو ليس صاحب تفسير أصلا، ثم إن الرجل خطا خطوات بعيدة جدا فى عالم الدجل والدجالين، ليس أكثر من مخرف، ضرب عرض الحائط بثوابت القرآن الكريم، وراح يبحث عن خرافات، حتى يؤلف بها قلوب أتباعه.

كان حسن البنا يعرف أنه لن يحكم من يجندهم فى جماعته بالعقل والمنطق والمنهج، فذهب يفعل ذلك بالخرافة، وتصدير نفسه على أنه صانع معجزات وصاحب كرامات، فهو لم يتمكن فقط من إخراج الجن من جسد إمرأة، وجدها فى طريقه بالمصادفة، ولكن الجن كان يعرفه، وخاطبه بأنه إمام المسلمين، وكأن الدعوة الكاذبة تعدت حدود البشر ووصلت إلى حدود الجن… فهل بالله عليكم يمكن أن نأخذ شيئا من القرآن عن هذا الدجال المخرف.

****

كثيرون يحاولون التفريق بين حسن البنا وسيد قطب، على إعتبار أن الأديب الذى بدا حياته بكتابة الشعر والروايات والنقد الأدبى ثم انحرف إلى طريق الإخوان متطرف، أفتى بتفكير المجتمع ووصفه بالجاهلية، أما حسن البنا فهو داعية وسطى، لم يكن يتبنى العنف ولم يدع إليه.

هذه تدليسة من تدليسات من يريدون الحفاظ على كيان جماعة الإخوان المسلمين، فهم يريدون أن يعودوا إلى جذروهم الأولى التى وضعها البنا، على أساس أنها جذور طيبة، يمكن أن يستفيد بها الناس، أما قطب فكانت بذوره شيطانية، نحصد شرورها الآن.

دع عنك مثل هذا الكلام الدعائى، واقرأ تراث حسن البنا وسيد قطب، ستجد أن كلا منهما قاتل، لا يختلفان فى شئ، قد يكون سيد قطب يقتل بالرصاص بينما يقتل البنا بخيط من حرير، يلفه حول عنق ضحيته، ثم يبتسم بعد أن ينهى مهمته، وكأنه لم يفعل شيئا من الأساس… فى النهاية كل منهما قاتل، ولا يمكن لأحد أن يشككنا فى هذه المسألة.

****

خلال 25 عاما وضع سيد قطب تفسيره ” فى ظلال القرآن”… تفسير تغلب عليه الناحية الأدبية الوجدانية، لن تجد فيها تميزا أو انفرادا عن غيره من التفاسير، إلا أن الدعاية الإخوانية جعلت منه تقريبا التفسير الأهم للقرآن، وأخذت من إعدام سيد قطب حيلة لتصديره على أنه رجل قرآنى، منحه القرآن من روحه.

المتخصصون فى التفسير يميلون إلى أن تفسير سيد قطب به شطحات يمكن أن تفسد على المسلمين عقيدتهم، لكننى لن أخضع لهذه التقييمات، التى تأتى فى الغالب على خلفية تناقضات مذهبية.

سأركن فقط إلى مؤاخذات سجلها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على سيد قطب، يمكن أن نأخذ منها تليخصا لتجربة الإرهابى الأكبر الذى يجعل منه الإخوان صنما يعبدونه ويتقربون إليه بالعنف والقتل وسفك الدماء.

يرى الدكتور أحمد الطيب أن سيد قطب جاء بمفاهيم ما أنزل الله بها من سلطان، وعلى رأسها مفهوم ” الحاكمية”، وهو فى حقيقته المفهوم الذى يقف كدافع قوى للجماعات المسلحة فى تكفيرها للمجتمع وقتاله.

يفسر شيخ الأزهر ما يريده أكثر، يقول: ما قدمه سيد قطب هو فكر الخوارج الذين أرغموا على بن أبى طالب رضى الله عنه على قبول التحكيم، بعد اقترابهم من الهزيمة، ثم انشقوا عنه، وقالوا الحكم لله، وكفروا الصحابة وقتلوا الإمام على نفسه.

هذه الفتنة التى وضع الخوارج بذرتها فى تربة الإسلام اندثرت تقريبا بإندثارهم، لكن الهندى أبو الأعلى المودودى استدعى فكرة الحاكمية من جديد، ألف كتابا أطلق عليه ” المصطلحات الأربعة فى القرآن”… وهى الإله والرب والعبادة والدين، وهى التى يقوم عليها الإسلام من وجهة نظره.

فسر المودودى كلمة الإله بأنه الحاكم، وعليه فالألوهية تستدعى الحاكمية، والعبودية تستدعى الطاعة، قال صراحة أن الله له الحكم والسلطة، والخلق عليهم الطاعة المطلقة، ومن يدعى أن له حرية فى أن يحكم أو يصدر قوانين يخضع لها البشر فهو كافر، لأنه بذلك ينازع الألوهية فى أخص خصائصها وهى الحاكمية، ومن يحكم ويضع القوانين الحاكمة هو أيضا مشرك لأنه اتخذ من دون الله إلها آخر.

لم يفعل سيد قطب أكثر مما فعله المودودى، كان الحبل بينهما موصولا، يقول الدكتور الطيب: سيد قطب أعجب بكتاب معاصره وصديقه أبو الأعلى المودودى أشد الإعجاب لدرجة الإنبهار، وانطلق منه إلى أن الحاكمية لله، لأن الألوهية هى الحاكمية، وكل البشر الذين يعطون أنفسهم الحق فى إصدار قوانين او تشريعات أو أى تنظيمات اجتماعية تعد خروجا عن الحاكمية الإلهية إلى الحاكمية البشرية، وأصبح عنده أن البشر محكومون بقوانين غير قوانين الله، وبأنظمة لا ترضى عنها شريعة الله، ولم يأذن بها الله، وبالتالى هذا المجتمع مجتمع مشرك وكافر ويعبد غير الله، لأن العبادة هى طاعة الله فى حاكميته.

يصل الطيب إلى العقدة التى حكمت سيد قطب، يقول عنه:” ادعى قطب أن المجتمعات التى تعيش فيها الأمة الإسلامية الآن هى مجتمعات جاهلية، ولم يشبهها بالجاهلية الأولى الوثنية، ولكنه قارنها بجاهلية الأمة الإسلامية حاليا، لأن الجاهلية الأولى كانت جاهلية عبادة أوثان فقط، أما جاهلية الأمة الإسلامية فهى جاهلية مركبة حيث توجد قوانين ودساتير تحكم المجتمعات، وتوجد أنظمة وقوانين دولية، وهذه كلها أصنام، وبالتالى هناك الآلآف من الأصنام يعبدها المسلمون، هذه المفاهيم التى جاء بها سيد قطب ما أنزل الله بها من سلطان، ولكن للأسف الشديد وجدت من يقف وراءها من بعض الدعاة الذين ساروا على هذا النهج”.

قل عن تفسير سيد قطب ما تشاء، اقرأ لمن مدحوه، ولمن قالوا أنه أعظم تفسير، لكنه فى النهاية لم يخرج إلا للتخديم على هذه الفكرة وحدها، فكرة تكفير المجتمع والدعوة إلى قتل أبناءه، ولذلك فهو ليس إلا تفسيرا إرهابيا، عانت منه أجيال كثيرة، وأعتقد أن أجيال قادمة سوف تعانى منه.

نرشح لك

محمد الباز يكتب: تفسير نسائي للقرآن في خدمة الإخوان فقط (القرآن في مصر 22)

بالصور : فنانون وإعلاميون وكتاب ونقاد في ضيافة إعلام.أورج

تعرف على أظرف أم في إعلانات رمضان

شارك واختار .. من أفضل ثنائي في إعلانات رمضان؟ أضغط هنـــا

بنر الابلكيشن