محمد البرمي يكتب: دراما "أونطة" خسارة فلوسها

يوماً بعد يوم تثبت الدراما المصرية أن نظرية «التيك أوى» هى المتحكم فى إختيارات المنتجين، والممثلين على حد سواء فرمضان مجرد موسم كالأعياد مع إقترابة يبدأ المنتج فى تعبئة فيلم بلا سيناريو، ولا نص مكتوب، ولا تمثيل راقصة، وبلطجى ومطرب شعبى ، وإفيهات جنسية تفي بالغرض فليس مهم ما سيقدم المهم أن يقدم أى فيلم فهو يدرك تماماً ان السينمات ستعج بالألأف .

ولا تختلف الدراما حالياً عن السينما رغم أن العهد الحالى هو الأكثر ثراء من حيث العدد الغير طبيعى من نجوم الصف الأول، والثانى، والثالث عدد كبير من الممثلين بالإضافة لإستقدام ممثلين عرب حتى ولو كانوا بلا موهبة من تونس، وسوريا، ولبنان .

الحديث عن ندرة المواهب الفنية غير صحيح سواء تمثيل أو حتى فى النصوص المتوفرة فمصر تمتلك روايات قديمة وجديدة وكتاب سيناريو وروايات اضعاف العديد من الدول العربية وإعادة تقديم رواية مثل افراح القبة خير دليل على توفر شئ لدينا إذا أين الأزمة ؟، فى نظري الازمة تبقى ، فى نظرية «التيك اواى الدرامية» فما أهمية أن تكتب نص جديد إذا كان لديك كاتب أخر يمكن أن يقتبس فكرة مسلسل أجنبى ويضع سيناريو له.

وما الداعي لإنتاج مسلسل جديد يستغرق كتابته عام أو أكثر طالما يمكن أن نجمع مشهد من هنا أو من هنا وفى النهاية سيكون لدينا مسلسل، أو إعادة وضع سيناريو لفيلم قديم كما حدث فى العار والكيف وتقديمه من جديد حتى ولو كان سيئاً، وأيضا سيتابعة الجمهور الذى يشاهد لمجرد تسلية أوقاته فقط دون التفحيص والتمحيص فى ما يقدم فالمشاهد أصبح كسول رغم إمتلاكه العديد من الوسائل للتعبير عن رأيه فى الأعمال المقدمة، وبالتالي يستغل المنتج هذا الكسل بتقديم أى شئ مش مهم .

بالنظر إلى العديد من المسلسلات المقدمة فى شهر رمضان، والبالغ عددها 30 يزيدوا أو يقلوا قليلاً مع إستبعاد مسلسلات الدول العربية الشقيقة سنجد أغلبها يصلح لفيلم أكثر من صلاحيته لعمل درامي طويل قد يصل لـ 30 حلقة لكنه بمد وتطويل ومشاهد بلا أهمية أو قيمة يتحول بقدرة قادر لمسلسل طويل .

الأزمة الاهم فى الدراما المصرية أن الجميع يريد أن يكون نجم الشباك البطل الاوحد، مع تيمة تشبه الأبطال الشعبيين فى الحواري والتى كتب عنها نجيب محفوظ كثيراً فى روايته أو تيمة أخري تلعب عليهادراما رمضان مسلسلأحداثة غامضة يكشف لغزها في أخر الحلقات كما يفعل يوسف الشريف فى مسلسلاته دون أن يمل من التكرار أو تيمة الأمراض النفسية والكئابة كما تصر نيلي كريم ربما العمل المختلف هذا العام أفراح القبة وهل هذا يرجع لانه قصة عن نجيب محفوظ؟.

ومع الوقت تحولت الدراما من تاريخ موثق بالصوت، والصورة إلى مجرد تعبئة شرائط لتغطية فراغ الجمهور الصائم فى تواطء غريب ومريب من الممثلين والجمهور والمؤلفين والمنظومة كاملة، قيمة الدراما الحقيقة ليست فى ملء فراغ المشاهد وتقديم وجبات فنية جاهزة له، قيمتها الحقيقية هى أن تجعلك تشاهد نفسك وتاريخك .

ولو أخذنا حلقة واحدة من مسلسل ليالى الحلمية الاجزاء التى كتبها أسامة أنور عكاشة وأخرجها إسماعيل عبدالحافظ والجزء السادس الذى يعرض حاليا سنعرف جيداً الإختلاف بين مشهد تراه فيكون عين ما يحدث فى شارعك أو منطقتك يوثق التاريخ بدراما تٌشرح المجتمع وتضعه بين يديك تتحول مع الوقت لمرأة ترى فيها نفسك وذكرياتك وتاريخك إلى مسلسل أو جزء سادس يفقتد للروح ويفتقد لان يكون مسلسل مجرد تشوية لفن حقيقى، وتاريخ طويل.

لم يكن عيباً أن يجمع المسلسل كل النجوم على الساحة الفنية ولم نسمع عن مشاجرات على التتر او الأدوار وعدد المشاهد، ونفس المسلسل ليالى الحلمية شاهد على ذلك فمسلسل واحد جمع بين مؤلف كبير ومخرج كبير وممثلين مثل يحيى الفخرانى وصلاح السعدنى صفية العمرى وسيد عبدالكريم ومحسنة توفيق وعبلة كامل وممدوح عبدالعليم وأثار الحكيم و إلهام شاهين وغيرهم لا يجمعهم سوى الفن ولا يوافقوا على أداء الادوار إلا بعد قراءة السيناريو لايمكن ان ترى ممثل يجمع بين 5 و6 أعمال فى موسم واحد مهما بلغت موهبته فكثرة الأعمال قديماً كانت ستترك أثراً سلبيا عليه لان المخرج وقتها سيقول بيأكل عيش مش بيمثل عكس دراما الأن المسلسل لا يكل ولا يمل من هنا لهنا والمهمة يجمعله قرشين.

الدراما حاليا إفتقدت للقدرة على نقل الصورة الحقيقة للشارع لمعاناة المواطن المصري والذى يعج بالالاف القصص التى تصلح لمسلسل وفيلم ومسرحية وجميع أشكال الإنتاج الفني ما الذى تقدمة الدرما حاليا لا شئ ما قيمتها وحجم تأثيرها لا شئ فقط تترك اموراً سلبية يكون عادة بطلها محمد رمضان .

قارن بين كل المسلسلات التى قدمت العام الحالي بمسلسل «ساق البامبو» المنقول عن رواية سعود السنعوسى والتى تحمل نفس الإسم لاحظ كيف نقل واقع سيئاً فى المجتمع الكويتى وكيف أثار ضجة كبيرة وسعى لعلاج أمر سلبى فى مجتمع رغم ان التضييقات هناك أكثر من مصر كثيراً.

السنة 12 شهراً وعشرات المنتجين والقنوات ومئات الممثلين والكتاب، مع ذلك وبالنظر لما يقدم لا شئ .

نرشح لك

بالصور : فنانون وإعلاميون وكتاب ونقاد في ضيافة إعلام.أورج

تعرف على أظرف أم في إعلانات رمضان

شارك واختار .. من أفضل ثنائي في إعلانات رمضان؟ أضغط هنـــا

بنر الابلكيشن